أردوغان بنفـــــــــــسه يطلب الصلح مع دمشق، بل يطلب من روسيا التوسط، وسورية تتريث في الرد
لايمكن أن يقبل الرئيس السوري، اللقاء مع أردوغان، قبل أن توضع خطط وبرامج لحل القضايا الأربعة
ما هي دلالات هذه الرغبة، والتصريح العلني، وأين يتلاقى مع دمشق، وأين يختلف معها؟؟
بقلم المحامي محمد محسن
منذ ما يزيد على السنة كنت قد أكدت في مقال مطول، بأن لا مفر لأردوغان من الصلح مع دمشق،
لأن (الأدوات المتوحشة) التي استثمر فيها لتدمير سورية وقتل شعبها، هي ذاتها باتت تؤرقه، وهو مضطر للبحث عن حلول لها، وطريق حلها يمر في دمشق.
ولا يجوز أن ننسى، أن أردوغان ذاته، هو الذي أمر بنصب الخيام لاستقبال اللاجئين السورين، قبل أن تبدأ أمواج (المسلحين الإسلاميين القتلة) بالتدفق على سورية، لأن أردوغان كان على رأس المخطيين لحرب الموت والدمار على سورية، وشريك أساسي في التمويل والتسليح.
وادخال قطعان المسلحين التي تقاطرت من جميع دول العالم.طبعاً بقيادة أمريكا وقطبها، وعملائها، وعلى رأسهم اسرائيل، ولن ننسى الدور الأهم الذي لعبه ملوك وإمراء الخليج، في هذه الحرب الهوجاء التي ليس لها نظير في العصر الحديث.
فأردوغان كان يحلم، بأن السلطنة العثمانية باتت على الأبواب، ولن يطول به الزمن حتى يعلن نفسه سلطاناً، من الجامع الأموي الكبير في دمشق.
ولكن صمود الشعب العربي في سورية الأسطوري، وجيشه البطل، أطاحا بضربة واحدة بالحلم التركي، والأمريكي، والإسرائلي، وعملاء الداخل، دفعة واحدة.
………{ وهـــــــنا نقـــــــف بكـــــــل إجــــــلال واحتـــــرام أمــــــام شــــــهدائنا الأبــــــــرار}………
الذين لم ينقذوا سورية من التفتيت فحسب، بل جرحوا الكبرياء الأمريكي، وقطبها، وخيبوا آمال عملاء الداخل، الذين يتسكعون كمداً على أرصفة العالم.
لكن أردوغان لم يصب بخيبة أمل نتيجة ضياع حلمه في السلطنةفحسب، بل فشلت جميع خططه، وتحولت الأدوات التي وظفها لدمار سورية وقتل شعبها، إلى وبالٍ عليه، وعبأً ثقيلاً على ظهره، وقد تكون سبباً جدياً
لسقوطه وحزبه عن كراسي السلطة.
ولما كانت الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية، ستجري في تركيا في حزيران القادم، من هنا نتفهم رغبة أردوغان الصريخة والمتسرعة، في التفاهم مع دمشق لحل المشاكل الأربعة، أو بعضها لتكون سلاحه الأهم في معركته الانتخابية.
وتأت الحركة الانفصالية الكردية، على رأس أولوياته، ولا ريب أن دمشق تشاركه في ذلك، ولكن دمشق لن تصافح أردوغان، قبل الاتفاق على حلول للقضايا الثلاثة الأخرى، ألا وهي:
انسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية ، والتخلي عن الارهاب في ادلب، الذي يحميه ويموله، ويتم وضع خطة وبرنامج عمل لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وكذلك يمكن التعامل مع قضية العسكريين المنشقين.
من هنا نتفهم التريث السوري، وعدم ملاقاة أردوغان في رغبته، إلى ما
بعد إيجاد حلول للقضايا الأربعة، وهذا الاتفاق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقتضي لقاءآت مباشرة بين مختصين من البلدين ، عسكريين ومدنيين، ليضعوا خططاً وبرامج زمنية للحل،قبل أن يقبل الرئيس السوري اللقاء مع اردوغان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