…………………………
فدفع روسيا إلى أحضان الصين، وحول الصراع إلى صراع بين قطبين،
مهدداً وحدانيته القطبية.
كل استراتيجي عسكري، يعتقد أن روسيا ستخرج من أوكرانيا مهزومة
هو غربي الهوى، أو غبي!!
المحامي محمد محسن
من شاهد [نيس ستولتنبرغ] أمين عام حلف الناتو، وهو يتراقص، ويتكلم مزهواً مع
الأمين العام للاتحاد الأوروبي، وزميلتهم الأخرى، في مؤتمر صحفي مؤكداً على
أهمية التحالف العضوي بين حلف (الناتو) والاتحاد الأوروبي، لأن الخطر الروسي
يهدد الجميع، وأن الطرفين سيستمران في تقديم المال والسلاح لأوكرانيا، لمحاربة
الاتحاد الروسي.
وراحوا يتباهون أن أوروبا قدمت لأوكرانيا، ما يزيد على خمسين مليار يورو، وأمريكا
قدمت مئآت المليارات من الدولارات، لكن الأهم أن الطرفين (الاتحاد الأوروبي، والناتو)
أكدا أن الخصم الألد هو الصين.
وبذلك يكونا قد حددا أطراف الصراع، وباتت الحرب بين القطب الغربي بقضه وقضيضه،
وبين القطب الشرقي الصاعد بقيادة روسيا والصين.
إذاً الحرب باتت حرب تاريخية مفصلية بين زمنين، إما أن يبقى القطب الغربي مسيطراً،
على المسار الإنساني، وهذا الاحتمال المستحيل، أو أنه سيسقط عن عرشه
وهذا هو المأمول.
وسقوطه سيكون البوابة، التي تفتح المجال أمام اعادة الحضارة البشريةإلى مسارها
الإنساني.
(بدون مبالغة) الزهو والتراقص لأمين حلف الناتو، مع زميليه
قرأته:
خوفاً من المستقبل، لأن الحرب لم تعد مع روسيا، وحدها بل مع الصين أيضاً، وهذا
يدلل بالقطع، أن الحرب باتت حرباً بين قطبين، وأن القطب الغربي بات مهدداً، وعليه
الدفاع عن هيمنته المهددة.
قال بعض (المتفيقهين) أن روسيا ارتكبت خطأ استراتيجياً، بحربها على أوكرانيا،
لأنها دفعت أوروبا دفعاً لإعلان تبعيتها مجدداً لأمريكا.
وتناسوا أن الخطأ الاستراتيجي وقعت فيه كل من أمريكا، وأوروبا، لأنهما دفعا روسيا
ألأوروبية دفعاً للتحالف مع الصين،
بدلاً من أخذ روسيا بيدها من خلال مصالحها، نحو أوروبا. وكانوا بذلك قد حصروا
عدوهم بالصين وحدها.
وهنا يكون الأوروبيون قد ارتكبوا خطأين في آن:
…………خسارتهم لروسياالأوروبية….. واستعبادهم ثانية لأمريكا……
ولكن الضغط التاريخي، والتوحش الغربي، الذي كاد أن يوقع بالحضارة الإنسانية،
برمج الصراع على هذه الحالة، أي دفع الصراع نحو هذه الصيغة، بأن يكون صراعاً
بين قطبين لتقويم المسار الحضاري.
وهذا ما قاله السياسيون الغربيون، الذين أكدوا على:
[ عدم وجود أي مبشر، على أن بوتن سيتراجع عن خياره الحربي.لذلك كان هدفنا،
تكبيد روسيا خسائر كبيرة]
ففضحهم السفير الأوكراني في بريطانيا، وبين الصورة السوداء، لنتائج الحرب
في أوكرانيا، حيث قال بالحرف الواحد:
{ مــا خســرته أوكـرانيا، في العديـــــــد والعتـــــــاد، شـــيء لايمكـــن تخيـــــــله}
ثم تناسوا أن استنفار جميع دول أوروبا، بقيادة أمريكا، وحلفائها، في الحرب
ضد روسيا الإتحادية، سيدفع المجتمع الروسي دفعاً، للتضامن الجمعي،وإلى مزيد
من التعاضد.والوقوف وراء دولتهم، وقائدهم (بوتن)،لمواجهة الخطر الوجودي،
وهذا ما أكدته جميع الروائز التي أجريت.
ثم تناسوا أيضاً أن المجتمع الروسي، ومهما ادلهم الخطب، لن يمر في حالة عوز،
لأن روسيا الاتحادية غنية بكل أسباب العيش الكريم، الغاز، والنفط، والقمح،
وغيرها،بل من أغنى دول العالم بأساسيات الحياة،
والثـــــــــــــــــــــــــــــــالثــــــــــــــــــة:
هل يعقل لأكبر دولة في العالم مساحة، والتي تتطلع لإعادة مجد تاريخها الضائع،
(القيصري ، اللينيني) الذي اغتيل، والتي تملك أحدث أسلحة في العالم، فبالأمس
نزلت البوارج المسلحة بالصواريخ (فرط صوتيه)، الأسرع من الصوت / 11 / مرة،
والتي يصل مداها آلاف الكيلو مترات.
والتي لاتملك أمريكا ذاتهامثل هذه الصواريخ،أن تخرج روسيا من أوكرانيا
مهزومة؟؟؟
لايعتقد هذا إلا من أعماه حقده، وخوفه، من سقوط مركزيته، ووصايته، وعنصريته
وهيبته، وسرقته لخيرات الدنيا.
هل سيشكل هذا الأمر هاجس خوف عند الغرب، ويجعلهم يفكرون بالعقل؟؟