رؤية بانوـــــــــــرامية للواقع الدولي، بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، التي ستكون معركة (خرسون) معركة كسر العظم
سيفر زيلنسكي من كييف تحت الضغط الشعبي، بعد تحميله وزر ما تَسبب به من موت ودمار
أما ما يحدث في أوروبا، فسيكون أَقَلَّهُ تغـــيير حكومات، وخلخلةٌ، وبـــــــــــــوادر انسحاب من حلف الناتو
المحامي محمد محسن
أنا لا أفترض، بل أجزم أن روسيا ستنتصر في حربها العالمية، ضد القطب الأمريكي بدوله الخمسين، لا كما يتوقع الانتظاريون، الذين يتوهمون خسران روسيا، في حرب هي من تهيأت لها، واختارت توقيتها، والغايات التي جاءت لتحقيقها.
وعلى الكل أن يعلم أن خسرانها يعني خسراناً للصين، وإيران، ولكل الدول الساعية لولادة القطب الشرقي، ومن معهما من دول البركس ومنظمة شنغهاي، وهذا لعمري أمر لا يقبله منطق.
وستكون معركة (خرسون) الدائرة الآن، هي المعركة الحسمُ، لأنها معركة كسر العظم، التي ستتوالى من بعدها الهزائم الأوكرانية.
هذه الهزائم المتتابعة، إذا ما أضفنا لها الظروف الموضوعية، التي تحيط بالمواطن الأكراني، من كهرباء وتدفئة، وزيادة في الأسعار، كلها ستكون سبباً، في تحركات شعبية واسعة، ستطيح بالنظام النازي ــ الصهيوني الذي يقوده زيلنسكي.
الذي سيغادر كييف مذموماً، مدحوراً، تلاحقه لعنات شعبه، الذي قاتل روسيا، بالوكالة عن أمريكا وحلفائها الغربيين، بالجيش الأوكراني والشعب الأوكراني، فكان الوبال وكان الموت والدمار، الذي عم المدن والقرى الأوكرانية.
وأعتقد أن الكثير من الدول الأوروبية سترفض استقبال زيلنسكي، كما رفضت استقبال عميلها الأكبر شاه إيران، بعد سقوطه عن عرشه، الذي لجأ إلى مصر أنور السادات، حيث مات هناك طريداً، فهذا مصير العملاء، وقد يكون ملاذه الأخير إسرائيل.
وسيكون لهذا الانتصار مفاعيل الصاعقة، التي ستهز كل أركان العالم، لأنه سقوط مدوٍ للوحدانية القطبية، بعد أن تصاب الكثير من الدول التي تسير بالركب الغربي، بالدهشة، وهنا يبدأ التململ، ومن ثم التمرد، ومحاولات الخروج من تحت نير الوصاية الأمريكية.
لن يكون الخروج من تحت الهيمنة الأمريكية هيناً، لأن أمريكا لن تقبل حالة الطلاق، الجماعي، للكثير من الدول التي كانت تسير في فلكها، وبخاصة في القارتين الإفريقية والآسيوية، وحتى الحديقة الخلفية (أمريكا اللاتينية) التي سبق تمردها الحرب الأوكرانية.
ونــزف لكم خــــــــــــــبر نجــــــــــــــــــــــاح [لولا دو سيلفا] اليساري رئيساً للبرازيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن سقوط هيبة أمريكا، بعد أن مرغت بالتراب، في أفغانستان، وسورية، وهي الآن تنهزم أو ستنهزم في أوكرانيا، هذا السقوط المدوي، سيظهر الخطأ الأمريكي الاستراتيجي التاريخي، لأنها هي التي بدأت الحروب المخملية، والملونة، والربيع العربي، لتأبيد وصايتها على العالم، وإذا بها تقع في فخ نصبته لنفسها.
أما أوروبا التي يحمل أعباء السلطة فيها، حكام وظيفيون، هم أبناء الواقع الاجتماعي والثقافي الأوروبي المريض، فأينَ جيل جان بول سارتر، وغارودي، الذي أنجب القائد ديغول، من جيل برنار ليفي، الذي أنجب ماكرون، ومن جاء قبله.
هذا الواقع الذي سيتبلور لاحقاً، سيتم التعبير عنه بالمظاهرات المليونية، التي ستعم الشوارع الأوروبية لتلعن حكامها، الذين انخرطوا في الحرب ضد روسيا الأوروبية، وضد مصالحهم السياسية والاقتصادية، استجابة غبية للمصلحة الأمريكية.
هذا الواقع الضاغط على الشعوب الأوروبية، سيخبرنا الشتاء القادم، عن مدى تأثيراته المباشرة على الانسان الأوروبي، الذي بات يعاني من ارتفاع كبير في الأسعار.
مما سيتمخض عنه سقوط حكومات، واعادة نظر في مواقع بعضها من الاتحاد الأوروبي، ومن حلف الناتو الذي حول أوروبا، إلى مستعمرة أمريكية، وقد لا يقف الحراك السياسي عند هذا الحد، بل ستتدفق الدماء مجدداً في عروق الأحزاب، والنقابات اليسارية.
وعلينا أن ندرك أن أمريكا، لن تترك الساحة الدولية بهدوء، بل ستحاول خلق بؤر صدامية هنا وهناك، تغطية لانسحابها المذل المهين، من الكثير من مواقعها حول العالم.