نعم تحولت الحرب في أوكرانيا، إلى حــرب عالـمية، والغـرب يدافع
عن هيمنته المهددة
وروسيا تحـارب لاستـــعادة موقعها، والخـاسر سيــــدفع الثمن، في
بنيانه، وفي موقعه الدولي
لن تخرج روسيا بدون أن تضم المقاطعات الأربع، مع جزيرة القرم،
وقد تكون أوديسا الهدف السادس
المحامي محمد محسن
الحرب الأوكرانية لم تبدأ في / 24 /شباط الماضي، بل منذ التوقيع
على اتفاقية (منـسك) عام / 2014 / بين الدول الأوروبية الضـامنة
وروسيا، حينها كانت أمريكا لاتزال تهيمن على العالم.
وكان الغرب يضمر شراً لروسيا، وذلك من خـلال تسـليح أوكرانيا،
لتمكيـنها من استـعادة جــزيرة القــرم، لأن اعادة، جــــزيرة القرم
إلى السيادة الأوكرانية.
يقطع الطريق أمام الحلم الروسي، الذي يقوده بوتن، لإعادة مجد
روسيا الضائع الذي فقدته، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
لكن روسيا بوتن، كان قد أدرك اللعبة الغربية، فجاء تدخله العسكري
في سورية، لمـــلاقاة المعـسكر الغربي، على الميــدان السوري،
لأن اسقاط سورية، سيكون توطئة لحــــصار روسيا، ومعها الصين،
تنفيذاً لوصية القيصرة (كاتـــرين الثانية) التي قالت السيطرةعلى
دمشق، سيكون بوابة للسيطرة على الساحة الحمراء.
وبمساهمة بوتن العسكرية في سورية، وصمود الشعب والجيش
العربي السوري، نالا من الهيـــمنة الأمريكية، لأول مرة منذ قرون،
وأصابا هيمنتها بجرح بليغ.
ثم جاء الاستخفاف الأمريكي، بطلب بوتن من أمريكا، الموافقة على
تحــويل أوكرانيا إلى دولة محايدة، درءاً لأية حروب مستقبلية، ولكن
كانت أمريكا تخطط لاستجرار بوتن إلى حرب، مع أوكرانيا،وكانت قد
أعدت العدة مع أوروبا، من خلال تسليح أوكرانيا، على أمل اغــراق
بوتن في وحـول أوكرانيا، وخروجه منها منهكاً وخاسراً.
عندها تتهيأ كل الفرص لتحريك الشعوب الروسية، لاسقاط بوتن،
وتفكيك روسيا الاتحادية، على أسس قومية ودينية،وإعادتها إلى
زمن غربتشيف العميل، وهنا تتحقق الغاية الأمريكية القصوى،
بإخراج روسيا من الصراع العالمي، والاستفراد بالصين، العدو
المنافس.
لم تترك أمريكا وقطبها، مجالاً إلا وساندت فيه أوكـــــرانيا، سلاحاً،
ومالا،ً وإعلاماً، وكان كل انتصار ولو جزئي يحقـــقه الأوكران، كانت
آلاف المحطات والمواقع، تحوله إلى انتصار استراتيــــجي، والنيل
من سمعة وقدرات الجيش الروسي.
ولكن التوازن سيبقى مختلاً لصالح روسيا (القطب)، مهما زود الغرب
أوكرانيا بالسلاح المتطور، ومهما حصلت عليه من عون مادي وإعلامي
وعسكري، فلن يغير من المــعادلة شيئاً، فروسيا لن تكسر.
لكنه قد يطيل في أمد الحرب،مما قد يدفع بوتن لتقديم تنازلات
استراتيجية، هكذا يتوهمون.
ولكن الآن وبعد مضي سنة على الحرب،بات الخوف يسيطر على الغرب،
ولو لم يُظهروا ذلك، وبخاصة على الاستراتجيين الأوروبيين، لأنهم باتوا
يدركون أن بوتن القوي، لن يعـــود إلى موسكو إلا وهو يحــمل معه، الولايات
الأربع، أي الشرق الأوكراني كله، الغني بالثروات.
مــــــــــع جــــــــــــزيرة القــــــــــــــــرم.
وإن استمرت الحرب طويلاً، سيتـــــطاول حلم بوتن، ليــصل إلى السيطرة
على أوديسا كآخر مطلٍ لأوكرانيا، على البحر الأسود.
ومن ثم:
اســــــــــــقاط الحكـــــــــــومة الأوكـــــــــرانية النــــــــــــــازية