بعد تردٍ شديد في الواقع السياسي والاجتماعي والمعاشي للمواطن اللبناني اخيرا بلغ السيل الزبى وفاض باللبنانيين وقرروا وبلا هواده النزول للشارع
وما ان تداعت بعض الاصوات حتى هب الشارع اللبناني بمختلف اطيافه ساخطا صارخا الكل الكل مطالبا باسقاط العهد واستقالة الطقم السياسي كاملاوهنا وجب القول
ان انفاع الشارع بهذه الصوره وذاك الحماس ان دل على شيء فإنما يدل سيل من التراكمات اهمها سوء الحال الذي تجلى ايضا بالاصرار والتصميم والثبات ولكن لنضع النقاط على الحروف علَّ البعض ممن يديرون اللعبه يتنبهون ببصيرة ابعد لمصالحهم ومصلحة لبنان
لاشك اننا نثني على هذا الحراك ونبارك للشعب اللبناني اولا توحد جميع اطيافه وتوحيد اصواتهم تحت اغصان ارزته الخالده وللحق هذه انتفاضه وليست ثورة وان كان حراكها ثوريا ولكنها تحرك جماهيري عفوي ناتج عن واقع مزري ادى الى احتقان شديد نجم عنه انفجار غير محدد النتائج فالمطالب وان كانت منطقيه يجب ان تكون واقعيه اذ كيف لنا ان نزيل الطبقه السياسيه كاملة برغم فسادها قبل ان تتوفر لدينا البدائل لقيادة المرحله وكيف تتوفر البدائل في ظل انتفاضه جماهيريه عفويه ليس لها اسس تنظيميه وعملانيه تتمخض عن طبقه سياسيه جديده تستطيع الحلول محل طبقه ذات امتداد سياسي عالمي وعلاقات دوليه معقده وارتباطات اقليميه ودوليه تشمل مختلف المصالح السياسيه والاقتصاديه عامه وخاصه واية بدائل من خارج السياق تستطيع الحصول في الوقت الراهن على مباركات دوليه واقليميه هذا اولا
وثانيا اية فائدة ترجي من استبدال الطقم السياسي بطقم اخر غير معروف مذهبه السياسي والاخلاقي حيث انه قد يكون اسوأ من سابقه واتى ليركب حصان الثورة للوصول لمطامح شخصيه خصوصا ان هناك جهات دوليه واسماء تتربص به لانتزاع مصالح سياسيه منه مقابل تقديم مصالح شخصيه له
لفد نجح الشعب اللبناني العظيم في توحيد كلمته وبات قاب قوسين او ادنى من تحقيق مطالبه ولكن ان اراد هذا الشعب بلوغ اهداف حقيقيه ومنطقيه ومفيده له وللبنان فمن الافضل له ان تكون مطالبه هي تعديلات دستوريه ناجعه تشمل البنيه السياسيه والقانونيه وتفعيل مبدأ المحاسبه وسلطة ونزاهة القانون وتحديث كل ما يتعلق بالقوانين والشرائع النافذه في مبادئ التدقيق والمحاسبه وكشف الحسابات المستورة ومحاسبة الفاسدين واعادة هيكلة البنيه السياسيه والاقتصاديه بعد انتخابات دستوريه نزيهة باشراف جهات دوليه ومحليه ولجان شعبيه معروفه بنزاهتها وهذه المطالب تتطلب حراك تنظيمي وثوري يحتاج لفعاليات ولجان واشخاص واوقات كافيه لانتقاء ممثلين وجبهات على قدر من الخبرة والمسؤوليه الوطنيه والاخلاقيه والسياسيه … الخ
ليكن الله مع الشعب اللبناني ومع شرفاء لبنان على اختلاف مساكبهم وليحفظ الله لبنان وشعبه من كل مكروه
الكويت – عبدالله سليط