القت الاعلامية منيرة احمد محاضرتها في المركز الثقافي العربي في جبلة حضرها عدد كبير من المهتمين وكانت مشاركات فاعلة ومداخلات مميزة
جاء في المحاضرة
التواصل حاجة فكل الكائنات تتواصل كل بلغته واسلوبه ولحاجات واغراض نختلف باختلاف النوع المتواصل .. يقال حين تتمايل اغصان الأشجار فهي تمارس نوعا بينيا من التواصل وكذلك للحيوانات لغتها واسلوبها في التواصل . أذا كما اسلفت لكل تواصله الخاص به لتحقيق غاياته منه .
أما فيما يتعلق بالمجتمعات البشرية فهو حاجة وضرورة ملحة تفرضها طبيعة المجتمع بالتالي حاجاته وأهدافه وهذا سواء أن على الصعيد الفردي أو الجماعي ولأغراض لا تنتهتي ولغايات ومصالح واهداف كل يوظفها وفق مقتضياته وما يملكه من معطيات وما يرغب في تحقيقه , وفي سياق المرور السريع تاريخيا فقد أخذ التواصل سبلا وأساليب مختلفة تباينت وتعددت ومرت بمراحل عديدة من بدائيته عبر الإشارات والحركات الى التواصل عبر رسائل يحملها الحمام الزاجل الى التواصل الكتابي عبر الرسائل البريدية لكسر حاجز الجغرافية بين المتواصلين والتواصل البيني المباشر بين المتواصلين الى الاتصال عبر الهاتف ووسائل الاتصال ( السمعية والبصرية – تلفاز – إذاعة ) الى عصر العولمة الذي مكن الأشخاص عبر مجموعة من التطبيقات والبرامج ومن خلال الفضاء الالكتروني ( واتس أب – فيسبوك – انستغرام – تلغرام – تويتر …… مسنجر ….. ) وعبر ازرار يربطها خيط شبكي ليتجاوز الحدود ويلغي المسافات ويفتح عوالم وافقا يستخدمها كل متواصل وفق ما يرغب محققا نوعا جديدا جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة واصل للقول ان أصدقاء وسائل التواصل الاجتماعي اصبحوا كسكان بناية واحدة .
ما يدفعنا للخوض في غمار ذلك الفضاء واثره على البنى المجتمعية تحديدا فموضوع تلك المواقع واثره على مختلف الاصعدة يحتاج لمجلدات للبحث فيه تفصيلا وتدقيقا واحصاءا في وقت الى الان لا نملك دقة إحصائية لاثره سلبا او إيجابا لكن هنا اردنا تسليط بعض الضوء على جانبه المجتمعي وما تركه من اثر .
و عن معنى التواصل في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي
تَواصَلَ: (فعل) تواصلَ يتواصل ، تواصُلاً ، فهو مُتواصِل
تعريف التواصل الاجتماعي:
===============
”التواصل هو أي سلوك يؤدي إلى تبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر، وذلك عن طريق التفاهم بين المرسل والمرسل إليه .هذه المعلومات قد تكون بيانات أو أفكارا أو أي شيء آخر له علاقة بين المرسل و المرسل إليه ”. ”التواصل هو أي سلوك مقصود من جانب المرسل ينقل المعنى المطلوب إلى المستقبل، ويؤدي إلى الاستجابة بالسلوك المطلوب منه ”.
يعد التواصل هو العملية والفعل التي يقوم بها الإنسان من أجل إيصال العديد من الأشياء كالمعلومات والأفكار والرسائل، وذلك من خلال نقل الأخبار في مجتمع واحد نتيجة لوجود العديد من العلاقات المشتركة، كما أنه في علم النفس يتم تشبيه عمليات التواصل بأنه عملية إلقاء البلياردو، وذلك نتيجة لدفعها فتصطدم وترتد من جديد وهذا ما يؤكد أن لكل فعل رد فعل.
وهناك من يعرف التواصل الاجتماعي أيضا على أنه عملية تبادل الدلالات المختلفة التي كان الهدف الأساسي منها هو استمرار التفاعل بشكل جيد بين الأفراد على جميع المستويات، بالإضافة إلى أن لكل إنسان دور في المجتمع وعلينا أن نحقق أعلى استفادة منه.
