إلى ماذا ستفضي الحرب العالمية، في أوكرانيا، وكيف ستكون خارطة العالم بعد انتهائها؟
كل الدول الأوروبية، ساهمت بهذه الحرب، فما هو مردود هذه المساهمات، على بنية الاتحاد الأوروبي.
هل ستتدحرج هذه الحرب، إلى حرب نووية، ومن هو الطرف الذي سيستخدمه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت قد كتبت مقالاً منذ ما يزيد على السنتين، أكدت فيه أن أوروبا ستتجه شرقاً، لأن مصلحتها الاقتصادية وحتى السياسية تكمن مع الشرق، وليست مع أمريكا، وبرهنت على ذلك، بأنها ليست مستعمرة أمريكية، وقرارها السياسي، والاقتصادي مصادر فحسب، بل هي الدولة التي تنافسها على أسواقها، في الشرق والغرب، بينما الشرق هو مجالها الحيوي.
ولكن الأهم، الأهم، أن (قيـــــــــم الشــــــــرق)، هي التي ستنقذ أوروبا، من (فردانــــــــيتها)، التي أوصلتها إليها تشكيلتها الرأسمالية، التي باتت لا تشكل خطراً. على الإنسان الأوروبي، الذي أوصلته إلى التشيء، بل على الحضارة الإنسانية.
لكن ما هو المنتظر؟ نتيجة هذه الحرب العالمية الدائرة الآن، ستكون نتيجة هذه الحرب، أعم وأشمل من الحرب العالمية الثانية، لأن الحرب العالمية الثانية عززت، ووسعت، الهيمنة الأمريكية على الكثير من الدول، حتى على بعض القارات بالكامل.
ولكن أول ما ستصيب الهزات الارتدادية لهذه الحرب (حلف الناتو)، الذي (سينفرط عقده)، لأن أوروبا وبعد انتهاء الحرب، ستستيقظ على حال لا يشبهها، ولا يتوافق مع مصالحها، لأنها ستجد نفسها دولاً متعبة اقتصادياً، وسياسياً، وحتى اجتماعياً، في الوقت الذي ستكون فيه أمريكا في وضع (الرابح، الرابح).
وهذا سيدفع أوروبا للتفكير الجدي، بل لليقظة لأول مرة، بأنها قاتلت روسيا الأوروبية، التي كانت ترفدها بكل ما تحتاجه اقتصاداتها، من مواد أولية، من غاز ونفط، ومحروقات لمفاعلاتها النووية، وبالسرعة الكلية، وبأرخص الأسعار، بينما هي مضطرة الآن لتوفير تلك المواد، الأساسية من عشرات المصادر، وعلى رأسها أمريكا، وبأسعار مرهقة.
ليس الواقع الاقتصادي المتعب، هو الذي سيوقظ أوروبا على حالها الجديد، بل انكشاف وضعها العسكري المذري، أمام نفسها وأمام العالم، وهي الدول التي ورثت امبراطورياتٍ، سيطرت على العالم، مما سيدفعها إلى سباق بيني للتسلح، وهذا السباق، سيعيد مشاعر العداء بينها القديم الجديد.
مما سيؤدي حتماً إلى خلق تحالفات جديدة، ضمن الاتحاد الأوروبي ذاته، وهذا بدوره سيؤدي إلى التخارج من الاتحاد الأوروبي، وبدلاً أن يكون اتحاداً سيشكل اتحادات.
السؤال الأخير: هل ستتحول هذه الحرب إلى حرب نووية؟؟
الجواب هنا يؤكد لنا الحالة المزرية، من الغباء، ورد الفعل، التي وقع فيها القطب الأمريكي، وبخاصة، تنافسها على تزويد أوكرانيا، بأهم الأسلحة الفتاكة، التي (قد) تدفع روسيا لاستخدام الأسلحة النووية.
والجواب على هذا نستمده:
1ـــ من تخوف، القطب الغربي في بداية الحرب، من تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة، لأن أمريكا ذاتها، كانت على قناعة تامة، بأن روسيا لن تخرج خاسرة من هذه الحرب، ولو استخدمت السلاح النووي، وهذا الفهم المنطقي يتناسب وتاريخ روسيا القيصري.
2ـــ ولكن ولنفرض جدلاً وهذا افتراض لا (أؤيده) أن روسيا اضطرت لاستخدام السلاح النووي، من هي الدولة الأوروبية التي ستبادر للرد؟؟؟؟
الجواب لا تجرؤ أي دولة على ذلك بما فيها أمريكا، لأن الدولة التي سترد مدافعة عن أوكرانيا، ستلقى رداً مدمراً، أقوى بألف مرة من ضربتها الأولى، فمن هي الدولة، أو الرئيس الذي يغامر بالضغط على (الذر النووي) من أجل الدفاع عن أوكرانيا، لا أحد.
لذلك كل ما نستنتجه من حيثيات المنطق الذي سقناه يؤكد أن روسيا ستنتصر، وسينفرط عقد (الناتو) ومعه وإلى جانبه (الاتحاد الأوروبي).