أحمد يوسف داود
كم كانَ الأمسُ غَريباً ياسيِّدتي..
كنتُ أراني وَحدي أجْني شَوكَ خِتامٍ
من صَلواتِ الشّوقِ عليكِ..
وكانَ الأَلفُ الهالكُ من أحلامِ الكِذبةِ
يَمحو سِربَ غِناءٍ فاتْ!.
كم صارَ حُطامُ القَمرِ الذّابلِ أسودَ..
مَرّتْ كفُّ اللّيلِ علبهِ فذابَ
وكانَ قَطاً في القَلبِ يُريدُ الماءِ فتابَ..
اللّيلةَ أخرُجُ من تَوقيتِ نَدىً
لم يَذكُرْ وَردَ رُؤايَ بما يُرويهِ
فماتْ!.
لو كُلُّ حِدادٍ يَلبَسُ ثوبَ العِرسِ
فماذا نُلبِسُ هذا الوقتَ الغارِبَ ياسيِّدَتي؟!..
ماتَ حِصانُ الرَّغبةِ دون صَهيلٍ
أيُّ عَروسٍ ترقُصُ في مَقبَرةٍ؟!..
أيُّ قِيامَةِ عِشقٍ تُرجى من بينِ الأَمواتْ؟!.
لافَرقَ الآنَ ـ وقد أَوغَلْنا في وَحشَتِنا ـ
بينَ حيادِ القلبِ وبينَ نَزيفِ القُربِ!..
الآنَ نُضمِّدُ كِذبَتَنا بوَداعٍ آخَرَ..
ماضَيّعْنا شَيئاً غَيرَ سَماءِ كلامٍ
أجملُ ما قُلنا فيها: شَرحُ الكَلِماتْ!.