المجتمعات والتواصل الاجتماعي :
===================
المجتمعات الغربية تعتبره نافذة لبناء العلاقات الاجتماعية عوضا عن الواقع الذي تعيشه بسبب انشغالهم بالماديات .
المجتمعات العربية لم تكن بحاجة للتواصل عبر وسائل مستحدثة ودخيلة عليه بشكل او باخر , فهي تملك شبكة واسعة من العلاقات عبر الزيارات واللقاءات والاجتماعات والمناسبات الاجتماعية وما تحرص على وصله لجهة صلة الدم وصلة القربى . فلماذا يلهث مجتمعنا بكل فئاته العمرية لوسائل تواصل عبر خيط عنكبوتي ؟ هنا نجد أنفسنا أمام سؤال من نوع السهل الممتنع لأننا سنجد عندأ شخص غالبا السبب الواضح ونقضيه , الحجة والمنطق وعكسهما .
مجتمعاتنا بدأت تبحث عن قصص وعلاقات غير متوفرة في الواقع , تتيح له انشاء شبكة خاصة من العلاقات بعيدا عن عين الرقيب المباشر والملاصق له في الواقع وتبعات ذلك عليه , رغم وجود برامج تلاحقهم وترصد محادثاتهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم وهذا امر ينسحب على العلاقات والمراقبات الاجتماعية .. الاقتصادية … الدينية .. العسكرية …. السياسية …… ألألأخ……. إضافة الى الجغرافيا الاوسع التي توفره له تلك الوسائل فمن الجغرافيا الواقعية الحسية الضيقة الى الجغرافية الافتراضية الاوسع ( بعلاقات غير مسموح بها في الواقع … ) او مع العيد إضافة الى انها غير مكلفة ماديا ولا تتطلب التزامات إضافية ( من مكان ضيق من على كرسي الى أي مكان في العالم )
اضف الى تحرره من قضايا كثيرة من لباس وبرستيج رسمي وربما هدايا ……
الضغط الاجتماعي الواقعي يجعل الفرد في مجتماعاتنا يميل للبحث عن وسط افتراضي لا يفرض عليه اية شروط او قيود
الواقع الأوروبي ( الغربي عموما ) ونمط الحياة الطويلة في العمل الوظيفي كما اسلفنا واعتماد الفرد على نفسه وعدم وجود جهة تتبناه ماديا ( يطلب منه تامين حياته ) وبنية التفكير تجعله يحتاج لعلاقات خارج الواقع المزدحم بالالتزامات لتامين حياته ماديا .
وسائل تواصل اجتماعي أم تباعد؟ مشاركات وأراء
لو قيض لنا استفتاء جميع مستخدمي وسائل التواصل وغير المستخدمين لوجدنا لكل منهن راي بين مؤيد ومشجع لها وبين معارض وشاك من اثرها , هي وسائل تواصل وتباعد في آن معا ,فهي اتاحت لسكان القرية الصغيرة التقارب وتبادل ما يودون تبادله ( كلمات – مواقف – اراء – صور ….. معلومات … ) ومن ناحية ثانية سببت تباعدا وصل حد التباعد والتنافر بين أفراد الاسرة حتى المحبين منهم ,فجعلت اختلاط المواقف والاراء سمة عامة لما احدثته تلك الوسائل .. احداهن وليست الوحيدة تقول انها وسائل انفصال اجتماعي … اخرون يرون فيها وصلا لما قد انقطع بين الاصدقاء بسبب بعد الجغرافية او ظروف ومتاعب ومشاغل الحياة … وكي نكون منطقيين فان محاضرة او محاضرتين لا تفيان الموضوع حقه وكما سبق ونوهنا ليست لدينا احصائيات دقيقة وهذا باعتقادي يحتاج مراكز أبحاث متخصصة وبامكانيات ووقت كاف لتحديد كافة جوانب واثار تلك الوسائل على المجتمع سلبا وايجابا .
كي لا نكون انفراديين ولان الموضوع يهم الجميع راينا ان نستطلع بعض الآراء من عدة شرائح مجتمعية ومن اكثر من بلد .
المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي الجمهورية العربية السورية
إن العناصر الثلاثة في اي تواصل حسب البرت مهرابيان ALBERT MEHRABIAN: لغة الجسد تشكل 55% – طريقة الكلام 38% – الكلام 7%
وهنا نجد أن مفهوم التواصل اعتمد على التواصل المحسوس وليس على التواصل الكتابي أو “الشاشوي” (نسبة الى شاشة الكومبيوتر او الخليوي) او ما نسميه التواصل الاجتماعي.
