في الواقع هذا العالم مَلِيء بالأسرار والرموز، ولا يمكن فهم ما يحدث إلا من خلال معرفة مركبة متعددة الأبعاد، فالظاهر والسائد من العلوم لا يؤهل “لوحده” الفرد لفهم ما يحدث سواء على المستوى السياسي أو العلمي أو الإعلامي، لأن هذا البعد هو مجرد بعد تقني لجزء من كل، لذلك يفشل معظم المختصين الْأكَادِيمِيِّين (غير الْمُثَقِّفِين) في فهم أو بتفسير ما يحدث، لأن فهم ما يحدث يحتاج إلى قدرات مميزة وإلى جهود مضنية وإلى رؤية متعددة الأبعاد. البعض لا يقرأ، أو بالاحرى لا يتقن القراءة والربط، ولأن الأكثرية كذلك، تُمرر الخطط وتُفسر الأحداث على أنها نتيجة تطور طبيعي موضوعي وهي ليست كذلك. إلى أن تقع الكوراث، والتي يمكن أن تحدث “إيقاظًا للوعي” إلا أن “النجاة ” تجعل الناس يفقدون القدرة على فهم ما حدث سابقًا “لأن الذاكرة البشرية قصيرة ” لذلك نرى أنه عبر العصور وإلى الآن قد تَزَايَدت أعداد “الحشد – القطيع” بسبب عدم القدرة على فك الشيفرة .
والنتيجة : إن كنت تعتمد على تفسير أُحَادِيّ البعد لما يحدث، فلن تستطع فهم أسباب الحروب، والأزمات الاقتصادية والسياسية وتلك الناتجة عن أسباب بيولوجية (فيروسات – كورونا أو غيرها )، لكن سوف تشارك في التعمية (المستخدمة كأداة في الحرب) دون قصد، وذلك عندما تعتمد لتفسير ما يحدث على التصريحات، والتصرفات التي تقوم بها الكيانات “الدول” في بعض الأحيان. فالعالم ليس خطي المسار وواضح المعالم كما يبدو للوهلة الأولى.
كل التفاعلات:
أنت، وبتول ماشي، وJack Jabbour و٢٢ شخصًا آخر