قاسم شجاع- يدرك كل من كان مُلمّا بشخصية الشهيد الحاج قاسم سليماني أنه كان رجلاً كرس حياته المباركة كلها لخدمة الناس، يصعب الكلام والكتابة عن الحاج قاسم. قائد جذب انتباه العالم كله.
إنتفضت إمرأة عراقية تحمل سلاح كلاشينكوف بيدها وبدأت تصرخ بفخر وفرح: “لبيك يا حسين” وتطلق النار باتجاه السماء. حدث ذلك في 30 أغسطس للعام 2014، في مدينة آمرلي العراقية، مدينة تحررت بعد 83 يوماً من الحصار المطلق، قال قائد الحشد الشعبي حينها: إنتهت مهمتنا في آمرلي! كان مهددا حينها أن يتم أسر أو قتل كل عشرين ألف شخص عاشوا هناك بدون طعام وماء، وكانت المدينة تحت نيران العدو المباشر. تم حل الجيش. لم تكن هناك قوة عسكرية موحدة. كان الجميع يفعلون ما يريدون ولم تكن هناك قيادة واحدة. كان تنظيم داعش الارهابي بحاجة إلى المرور عبر آمرلي. كان الهيمنة على أمرلي بمثابة كعب أخيل للسيطرة على المنطقة بأكملها. كان نوري المالكي يائسا وطلب من إيران رسميًا المساعدة بسبب بغداد التي كانت في خطر السقوط، وكذلك بسبب كل الرجال والنساء والأطفال الذين حوصروا دون ماء وغذاء وأدوات اتصال.
يمكن قراءة هذا من وجهه، فقد دخل آمرلي دون اعتبارات عسكرية بطائرة مروحية من بين جميع المجلات التي امتلأت وأفرغت باتجاه المروحية. صُدم أهل أمرلي. كان هو من جمع كل الفئات العراقية وكسر الحصار في 24 ساعة، والآن شعر سكان المنطقة بإحساس الحرية من كل قلوبهم، الحرية التي حققتها قيادة شخص واحد “الحاج قاسم”، قال القادة عن شجاعة الحاج قاسم في كسر حصار آمرلي: أي قائد آخر كان له سلطة ما فعله بطائرة هليكوبتر ادخل المنطقة التي كانت محاطة بزاوية 360 درجة للعدو وكسر الحصار، من يستطيع فعل هذا!وبحسب رأي الشعب فقد تقرر منح وسام ذو الفقار للحاج قاسم من القائد العام وكان القائد العام محمد باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة رحيم صفوي مستشار المرشد الأعلى سيد عبد الرحيم موسوي قائد الجيش أمير حاتمي وزير الدفاع آنذاك أمير علي حاجي زاده وقائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، وبينما وقف الحاج قاسم بتواضع أمام الجميع. يقول القائد: إن الجهاد في سبيل الله لا يمكن تعويضه بهذه الأشياء، فالصراع الموجود أمام جهاد الله هو السماء، وليس هذه الأشياء التي يمكن ذكرها بالحسابات الدنيوية. ربما إذا كان أي قائد آخر وتقرر وضع أعلى شارة عسكرية في البلاد على صدره في هذه اللحظة، فسيكون متحمسًا من الداخل. ورغم أنه لم يعبر عن هذه الإثارة، إلا أن هذه السعادة الداخلية كانت واضحة في وجهه وسلوكه، ولكن الحاج قاسم لا! كان هادئًا، أكثر هدوءًا من أي وقت مضى، كأنه كان جالسا على جناحي ملاك وقد طار. قال القادة: الحمد لله ، أخونا العزيز السيد سليماني عرض حياته مرارًا وتكرارًا لهجوم العدو. يمكن رؤية التواضع والتأمل الذاتي واعتبار نفسه منتميا للنظام والوطن والأمة في إشاراته القليلة. الرجل الذي وقف وسط القادة والضباط العسكريين بدا رائعا. كما لو كان يقف للصلاة، تذكرت صلاته في قصر الكرملين. (قال اللواء صفوي في مقابلة: على الرغم من أنه التقى بفلاديمير بوتين، إلا أنه أدرك فور دخوله القصر أنه وقت صلاة الظهر. وفي نفس ممر القصر، بدأ يدعو الأذان والصلاة. كان يقوم للصلاة، وبعد الصلاة ذهب إلى الشخص الذي كان معه قال: طيلة حياتي لم يصلي فلان مثل هذه الصلاة، وفي حفل تكريم ذو الفقار، نظر إلى الأمام مرة واحدة على الأقل. لم يبتسم بدافع السعادة ولم يبتسم أبدًا. كان كل جسده وروحه وفقًا لأوامر القائد، حيث قال: أجر الجهاد في سبيل الله هو الجنة، ربما كان يفكر في الجنة وثواب جهوده؟ لا! لقد تعلم أن يسير في طريق الله ويجاهد في طريق الله. إنه يعيش في حلم تدمير وطرد جراثيم الدمار في المنطقة التي سلبت أبناء هذا البلد الأحلام والطموح. ربما كان يفكر في الأطفال العراقيين والسوريين الذين كانوا يأملون به وينتظرون رؤيته في المنطقة، وربما كان يفكر في الناس. وكان من أقواله المعتادة: مهما نكون سنموت في النهاية.