وظهور وسائل التواصل جاءت لتحوِّل قطاعات الحياة الحديثة الى قطاعات أكثر ديمقراطية وأنسنة، ولكننا نجد أن الأنسنة تغير مفهومها من العلاقات الحقيقية إلى العلاقات المبنية على الصورة.
ومن الواضح أنه لا يحتاج اسلوبك في التواصل أن يكون شخصياً فحسب، بل إنه بحاجة لأن يكون صادقاً أيضاً، وهذا ما لا نلمسه في وسائل التواصل الإجتماعي.
أصل الى نتيجة مفادها، أن وسائل التواصل التي هي وسيلة لتسهيل وزيادة التواصل من أجل المعرفة الفعلية وليس المُتخيلة، تساهم كثيراً في “تسهيل” الحياة بمختلف أبعادها وتتجاوز التسمية من “التواصل الاجتماعي” الى الاقتصادي والأدبي وغيرها الكثير.
يجب أن ننتبه أن “وسائل التواصل” أتاحت التواصل بين مكونات المجتمعات التي تحرِّم التواصل بين أفرادها لأسباب مجتمعية أو دينية، وذلك الى مستويات خَرَجت عن وظيفة هذه الوسائل بالأصل.
بقدر ما إن وسائل التواصل الاجتماعي ببرامجها المتعددة أصبحت ضرورة في الحياة، لكنها أخيراً وُجِدت من أجل تسهيل التواصل الحقيقي
د. نضال عيسى – لبنان
نائب رئيس تحرير مجلة وموقع كواليس كاتب ومحلل سياسي وناشط إجتماعي
******أنه لشرف كبير لي أن أشارك في محاضرة للأستاذة الكبيرة منيرة أحمد مديرة موقع نفحات قلم التي أعتز وافتخر بها وما طلبها مني أن أكون ضمن هذه الرسالة الإجتماعية التي تعمل عليها الأستاذة منيرة إلا شهادة فخر أضعها على صدري كيف لا وانا اتكلم بحضرة نخبة من المثقفين والإعلاميين والكتاب والشعراء عبر هذه السيدة صاحبة القلم ونفحاته..
(تواصل أجتماعي أم تباعد)
هو عنوان كبير لمجتمع أكبر.
وهو عنوان كالسيف ذو حدين وعليك أن تتعامل معه بكل دقة وحرفية تربوية وأخلاقية عالية كي تستطيع تواكب التطور من ناحية وان تبقى متمسك بالتقاليد( الإجتماعية والعائلية والأخلاقية؟؟ ) من ناحية أخرى.
لا شك أننا بحاجة لمواكبة العصر والتطور التكنولوجي ولكن علينا ايضا” أن لا نجعل من هذا التطور ان يسرقنا من عاداتنا وتقاليدنا التي هي مصدر اعتزاز بكرمنا ومحبتنا لبعض والألفة التي نتغنى بها والروابط العائلية التي اوصت بها كل الأديان السماوية وان نفصل ونراقب وسائل التواصل التي غزتنا وهي كما اسلفت سيف ذو حدين؟
وهذه الوسائل هي الضيف الوحيد الذي يدخل منزلك دون أذن وعلى الضيف أن يكون مؤدبا” وهنا مسؤولية العائلة بكيفية مراقبة هذه الوسائل وكيفية وضع مراقبة عليها لاطفالنا وفي منزلنا ومجتمعنا.
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أستطاعة التأثير على بعض عاداتنا الاجتماعية فأصبحنا نبتعد عن اللقاءات وحلقات التعارف الشخصي وأصبح كل ذلك عبر العالم الافتراضي حتى أصبحنا نعزي بعض على هذه الوسائل ونهني بعض عليها حتى أصبح الكثيرين يتصلون فيديو ببعض ليقولو أننا نطمئن عليهم بالصوت والصورة وهذا تفسير خاطئ جدا.
