“ومن جهة أخرى، تبدو نظرية الانفجار الكبير (Big Bang) هزيلة إن كانت تريد تفسير نشأة الكون، حيث أنها تعتمد على افتراض مبني على انفجار مادة (في مستوى ما دون ذري) هائلة الكثافة، وذلك دون القدرة على تصور شكل هذه المادة ومسببات الانفجار والنقطة الزمنية للانفجار (الأجزاء الأولى من جزء من مليار من الثانية كما يتم الأفتراض). إلا أن المفارقة في هذا الأفتراض تكمن في وجود المادة الهائلة الكثافة وذلك يعني بالضرورة وجود الفضاء (المكان) والزمن، لأنه لا وجود لمادة بدون ذلك، وهذا يعني بالضرورة وفقاً لهذا الافتراض وجود الزمكان بشكل لا نهائي وبدون حدود وذلك قبل الانفجار(حيث أن الوجود ينفي العدم). والأمر الأهم يكمن في أن احدا من أصحاب هذة النظرية لم يفسر لنا من أين أتت تلك القوة الهائلة، اللازمة لاحداث هذا التفجير ؟ من العدم؟ ولا هذا غير ممكن حسب علوم المادة . كما أنه لا عدم!
وقد يقول البعض أن تعقب آثار الانفجار من خلال التجهيزات الهائلة الدقة والمراصد وغيرها هو الدليل على صحة هذا الأفتراض، إلا أنه لا يمكن رسم صورة كاملة لما هو حادث وواقع، أي حقيقة وجود هذا الكون المذهل من خلال النظر الى، أو في حيز ضيق من هذا الوجود وبالاعتماد على تجهيزات وحواس وتصورات محدودة.
وهنا يطرح السؤال: هل يمكن فهم العالم من خلال الصورة أو التجلي المادي المحسوس؟ وهل هذا المسار المستمر الى الآن وتلك النظريات مجرد محاولة لتكريس النظرة المادية وترسيخ عبثية الوجود، هذا المسار الذي حاول ترسيخه اتباع الرؤية المادة (جمعيات الاخوة السرية) من فرانسيس بيكون ومالتوس وداروين وغيرهم….
في البيولوجيا..
وفي سؤال آخر طرحته على البروفيسور كيلوسوف حول نشأة الكون والعقل الكوني: قلت لنفترض جدلاً أن طفرات ما حدثت وأدت الى التطور ولكن ماذا عن الخلية الأولية (المادة أو الخلية الحية الأولى) كيف نشأت ومن أعطاها الدفع للحركة؟ أجاب.. «أتعرف وكأن لدينا قدر من الماء على موقد.. الماء يصل الى درجة الغليان ويسّخن ما حوله، في حين الموقد يبرد الى درجة التجمد ويبّرد ما حوله.. وهذا خارق ومناقض لقانون الترموديناميك بحد ذاته.. نحن لا نعرف» في الواقع لقد أعطى كيلوسوف الجواب… إنه المحرك الكوني والعقل الكوني المطلق ولا شيء يحدث عبثاُ، وهكذا لا يمكن للعلم المادي أن يصل الى نتيجة في هذا الخصوص إلا أذا كان بنفس الوقت علماً مادياً وصوفياً في آن، فالمادة هي حيز وجزء من كل ولكن لا يمكن تفسير نشوء الكون ووحدته إذا تم اعتبار المادة المحكومة بالصدفة والعشوائية هي الجوهر المطلق. الطفرات العشوائية غير موجودة، وهناك عتبة لا يمكن اختراقها تفصل كل نوع وجنس. وهذة العتبة ليست مادية فحسب وإنما كهرمغناطيسية وروحية .
– من كتابي العقيدة السرية، وماوراء العقل . – يتبع
كل التفاعلات:
أنت و٣٩ شخصًا آخر