طال الزمانُ ولم تَعني لمأساتي
يا أنتِ حسْبكِ، قد جُنّتْ هدوءاتي
واستأسدَ الروعُ ، ماصادفتُ مفرحةً
وعرّش الآسُ في أرجاء أبياتي
همّي تكاثرَ، والأفكارُ ترهقني
وحارَ بي الوقتُ ما أدركتُ غاياتي
الليلُ يسهر بي ، والصبحُ يجلدني
والدهر ينسخُ ما تشكو معاناتي
..
مراكبُ البعد آمّتْ شاطئي وطفتْ
أضعتُ نفسيَ، مذ ضيّعتُ مرساتي
حوتُ ابن متّى سعيدٌ إذ يقاذفني
والبرُّ أبعدُ ما ترجوه غاياتي
لابحر يشربني، لا برّ يقبلني
تيهاً حصدتُ ، وماوافيتُ فرحاتي
مطالعُ الحظّ مرّت جانبي وعَدتْ
لا فوز فيما مضى. لا ربح في الآتي
..
خمسون فاتتْ ، عصا موسى تطوِّفُ بي
غيّرتُ حوليَ ، ما بدلتُ عاداتي
خمسون مرّت ، أُلْقي سحر أخيلتي
وأُشْربُ الناسَ من شفّاف كاساتي
ولستُ أنظرُ نفسي كم بها وجعٌ
والشيبُ أفزع طفلاتي الحبيبات
فاستغفري الحبّ إن الحبّ يطلبنا
واستعجلي السعدَ كي القاه مولاتي
..
في رحلة الخوف مالي في الدّنا سندٌ
ظواهر الخيبِ تقفوها خطيئاتي
أبكي لمن رحلوا، لوأنهم رجعوا
لاخترتُ جنبهمُ قيدا لمرساتي
كلّ تولى ولا إنسان في مُدني
غول الشقاء تمادى في مساءاتي
أبكي خدود أبي ، أمّي وضحكتها
وصورةَ الأهل في لمّات حاراتي
لله قد ذهبوا ، شطّوا ولم يصلوا
وطيفهم ياعذبَه أسمى نداءاتي
لوقاربوني لخضت البحر مبتهجا
أو قابلوني جعلتُ الموجَ ضحْكاتي
قد خلفوني طريحا طوع معضلة
لا راي يرشدني ،خابت مسيراتي
..
وسرتُ نحوك علّي التقي عمدا
كسرتِ قلبيَ، ماأشجتكِ أنّاتي
أصيح والهمّ مركوز بخافقتي
بنت الكرامِ أثرتِ اليومَ ثوراتي
أصيح فاستمعي يا فتنتي وجعي
مهلاً عليها حكاياتي الأنيقات
سقيْتني السمّ ، عن محْلٍ وعنْ شظفٍ
شكرا لنعماكِ ، كمْ أفضلتِ مولاتي
فكيف تجفينَ يا حلّي ومرتحلي
أما عنتكَِ بداياتي البريئاتِ
سبحانَ حبّكِ لا ما عاد لي طمعٌ
فقدتُ حتّى الرّجا يا أنتِ في ذاتي
…
#حسام_المقداد
٢٣/٩/٢٠١٩