أن نواكب العصر والتطور لا يعني ان ننسى او نتناسى روابط العائلة والألفة وسهرات الجيران المميزة. ان نواكب العصر لا يعني ان نضع هذه الوسائل بيد أطفالنا دون مراقبة او حسيب فيدخل إلى تطبيقات تشكل فسادا” عقليا” واخلاقيا” واجتماعيا”
نعم وسائل التواصل ضرورية ولكن ضمن شروط معينة ومراقبة لمَن هو لا يدرك كيفية التعامل معها وهنا مسؤولية الأهل
لنبدأ من أنفسنا في الإصلاح، ونحب بعضنا البعض، وليكن الأحترام والألفة هو العنوان الأول في التعاطي، ولنعد زمن اللقاءات القديمة، بالتواصل المباشر لا على الهاتف فتكن حميمية اللقاءات، هكذا نبدأ بترميم سكة الإصلاح، ونعبد طريق الحياة، فنكون أعدنا بناء جسور المحبة على الطريق الصحيح، لأن الخطوة الأولى لنجاح ذلك هي المحبة المباشرة بكل معانيها وبذلك نكون قد أستطعنا مواكبة التطور بالطريقة السليمة وحافظنا على قيمنا التي نفتخر بها وبذلك نكون قد استخدمنا وسائل التواصل الإجتماعي للمعرفة ومواكبة التطور من ناحية وحافظنا على تقاليدنا الإجتماعية من ناحية أخرى وبذلك تكون هذه الوسائل مصدر معرفة وتقارب وتطور لتكون حلقة تواصل وتقارب إجتماعي، أما إذا استخدمت بغير هذه المفاهيم في حتما” ستكون وسائل تباعد
مروا مشيك – لبنان
*******قوافلٌ تدقّ محراب غربتها، في ليل الأنا وتراكم الذّات المهجورة، تَراها تبتعد أميالًا لتحوك بقلمها قضيةً وُلدت في رحم المجتمع، قد عانقها الغياب أو لربما التطفل! هي النفس البشرية قد فقدت ما تبقى منها، وها هي الآن تحاول الوصول إلى المرام، لكن دون جدوى!؟ ممتعضة بأفكارها، مسبيّةُ الحديث لا ترادف ذاتها حتى من باب التراضي. قد خلعت ثوبها القديم علّها تلتقط ما يلامس أفكارها التي تبغي التواصل من وحتى قيام الأبجدية.
هل لملمَت عرائسُ الكلمِ أظافرَها؟ أَتُراها ملقيةً في الأزقة؟ تجمعُ الحرفَ خريفًا ربيعيًا، جريدة كانت ترتشف قهوتَها ليلًا مخافة اللقاء بصوت النعي فتتشرّد العواصف بخميلها وصفرتها، حتى لتجدها تشدّ أمتعتها تارّة وطورًا تتراجع، علّها تعيد زنبقةَ الحقلِ إلى الدّيار المأنوسة.
طوفانٌ يغرق ما بين قبولِ الذّات والآخر وفضاء التواصل لتتلخص الحكاية بموت البطل ودمار المجتمع…
لم يكن هابرماس غافلًا حين قال بفكرة التواصل وبحث في أجزائها، ممهدًا لمن يليه بنقل الفكرة، حيث وجدنا الدكتور نبيل أيوب خير دليل للوصول إلى البحث والتنقيب عن الآثار المبهمة حيال هذا الموضوع:
يقوم هذا المحور على علاقة إيصال العامل المرسل الذي هو باعث الرغبة أو مولّدها، الرسالة أو موضوع الرغبة، إلى العامل المرسل إليه الذي من أجله كانت تلك الرغبة، والمستفيد من تحقّقها.
دورا المرسل والمرسل إليه يتعيّنان الواحد بالنسبة إلى الآخر. المرسل ينقل موضوعًا إلى المرسل إليه، والمرسل إليه يتلقّاه.
مرسل ← موضوع ← مرسل إليه
وعلى هذا، نرى أنّ علاقة المرسل بالمرسل إليه من حيث إيصال الموضوع، هي كما علاقة الذات بالموضوع.
