صدر حدبانت سعاد …والحرف منها ينـبعث
صدر حديثا عن مؤسسة ” يسترون ” للطباعة وتوزيع الكتب بمصر ، ديوان شعري بعنوان ” ينبعث الحرف منها ” ، بصمتة الشاعرة الجزائرية ، ابنة الأوراس الأشم سعاد جارف ، الديوان يقع في 97 صفحة ، ضمت ثناياها 21 قصيدة ، من أجمل ما كتبته الشاعرة خلال مسيرة أدبية قاربت العقدين ، تناولت فيها مواضيع مختلفة ، كالوطن ، الحنين ، الشوق ، الغزل …، قدم له الدكتور عيسى ماروك ، وتطرق لأسماء شقت طريقها ورسمت دربها في مملكة الإبداع ، وقال أنها الأسماء تملك الموهبة واللغة ، وهما الدعامتان الأساسيتان لأي نجاح أدبي ، ويضع الشاعرة سعاد في مصاف هذه الفئة ، إذ يقول أنها بدأت تفرض نفسها من بين أسماء أخرى ، تحاول أن تجد لها موضع قدم في زمن أصبح فيه الشعر عملة نادرة .
الديوان الشعري ” ينبعث الحرف منها ” ، جلب اهتمام عشاق الحرف والكلمة ، وهذا من جهد الشاعرة المتميز ، وامتداد لسمعتها الطيبة وطنيا وعربيا ، و انضباطها تجاه القارئ المتأني ، الباحث فيما بين السطور، وهي التي قالت ذات مرة في ردها عن سؤال بخصوص تأخر نشر أعمالها ؟ ، أنها ستأخذ وقتا كافيا لتقوية روابط التواصل بالقارئ ، من خلال خروف هي أمانة لا يستهان بها ، رغم بدايتها المبكرة ، في رسم ما تيسر لها من كلمات عبر المجلات والجرائد ، تحضرني في الأثناء منشوراتها قبل عقد وزيادة عبر مجلة ” دفاتر ثقافية ” ، تصدرها مديرية الثقافة لولاية باتنة ، وكلما استلمت نسخة من المجلة إلا ووجدت حروفها تجوب ربوع الاوراس ، ما جعلني اشعر بانتمائي لهذه المبدعة مع أن اهتمامي غير الشعر العربي .
لسعاد حضور قوي لمختلف المناسبات التي تقام بمدينتها باتنة ، وبالأخص اللقاءات الأدبية التي تنظمها مكتبة الإحسان وسط باتنة ، بمعية مجموعة من مبدعات المدينة ، كما ساهمت في مشروع إنساني جمع 54 شاعرة من تونس والجزائر والمغرب ، اشتركن في ديوان شعري واحد ، بعنوان ” إبداعات نسويه مغاربية …لأجل أطفال سوريا ” ، الهدف منه هو مؤازرة أطفال سوريا ، إضافة إلى نشاطهن ضمن جمعية بلقيس وتنظيمهن لملتقيات أدبية نسوية ، وطنيا وعربيا ، كل هذا الالتزام الدائم والاحتكاك المتواصل للشاعرة ، جعل منها مبدعة تفننت في صنع تحفة نادرة ، تتوسطها حروف قبل أن تكون أمانة لا يستهان بها ن فهي عنوان للحب والجمال ، تميزها لغة بسيطة ، كبساطة سعاد في حياتها الأدبية والعادية ، وهي التي قال فيها الشاعر محمد عبدا لمجيد مبسوط ، سعاد ..تلك القصيدة التي تمشي على قدمين كالبشر وليست منهم ، هي كالروح التي لامسها نبض العاشقين ، هي شاعرة لا تكتب الشعر بل تعزف على نبض الآخرين … ترتدي القصيدة حين تقرؤها ، فلا تكاد تميز بين الصوت والكلمات …سعاد هي بعض من روح الشعر …، وقالت الشاعرة عدالة في وصف سعاد ، تنزلق على وبر اللحظة عمامة من الفرح …عيناها مفعمة بالحلم ، تتوهج في جذور اللغة بكل الممكن والمستحيل ، تصنع أعراسا للبياض تأخذها عربة البوح الى فلسفة الانشغال …هي سعاد جارف تخاطب الحرف بلغة حميمية
.
مكتب الجزائر – ابو طارق الجزائري