رحلة مع عالم القصة القصيرة خطت من خلالها الكاتبة نور نديم عمران مشواراً أدبياً قاربت فيه بأسلوبها وموضوعاتها بيئتها وأهلها عبر خمس مجموعات قصصية صدرت لها حتى الآن.
وعن بداياتها في القصة أوضحت نور لنشرة سانا الثقافية أنها نشرت أولى مجموعاتها سنة 1997 في أدب الأطفال (حكايا نور) وفي القصص القصيرة جداً بعنوان (من ذاكرة الورد) أواخر تسعينيات القرن الماضي وحصلت على جوائز في مهرجانات أدبية شبابية على مستوى سورية والوطن العربي ليصنفها الأديب الفلسطيني طلعت سقيرق ضمن كتاب موسوعي عن الأديبات العربيات رغم صغر سنها حينها.
الومضات القصصية التي كتبتها نور سعت لأن تكون متدفقة بالجمال والموهبة الفطرية والقدرة على التحكم بأدوات الكتابة وتوظيفها بما يخدم الحالة الإبداعية وشاركت في المؤتمرات الأولى لفن القصة القصيرة جدا في سورية قبل أن يذيع هذا الفن الأدبي بأوساطنا الثقافية.
نور التي عملت لسنوات في الإعلام تؤكد ضرورة أن يميز الصحفي عندما يزاول مهنة الأدب ما بين القصة الصحفية والقصة القصيرة ولا سيما مع وجود سمات مشتركة تجمع بينهما.
وقبل أن تنضم إلى أسرة اتحاد الكتاب العرب جمعية القصة والرواية ، نشرت عدة مجموعات قصصية ، أحدها بعنوان (لوعة ما قبل الرحيل) عام 2018 صادرة عن دار أرواد للنشر حاملة صورة عمل التشكيلي السوري الراحل هيشون والتي أهدته لروحه في ذكرى وفاته السادسة.
وسعت نور لأن تحمل في هذه المجموعة بوحاً شعرياً وقيماً إنسانية وعاطفة جياشة وأن تتقمص شخوص المجموعة وتختصر زمن السرد لتقنع القراء بصدق ما تكتبه وأهميته مشيرة إلى أن الأديبة ليلى مقدسي التي قدمت للمجموعة أعربت عن دهشتها لما فيها من أسلوب حداثي رسم لوحات إنسانية واقعية لامست روح وعقل القارئء وجعلته شريكاً في الأحداث ومسؤولاً عن مجرياتها.
أما عن مجموعتها (تشكيل) التي زينت غلافها لوحة رجل السلام للفنان التشكيلي السوري سموقان فبينت نور أنها سعت عبر هذه المجموعة لتقديم رسالتها الإنسانية والجمالية التي بدأتها منذ زمن بعيد ومحورها الإنسان السوري بأوجاعه وطموحاته وانكساره وحبه عبر نماذج واقعية من حياته ومشاعره ليكون جزءاً رئيسياً في الحكاية.
وكتبت نور قصص (تشكيل) عبر فترات زمنية مختلفة بدأتها أواخر التسعينيات إلى منتصف العام الماضي من محافظات سورية مختلفة سكنت فيها نور عبر سني حياتها.
(حب في زمن الكورونا) كانت آخر مجموعات نور القصصية وصدرت عن دار أرواد في طرطوس عام 2021 وحمل غلافها لوحة للفنانة التشكيلية هيام سلمان وضمت اثنتين وعشرين قصة تدور حول موضوعات إنسانية واجتماعية ووطنية يجمعها رابط الحب .. تعرض فيها الكاتبة نماذج مختلفة لخيبات الحب ونجاحاته وأسباب ذلك من حروب وتهجيرٍ وتفاوتٍ ثقافي أو عمري.
وقدحظيت المجموعةباهتمام النقاد والقراء واعتبرها الأديب رياض طبرة مبشرة بآفاق جديدة لمستقبل القصة القصيرة السورية بدءاً من عنوانها الذي يحمل برأيه تناصا مع الرواية العالمية لماركيز ما دفع كثيرين لقراءة المجموعة واستكشافها ولا سيما بعد عرض فيلم سينمائي قصير مأخوذ عن القصة التي حملت المجموعة عنوانها.
وإلى جانب القصة القصيرة قدمت الكاتبة عدداً من النصوص المسرحية لمسرح الطفل ونالت عدداً من الجوائز وترجمت إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية لتقدم ضمن نشاطات وزارتي التربية والثقافة.
وصدر لها في نهاية العام الماضي الشعري الأول بعنوان( أموية الهوى) الذي أثار اهتمام الكثيرين بدءاً من عنوانه الذي أوحى بجوهر مضمونه.
كما أن لها في المطبعة الآن مجموعة قصصية جديدة بعنوان (مواسم الحب والوجع)….التي تعدنا فيها بتقديم شيء مختلف ، وإن كانت الرسالة الجمالية الإنسانية هي ذاتها.
أما عن مشاركتها المميزة مؤخراً في الظهرية الأدبية التي أقامها اتحاد الكتاب العرب في مقره في اللاذقية،فقد قالت:
أحترم الجمهور المتلقي كثيراً ، وأحرص على تقديم وجبة ثقافية دسمة له في كل لقاء، أحاول عدم تكرار نفسي وابتكار الجديدفي كل قصة…
عرضت في مشاركتي لمشكلة اجتماعية ، الخلل في العلاقات الزوجية وما قد ينتج عنه من انعكاسات سلبية على جميع الأطراف، وقد قدمت الفكرة بجرأة من خلال طرح موضوع الخيانة الزوجية ، والعلاقات الفيسبوكية، والزواج غير المتكافئ من حيث البيئة والعمر والفكر…ولم يغب عن ذهني إيضاح تأثير الظروف العامة في البلد على الأسرة.
آمل أني قدمت شيئاً يرتقي إلى ذائقة الحضور النوعي الذي زيّن فعاليتنا بمداخلانه .
بقي أن نقول:
كل التوفيق والتميز للقاصة التي صار لها أسلوب خاص وسمات مميزة في عالم الأدب والثقافة.