(النقد النصي ( (2وتحليل الخطاب)
وهنا، يمكننا الحديث عن هذه العلاقة في رحاب المجتمع الذي نعيشه بحاضره وماضيه ومستقبله، هذا إذا كان هنالك اِلتفاتة صحيحة لهذا الأخير. لا بل ويطيب السؤال: هل تؤثر قوافي الماضي في اِصلاح هيكلية التفكير برموز الحاضر وخدمته في توطين خلايا تُحضّر نفسها للمستقبل؟
نأتي الآن على دراسة بعض حيثيّات هذه العلاقة الكامنة ما بين المرسِل والمرسَل إليه، فالكتمان أشدّ طفرة من النسيان، لأن الأخير يبني فكرة التسامح لا بل يُعيد ترميمها لإصلاح ما قد بُعثر. أما الآخر فيلوذ دائمًا إلى المبهمات التي بدورها تشقّ الطريق نحو انحدار صخري ينتهج النمطية سبيلًا له في الخلاص، لأنّ العقول التي لم تتذوّق طعم السلام يومًا لن تجدَ الراحة حتى في الختام.
مبعثٌ جديدٌ يروق لي أن أترجمه وفق ما تقول به العدالة، عدالة المجتمع، عدالة التفكير، وعدالة الأنا التي تبحث عن وجودها… الصداقة! وبكل شفافية أرحّب بالأمر ناطقة باسم كل طفل، مراهق أو حتى عجوز يلملم ما تبقى من أيّامه الدفينة.
هل فكّر الأهل يومًا بماهية هذا الأمر؟ وإلى أيّ درجة يصلح لخدمة التوازن الفكري لدى الفرد؟ هذا إذا كنا نتحدّث عن الأنا، فكيف عن البقيّة التي تضجّ بمجتمع يربط مصالحه بالآخر؟ لنصل إلى الحب الذي لربما نفهمه بطريقة مغايرة عمّا يؤسس له كلّ شخص. فهو ليس هذا العالم الغرائزي المتوهّج بالكتمان، إنّما الحب الرّفاقي أو الحب العاطفي بدوريهما لإنقاذ شعب قد غفا مع أهل الكهف وما زال في ثبات عميق.
طمعٌ وفي كلّ يوم نشهده، في تكوين الديمقراطية وإعادة إحيائها، كيف لا ونحن شعب لا نفكّر في خدمة المواهب وتنميتها، لا بل كنا وما زلنا نحاكي الموت مرات عديدة في البرامج التلفزيونيّة والجرائد وغيرها من وسائل التواصل التي ما عادت اليوم ترمي إلى ما نصّ به القانون: الموضوعية والحيادية. مع العلم، أنّنا لا نقصد الجميع إنّما الأكثرية الصّاخبة المروّجة لما يسمّى بإدمان العصر المنحرف.
لو كان التواصل حروف نرسمها، لأبدع الكون في الإرسال والنّسج، لكنّه رسمٌ على وقْع… كوكبٌ مليء بالمشاحنات، يحتاج إلى الكثير من التّقصي والتفتيش لتقميش الدلائل ولجمها بالعناوين التي تفتح بابًا نحو مجتمع جديد فيه الكثير من القبول. قد كانت تمرّ مرور الكرام، ولكن بعد أن وجدنا فيها أهمية لبناء شخصية مواطن صالح، من الواجب أن نأخذها على محمل الجد ونستعد لمعالجة كل المستجدات الطارئة التي تنمو بشكل خفي، لتظهر بحلتها الجديدة فتنعكس بدورها على حياة البشرية جمعاء.
الشاعر كمال سحيم– سوريا
***** هذا الذي أسموه قريتنا الجديدة
صار من وهم ومن ورق ومن أصل المدينة
كم خاب ظنّ الناس بالناس
وكم قُتلت مفاهيم لتولد في دجى أردانه هذي الجدلية
لا ليل فيه ولا نهارا يستقيم مع الفضيلة
صار الصغير مع العجوز وصارت الأفكار نهب مقاصد السفهاء وصرنا كلّنا نمشي وراءه مثل مضبوع سحبته أهواء ونامت في وسادته غرائب ما يشاء ولا يشاء..
المضحك المبكي خسارة عمرنا الباقي لنا، خسارة طفلنا.
د نعمة العبادي – العراق
عندما يطلق اسم وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يساوي مجموعة من البرامج والتطبيقات التي توفر فضاء للتواصل ومشاركة الأفكار والاراء والاحاديث وتشكل صورة اجتماعية على الفضاء الأثيري عبر المشاركة بالرأي والحديث عبر الكتابة أو الصوت,وبعيدا عن نظرية المؤامرة التي يغذيها الجدل حول البعد الأمني ومن وراءها فقد جاءت بالأساس لعملية الجمع والتشبيك والتواصل بين متابعدين بالزمان والمكان الذي يتيح لهم التواصل المفقود في غير صيغة .
