ربما يتبادر الى ذهنك وبمشورة قديمة من صديق حميم ان اكبر عقاب ممكن ان تقدمه الى من يتجاهلك هو التجاهل. خاصة اذا كان هذا الشخص يمثل لك نصفك الثاني (حبيبة) وجدتها بعد سنوات طويلة من البحث. موقفك هذا رغم الألم الذي تشعر به هو الأفضل؛ لحين مرور وقت كاف لبلوغ مرحلة الألم.
هناك اسباب عديدة أدّت الى شرخ في العلاقة بينكما، ربما أنت شعرت بها لأنك بذلت جهداً في التقرّب اليها، وقدّمت مقترحات كانت أكثر وعياً من حبيبتك، هذا ليس دفاعاً عنك ايها الرجل بل هو توضيح لما تمر به من أزمة، خاصة وانك ثابرت في الوصول وحافظت على الاحترام والتقدير لاستمرار العلاقة بينكما.
ومن المحتمل انك ستندم وتحزن عندما تعرف انها كانت تحسبك خطة ثانية أو ثالثة لديها. تسخر منك وتتسلى بك أو تأخذ مصلحة وتختفي ثم ترجع، ثم تختفي وترجع، هكذا.. وليس لديها موقف ثابت تجاهك. تقول لها أنك تحبها فعلاً وانك صريح معها بكل شيء، لكنها تعاملك كصديق مصلحة، وهنا يجب ان تتجاهلها لأنها ستكون عائقاً أمام عاطفتك نحوها، وهذا ما يجعل حياتك اليومية في قلق. انت تشتاق لها وهي لا تشعر بشيء، تتألم وتبكي وتحاول السيطرة على نفسك وتبدأ مبادرة جديدة بإرسال رسائل لها قد تنفع في عدولها عن سوء تعاملها معك، تحاول وتحاول، لكن لا فائدة، فها هي تعيد نفس التصرفات معك ولم تجب على رسائلك عبر الموبايل، هنا تنصت الى لغة العقل وتفكر بقسوتها تجاهك، ثم تكتشف بأنها قامت بحظر التواصل بينكما في (الوات ساب). عندها ستطبق مشورة صديقك وتتجاهلها تماماً، نعم، تحمّل واقسو على عاطفتك. فكر جيداً ولا تتعجل الأمور لأنك انضج منها بسبب اكتشافك الاعيبها.
لكن ماذا سيحصل ان علمت بأنها ايضا كانت تتجاهلك بالمقابل؟ وربما من خلال تصرفاتها كانت تضعك في اختبار، سيصبح الأمر جنوناً متبادلاً منكما.
بعض المفسرين يقولون انها حينما تجاهلتك لفترة اكتشفت بأنها واقعة في حبك ولا يمكنها ان تعيش بدونك، وانها عانت كثيراً وتبذل حالياً مجهوداً لعودة العلاقة. هنا يأخذ الأمر جانباً آخر خاصة اذا عادت الرسائل بينكما، لذا يمكنكما أن تتخذا قراراً بإجراء لقاء مباشر لتوضيح التباس الأمور وكشف ما بداخل كل منكما، وخاصة منها لأنها ربما كانت تشعر بقلق تجاهك من خلال ما تراه وتسمعه في وسائل الاعلام من مشاكل مريبة ومؤلمة في العلاقات وما ينتج عنها من أزمات نفسية، وانها لا تريد ان تدخل في أزمة نفسية تعرقل حياتها.
31/8/2022
الكاتب و الناقد العراقي
الأستاذ نبيل جميل
