الفنان التشكيلي رمضان النزهان
يتعامل مع الألوان بروحانية وشهوة فنية
* الفنان رمضان النزهان فنان امتلك القدرة التعبيرية على الخلق والابداع في استحضار أشكال واقعية حافلة بالدلالات والرمزية ، زواج فيهابين الشكل والمضمون بتقنية وحرفية جليّة ، وقدرة على التعامل مع الألوان وتدرجاتها والدقة بالأداء .
منذ طفولته كان الرسم بالنسبة له لهو ولعب بالألوان ، ومجرد تفريغ انفعالات ، لكن هاجس هذه الانفعالات بدأ يكبر بدخوله المرخلة الثانوية ودراسته للتعليم المهني ، حرفة ميكانيك السيارات التي تتطلب الدقة في الرسم الصناعي والتخيل لأشكال قطع السيارات حيث برع فيها .
وفي زيارة للأستاذ الفنان الكبير جمال شطيحي لعلاقته بأخيه وقدوته الفنان عيد النزهان . شاهد بعض الأعمال التي نفذها الفنان رمضان بقلم الفحم ، أثارت اعجابه ، فأشار إليه بالالتحاق بمركز اسماعيل حسني للفنون التشكيلية ، فكانت الانطلاقة الحقيقية لعشقه للفن والجمال الذي تحول من العفوية والعشوائية إلى الفن القائم على الأصول والمعرفة والبحث عن القيم الجمالية . ..كان للفنان جمال شطيحي دوراً في تغير مساره الفني الذي تعلم على يديه أصول الفن والحياة وبقية الأساتذة المبدعين أمثال المرحوم هشام رمضان والمرحوم عبد الجبار ناصيف ……. مما زاد في سعة مخزونه الثقافي والفني . بعدها التحق الفنان النزهان بكلية الفنون الجميلة بدمشق فتعرف على ثقافات الغير وجميع الاتجاهات الفنية السائدة .
فأصبحت تجربته الفنية أكبر نضجاً ووهجاً ودقة ، حيث دمشق تشكل مجمع الفن والفنانين والمعارض المتواصلة والمكتبات والأصدقاء ، تجعل من الانسان في حالة من التحدي والاصرار ، وهذا يحتاج تفجير الطاقة المكنونة في الأعماق وهذا يتطلب الصبر والمثابرة والمتابعة الدؤوبة للحركة الفنية وروادها بما فيها من أسرار وجمال . تخرج من كلية الفنون الجميلة وكان من الخمسة الأوائل ، وكان مشروع تخرجه عن البيئة الفراتية بالألوان المائية التي تحتاج إلى كثير من الدقة والشفافية اللونية وقدر كبير من الاحساس والمشاعر . …لقدعالج موضوعاته بأسلوب واقعي ، وجنح معها إلى الانطباعية في رصده للمشاهد الطبيعة بمناخات متعددة ، تحت تأثيرات ضوئية متنوعة وخاصة اللون الأزرق واشتقاقاته بلمسات واضحة متباينة النبرات . يبرز فيها قدرة هائلة على التصوير والادراك والفهم للقيم الاكاديمية لفن التصوير . اتخذ’من تصوير الطبيعة والبيئة الفراتية الغنية بالسحر والجمال والتنوع ، التي يغلب عليها الطابع الرومانسي والتزيني ، صاغها بحرفية وتكنيك عال لجميع عناصر العمل الفني ، فيهالغة بصرية جميلة تعتمد على انعكاسات الضوء على الأشياء وتظهر اللمسة اللونيةالمتحررة فيها الكثير من الابهار والدهشة وبراعة تؤلف نسيجاً جميلاً يحمل الانطباعات الصادقة لعين المتلقي . معظم أعماله تمتاز بالوضوح والصراحة والأمانة في ابراز التفاصيل ومتحررة من الجمود . واعتنائه بالتكوين بقدر عنايته بالتوزيع اللوني بلمسات واضحة وبقع شفافة منسابة على سطح اللوحة بعفوية ورشاقة .
يقول الفنان رمضان : أعمالي أحبها وتحبني فأنا أخلص لريشتي وألواني صادقة في تعاملي معها ، لم تخيب أملي يوماً ، فالإطار يؤطرني بالحنان والقماش يدفيني ويسحرني ويجرني البياض إلى عالم الغيب والشهوة الفنية ، أما الألوان فألاعبها وتلاعبني والفرشاة تركض معي وتغسلني ، ولوحتي عندما أنتهي منها أهتم بها فأطرها وأعلقها بحب ، فاللوحة بالنهاية أنثى تحب أن تدللها …
الفنان في سطور :
_ الفنان رمصان النزهان . مواليد دير الزور ١٩٦٨.
_ اجازة في الفنون الجميلة _ جامعة دمشق ١٩٩٤ بدرجة جيد
_ دبلوم دراسات عليا جامعة دمشق ١٩٩٦ بدرجة جيد جداً
_ دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق ٢٠٠٠
_ مدير معهد الفنون النسوية ٢٠٠٥ _ ٢٠٠٨
_ مدير معهد اعداد المدرسين ٢٠٠٩
_ موجه اختصاصي لمادة الفنون بدير الزور
_ شارك في الكثير من المعارض في دير الزور ودمشق وبقية المحافظات ._ معرض الاسبوع الثقافي السوري / الكويت/
_ معرض فناني دير الزور منذ عام ١٩٩٦ ….. ٢٠١٩
خليل عبد اللطيف