وربما كان من بين تلك الوسائل الفيسبوك هو الأكثر شهرة واستخداما للجميع إضافة الى بقية الوسائل ( واتس – تويتر – انستغرام – تلغرام …)
أما فيما يتعلق بالبنى الاجتماعية فهي الكليات اتي يتاسس عليها البناء الاجتماعي الذي يبدا بالاسرة وينتهي ببنية المجتمع ورغم عدم وجود عملية استقرائية دقيقة وكاملة ( لانها مازالت في مجتمعنا في طور النمو ) ولان المجتمع ما زال يعيش عملية التعاطي معها بطريقة غير مسبوقة بثقافة مؤهلة له لكن هناك أثار واضحة للعيان وجلية الأثر نورد هنا بعضا مما يلاحظ :
الأثر الأول :
عندما ننظر الى الوظيفة الأساسية التي تقدمها الاسرة في المنظور الاجتماعي والتي يتجلى دورها في (تقديم الايواء والأمان ومساحة حسية من طعام وشراب وتشاركية مناسباتية …. ) وعندما ننظر الى التعاطي مع وسائل التواص التي تحاول تقديم مجموعة من الوظائف تتيح للافراد او الجماعات التواصل والمشاركة بالراي والأفكار والامال وتسمح لهم بتوضيح رايهم الشخصي باية مسالة والتعبير عن اراءهم ومواقفهم بمساحة من الحرية وبمساحات أوسع واشخاص اخرين اكثر من الفضاء الواقعي وذلك دون قيود فهي اكثر سلاسة واكثر انفتاحا ودون قيود او رقابة فقد أصبحت بنظر الكثيرين بديلا للواقع بالتالي اصبح هناك ضعف بالانتماء للبنى المجتمعية التقليدية في تتيح له التعبير بسهولة ويتواجد ويتصرف كما يشاء وتظهر شخصيته اكثر .
الأثر الثاني :
الفضاء الجديد المغري وبامكاناته العملية وقدرته لوصل البعيد بكلفة قليلة ودون التزامات يمكن ان يخلق بدائل لتحقيق حاجات ورغبات او لتكون بديلا افضل من الواقع لذلك كلما كانت البنى الواقعية اقل كفاءة من حيث النوع والقدرة على تلبية الحاجات والمتطلبات كلما طورت وسائل التواصل قدراتها وامكانياتها لفتح مجال أوسع للتعبير عن الراي لذلك سيكون البديل اكثر استقطابا وهذا يعني خسارة للبنى الواقعية من قبل الافراد
=الفضاء الواسع والمحبب والمرغوب من قبل الافراد لأغراض دعائية واغرائية بالتالي يشكل ثقافة أخرى سواء بالتواصل العام او الخاص وييعود للواقع المجتمعي باراء وأفكار ربما يكون بعضها صحيح او يأتي باراء وأفكار ومواقف سلوكية ونفسية تقف ضد الواقع وتحاول تجاوزه لانه لم يعد يلبي المتطلبات
=اثرها على البنى الاجتماعية في صور معينة قد تشكل تهديدا قليا من حيث نقل الخصوصيات والاشياء المحفوظة وتصبح متاحة للجميع , ومنها برامج اختراق غرفة النوم مثلا بسبب العمل على كسب الشهرة واثبات مصداقية معينة لدى الطرف الاخر … حالات تباعد اجتماعي ( الطلاق مثلا ) وتشتت الاسرة وهذا يهدد خصوصية البنى المجتمعية بقصد او غير قصد وقد يقع البعض فريسة للاعبين باحاجات واسرار الناس وهذا ما يهدد فكرة التكامل الاجتماعي.
= الأثر الذي يمكن ان ينعكس على الواقع وبعيدا عن السلبية او السوداوية هو الاطلاع على أفكار وثقافات وموقف الاخرين والتواصل مع اشخاص جيدين ومفيدين يتيح المجال للجانب النقدي وهذا طبعا يعتمد على الخيار الذي يختاره الافراد .
