مفاتيح جميع الاختناقات في المنطقة، متوقفة على فك الطلاسم، بين السعودية وإيران.
للسعودية مصلحة كبيرة في الحل، ولإيران مصلحة أيضاً في الحل، إذاً ما هو العائق؟
هل أمريكا هي التي تقف حائلاً دون الحل؟ ام هل لأمريكا بعض المصلحة في التقارب بين البلدين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبالغ كل من يعتقد أن هنالك مصالح متضاربة، بين إيران والسعودية في المنطقة، لأن العلاقة بين الدولتين، كانت أقرب للتحالف، في زمن الشاه، قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، إذن ما هو المتغير الذي طرأ، فَقَلَبَ موازين العلاقة بين الدولتين، من الود، إلى التضاد.
المتغير الوحيد هو سقوط الشاه، وخروج الدولة الإيرانية من تحت الوصاية الغربية ـــ الأمريكية، إلى مواقع العداء لهذا القطب، ومع كل محمياته في المنطقة، وعلى رأسها السعودية، وغالبية الدول العربية، والأهم ذراع أمريكا في المنطقة (إسرائيل).
ويمكن اعتبار ذلك الخروج خروجاً استراتيجياً، تاريخياً، بكل المعايير، لأنه قلب جميع المعادلات في المنطقة، محولاً الثقل السياسي والاقتصادي، لدولة إيران القوية، والغنية، من راعٍ للمصالح الأمريكية الأول، إلى العدو الأول لأمريكا والمهدد الأول للوجود (الإ*سر*ائي*لي).
وعودة العلاقات بين الدولتين الهامتين في المنطقة إيران، والسعودية، سيشكل مفتاحاً (ذهبياً)، لفك لغز حالة الاستعصاء التي تعيشها المنطقة، بكل دولها، ويعود الوئام، وروح التعاون، بينها.
وكل متابع يدرك أن جميع الخلافات (الوهمية) بين الدول العربية، التي تتفيأ تحت المظلة الأمريكية وعلى رأسها السعودية، من جهة، وبين إيران، وحلفائها من الدول العربية، التي تتمرد على الهيمنة الأمريكية من جهة أخرى، كل هذه الخلافات، بنت مداميكها أمريكا.
والبرهان العملي لهذا الرأي (حروب الربيع العربي الأسود) التي قادتها أمريكا، لتدمير كل من العراق، وليبيا، وسورية، واليمن، والتي ساهمت فيها (مع بالغ الأسف) غالبية الدول العربية (الشقيقة) مساهمات أساسية، في المال، والسلاح، والرجال، بقرار، وأمر من أمريكا.
لذلك سيكون حجم التقارب بين هاتين الكتلتين، معادلاً تماماً لحجم ضمور الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
وهذا ما نشاهده، بل ونكاد نلمسه، من خلال مواقف السعودية من قرارات (أوبك +)، المتعارضة مع المطالب الأمريكية، والعلاقات الاقتصادية الواسعة مع الصين، والعودة الخجولة للعرب إلى سورية.
نعود فنجيب على السؤال المركزي، ما هي مصلحة البلدين في التلاقي إذاً:
يقظة السعودية، بل ورغبتها، في العودة إلى سورية، يخلق مناخات الحل، للحرب القائمة بينها وبين اليمن، ويمهد الطريق للتقارب مع إيران. ومع حزب الله، حليف سورية، وإيران، في آن واحد.
وهذا التقارب بين الدولتين، الذي أراه قريباً، يخدم البلدين، ويرفع الغشاوة عن عيون جميع الأنظمة العربية، ويعيد العقل الذي كان غائباً، للتفكير بمصالح دول المنطقة،
والذي سيترافق بالضرورة مع ضمور دور عملاء أمريكا، في المنطقة.
وبالتالي سيكون مفتاح الحل، لانتخاب (سليمان فرنجية)، رئيساً للبنان، ورفع (الرصد) عن العلاقة بين العراق وإيران.
وأكاد أجزم أن الحجم الأكبر، من هذا الانكشاف التصالحي في المنطقة، سيتم بالرغم عن أمريكا، والبعض الباقي، سيكون بالرضى منها.
(لأنها شغوفة بالتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، حتى لا تحصل إيران على القنبلة النووية).