أُنادي والصدى يرتدُّ بادي
…………………على جَنَبات روحي وهو صادي
يلوبُ يلوبُ في وديان جرحي
…………………..وفي شطآن همّي وارتيادي
ويُبعدني عن الّلذات دهري
………………ويسلبني السعادة من سعادي
ولي فكرٌ وقولٌ غير خافٍ
……………..ولكن ما لفضلٍ منك بادي
أَتنكرني على لأيٍ وتدري
……………….بأنّي في الهوى العذريِّ شادي
وأنّ حروف شعري في هواكم
………………أرقُّ من النسيم على الفؤاد
يُراود خاطري في كل يومٍ
………………وجوه أحبّتي شوق اتقاد
وأخْوفُ ما أخاف اليوم منه
……………..دنوُّ منيّتي بغوى ابتعادي
أُجَمِّلُ غايتي الكبرى بصدقي
……………..وإن جافى مساءاتي سهادي
أُذلّلُ في الصعاب عُلوَّ مجدي
…………….ولا آسى على حالٍ بنادي
ولا أرضى بغير الحبّ ديناً
……………..يَعُمُّ الناس من غادٍ وباد
فلا حقدٌ بقلبي جاء يلوي
……………..جموح الحبّ ريّان المراد
وقد صافيتُ كلّ الناس ودّي
………………وحتى الطير أصفيها ودادي
حباني الله قلباً لو رأيتم
…………….بسائط وسعهِ ..وسع المهاد
وأُشعلُ نار درب الحبّ هدياً
…………….إلى الساري وحتى للأعادي
سبيلُ العارفين سبيل دربي
…………….وقصدي بالهوى نيل المراد
أشمُّ روائح الأزهار فيهم
……………وأعذب ما شممتُ هوى بلادي
تَغنّى وانتشى حرفي بقومي
…………….وبالخُلُق الرفيع وبالسداد
غُذينا الفضل من آباء لمّا
……………..بيارق هديهم غمرت بوادي
تصافوا بالأخوّة كلّ فردٍ
……………..يَوَدُّ لو انه مولى العباد
فوا لهفي لعصرٍ راح يغشى
……………..فؤادي كلّ ليلٍ باضطراد
متى نبني جسور الوصل حبّاً
………………على الأرجاء تزهو باتحاد
متى نمحو أكاذيباً تتالت
……………..على التاريخ سطرها مُعادي
تلاقحتِ المساويء والمآسي
……………..لدى صفحاته من عهد عاد
مآسي لا تُعدُّ ولو سعينا
……………..إلى التعداد ما لها من نفاد
عيسى محمود ابراهيم