..نعـــــــــــــــــم مصــــــــــــــر فـــــــــــي خــــــــــــطر……….
……….أينما تكون ( الجزيرة ) العميلة ، كونوا في الصف المعادي ……
…السيسي لم يعبر عن طموحات مصر ، ولكن البديل الفوضى الاخوانية .
المحامي محمد محسن
نحن أمام معادلة صعبة في الشأن المصري ، الجزم فيها يَحمل الخطأ والصواب في آن ، لذلك يمكن القول ان مصر على الحافة ، والخطر يكمن في محاولة اغتيالها قبل أن يتحقق النصر الناجز في سورية ، لأن النصر في سورية سيشكل الظهير ، والمَثَلْ ، والرافعة ، التي ستوقظ جميع القوى الوطنية ، والتقدمية ، والعقلانية ، في مصر من ثباتها الطويل ، وحتى في الدول العربية الأخرى .
علينا أن نعترف أن ( السيسي ) جاء كولادة قيصرية سريعة ، اقتضى وجوده كبديل ( لمرسي العياط ) الاخونجي الذي جاءت به أمريكا ، تنفيذاً لبرنامجها الذي يقضي بتمكين ( حزب الاخوان المسلمين ) ، من الحكم ليس على مصر بل على كل المنطقة ، لا لأن واشنطن تريد نصرة الاسلام ، وذلك بتسييده ، بل لأنها تعلم أن هذه الحركة الاسلامية السياسية ، التي تتحكم بها أيديولوجية مغلقة ( الاسلام هو الحل ) ، هذا الحزب وحده الكفيل بالإبقاء على سيطرة أمريكا واسرائيل على المنطقة ، ورعاية مصالحهما ، وذلك من خلال توسعة ، وإثارة ، الصراعات المذهبية ، والدينية .
.
لذلك ومن خلال ميدان التحرير الموار ، والملتهب ، اقتضى التغيير السريع ، تجاوزاً لحكم الإخوان المتزمت ، فجاء السيسي كمعبر عن تلك المرحلة المتقلقلة والعجلى .
نعم تمكن الشارع المصري من إسقاط الموجة الأولى من ( الربيع العربي ) ، ولهذا أهميته البالغة حتى على مسار الحرب على سورية ، وذلك بسبب أهمية مصر الاستراتيجية والمعنوية على سورية ، فلا يجوز أن نقلل من أهمية الانعكاسات الايجابية بسقوط المرحلة الاخوانية ، على قدرة مواجهة الشعب العربي السوري للعدوان المتوحش ، وهذا الأثر الإيجابي يمكن ادراكه إذا تصورنا الواقع الاجتماعي ، العسكري ، الذي ستكون عليه المنطقة ، لو لم يسقط حكم ( مرسي العياط الاخواني ) ، الذي استنفر الساحة الاسلامية التكفيرية ضد سورية .
.
من هذه المعادلة التي أكدنا عليها والتي تقوم على التأثير الايجابي أو السلبي للساحتين المصرية والسورية تجاه بعضهما ، يمكن أن نقرأ الخطورة التي تحيط بالساحة المصرية الآن ، وقبل انجاز الانتصار في سورية ، والتي تقودها ، وتوجهها ( الجزيرة ) المحطة التي تتعهد بتمزيق الدول العربية .
لذلك دعونا إلى الوقوف في الصف المعادي لموقف ( الجزيرة ) ، من التحركات المعادية للنظام المصري ، اهتداءً بالمهمات التدميرية التي نهضت بها في الموجة الأولى من حروب ( الربيع العربي الأسود ) ، وضد جميع الدول التي اجتاحها ، من ليبيا مروراً بمصر ووصولاً إلى سورية ، لصالح أمريكا ، وإسرائيل .
ومن الدروس المستفادة من الهجمة السابقة واللاحقة على مصر الشقيقة ، نتبين أن مصر تتربص بها أخطار محدقة وتقف وراء بابها ، تهدف اغتيال ما تحقق :
:::::
أولها أن الظروف التي تلت سقوط الحكم الاخواني الظلامي في مصر ، التي استولدت بشكل مستعجل كما قلنا الرئيس السيسي ، والذي أثبت أنه ليس الرئيس القادر على اخراج مصر من واقعها المتعب ، اقتصادياً ، واجتماعياً ، وسياسياً ، بالإضافة إلى موقفه غير المبرر ، بل والمدان ، من تخليه عن جزيرتي تيران وصنافير ، مما يعطي بعض التبرير ويهيئ بعض المناخات المناسبة ، لتحركات وتمردات من قوى اجتماعية مختلفة ضده ، وهذا يضع احتمال عودة مصر إلى الفوضى .
ومن هذه الأرضية المتقلقة يدفعنا للتحذير من اقتناص ( حزب الاخوان المسلمين ) لهذا الواقع غير المستقر ، لا لأن مصر بلد ولادته فحسب ، بل لأن مصر عبد الناصر التي حاربت حزب الاخوان المسلمين سياسياً ، لم تحاربه اجتماعياً ، وفكرياً ، بل تركته يتفاعل تحت الرماد ، ويمكن التصريح وبكل موضوعية ، أن الفكر الناصري القومي ، لم يتجذر ويتبلور في أذهان الكثيرين من الذين حُسبوا على التيار الناصري ، مما جعلهم يسقطون بعد فترة وجيزة من استشهاد القائد عبد الناصر في فخ الاخوان ، كما حدث بالضبط في سورية بعد السبعين ، حيث فتح حزب البعث كل أبوابه وعلى مصاريعها ، فتسلل الكثيرون إلى صفوفه من الاخونج ، وغيرهم من الانتهازيين والوصوليين وبعضهم كان يرتدي العباءة الناصرية ، حتى وصلوا إلى مواقع عليا في الحزب ، والسلطة ، ومنظمات المجتمع المدني ، وعندما قوي عودهم حاولوا الانقضاض على السلطة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، وهم الآن يحاولون ولكن هذه المرة ستسقطهم سورية في الضربة القاضية ، وإلى الأبد .
وهذا ما ابقى على الاخونج في مصر ولكن في الظل ، وعلى أهبة الاستعداد للتحرك ، بمباركة وتأييد تركي ( لأنهم يطالبون بعودة السلطنة إلى تركيا ) .
.
وتبقى ( محطة الجزيرة ) المحرك اليومي الذي يفبرك الأخبار والتحركات الكاذبة .
ولا يجوز أن يغيب عن أذهاننا أن إعادة الاخونج إلى الحكم ، مطلب وغاية أمريكية ، ولو استقبلت أمريكا السيسي ، ومنته بالمن والسلوى .
لذلك تبقى الخشية من ظهورهم في ساحة التمرد مرة أخرى ، ولو جاؤوا بلبوس آخر ، وتحت شعارات أخرى .
.
نختم ونقول لسنا مع سياسة السيسي المترددة ، والضعيفة ، ولكن يجب أن نعتبره ابناً شرعياً لمرحلة انتقالية ، سرعان ما سيتم التغيير الجذري ، بعد الانتصار السوري المدوي المنتظر ، الذي سيهز أركان جميع الأنظمة في المنطقة ، ويعيد لمصر الكنانة موقعها الأساس من النضال العربي .