هل هناك مجال أو امل لترك تلك الوسائل أو التقليل من التعاطي معها ؟؟
من الممكن ان تنكمش العلاقة مع تلك الوسائل ويميل الكثيرين لتركها وقطع العلاقة معها كليا او جزئيا وهذا ليس مستيحيلا أن تم اختراق الخصوصيات وتشكيل تهديد مجتمعي مباشر وواضح اضف الى ذلك حين تتطور البنى المجتمعية وتعوض النقص الحاصل فيما يخص علاقة الافراد بها وحين تطور تلك البنى معطياتها ( اجتماعيا – ونفسيا وسياسيا ….. )بالتالي يمكن للناس العودة للواقع وترك تلك الوسائل كامر جد ثانوي .
=يجب أن نوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي مثلها مثل مختلف الوسائل الحديثة لها العديد من الايجابيات والعديد من السلبيات ولذلك فننصح دائما بعمل مختلف الدراسات المعمقة حول تلك المواقع وتأثيرها على الشباب،
بالإضافة إلى التعرف على أهمية تنظيم الأسرة لعدد من ساعات استخدام تلك المواقع الإلكترونية والتركيز الواضح عليها من أجل إشباع مختلف دوافع الاستعمال الطبيعية التي لا يخلو منها عقل أي فرد كما يفضل أن يتم تأسيس مختلف مواقع التواصل الاجتماعي العربية التي يتم من خلالها مناقشة جميع قضايا المجتمع ومشكلاتهم وتحدياتها.
الاديبة سمر عبد الرحمن – سورية
لكل شيء حدين ايجابي وسلبي ولوساىل التواصل الاجتماعي ايجابياتها وسلبياتها ايجابياتها باجتياز المسافات وتقديم العلوم بطريقة اسرع وبغزارة الا انه ايضا السلبيات بدات تزداد غزارة فاصبحت وساىل انفصال اجتماعي كل اسرة تغلق على نفسها اي خف تواصلها مع الجيران بالحي وايضا افراد الاسرة في داخل المنزل ترى كل واحد منهم يتواصل مع اناس من خلف الشاشة في اخر اصقاع الدنيا ولا يتواصل مع احد افراد الاسرة الذي يتقاسم معه نفس الغرفة بل ونفس الطاولة اي انفصال اجتماعي محزن حتى الاباء والامهات احتل التواصل الاجتماعي اهتمامهم بدلا من واجباتهم الاجتماعي والتواصل مع الاهل والابناء امس شاهدت اثنان عرسان يجلسنا على البحر اول جلوسهم التقطوا بعض الصور وبعد خمس دقاىق كل واحد منهم فتح جهازه وانشغل به انها صدمة ماذا ممكن نسمي هذه الحالة.
=لابد من معرفة جميع المعلومات التي تخص مواقع التواصل الاجتماعي وأهميتها وخطورتها ، وبالتالي فيجب أن يتم استخدام تلك المواقع من خلال الإيجابيات فقط وليس من خلال السلبيات، ولذلك فان ما عرضه البعض من اثر وما تحدث به الحضورهو نقطة علام مهمة ومنها ننطلق نحو بناء منظمومة دراسات وابحاث وبرامج توعوية تشمل الجميع تكون بمستوى وعيهم وتصل لاقناعهم بضرورة التحلي بالوعي الكافي لتقنين استخدامها ضمن ضوابط تقلل ما امكن من السلبيات
بالتالي حين تطور المجتمعات طرق وأساليب تعاطيها مع القضايا الفردية والمجتمعية بطريقة تلبي حاجاته دون ضغط او اكراه فان المجتمع سيعرف طريقه بالتالي يربي الأجيال على السبل الصحيحة للإفادة من مواقع التواص الاجتماعي تكون ذات اثر نفعي إيجابي بناء للمجتمع
ملحوظة :
======
ما ورد في هذه المحاضرة ليس كل ما قيل او يجب ان يقال فقد تركت جانبا للحديث وتبادل الأفكار من قبل الحضور لاغناء المحاضرة .
كل الشكر للسادة الأفاضل الذين ساهموا في اغناء المحاضرة التي اردت في المكتوب منها أيضا أن اتشارك مع نخبة من الأصدقاء الذين زودوني بما لديهم لتكون محاضرة استبيانية غير نمطية .
منيرة احمد – كاتبة ومديرة موقع نفحات القلم