د . م . عبد الله احمد
أن كل الظواهر الحضارية المزيفة وكل البدع التي يتم ترويجها في هذا العالم من قبل أباطرة المال العالمي ، تهدف إلى تحطيم كل الأسس الثقافية والأخلاقية للمجتمع ، وذلك من أجل تحطيم الدول الوطنية تحضيراً لتأسيس “الحكومة العالمية ” المزعومة ، وتكريس الهيمنة العالمية ، كما أن الصراع ” في أعلى الهرم ” بين العشائر العالمية المهيمنة ، قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات وصراعات وحروب في مناطق مختلفة من العالم ، وتبدو المؤشرات قوية في هذا الاتجاه ،فالصراع يتصاعد بشكل كبير، وأحداث ليبيا “المستجدة” ليست بعيدة عن ذلك – وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحروب والاضطرابات، وكل عمليات المضاربة (بالدولار ) يقوم بها عملاء لتلك العشائر المهيمنة، كما أن سياسات بعض الدول – على سبيل المثال تركيا ما هي إلا نتيجة لارتباط تلك الدول بهم من خلال قادتها ، أو من خلال شخصيات مؤثرة فيها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن دول كبرى منخرطة في هذا الصراع من حيث تدري أو لا (وبتأثير من شخصيات مرتبطة بتلك العشائر ).
قد نشهد في المستقبل القريب، تغيراً غير متوقعاً في التحالفات الإقليمية والدولية ، وكذلك قد يشهد العالم في المستقبل القريب أيضاً، صراعات خطيرة، وهذا بدوره يستدعي تحصين الدول الوطنية ، وبالأخص في المجالات الاقتصادية والنقدية ، وكذلك يستدعي محاربة العملاء المحليين لتلك العشائر ، وهم في الدرجة الأولى “المضاربين بالعملات ” ، ومروجي البدع ، والفساد …
لذلك ، يجب على النخب الثقافية والفكرية، وعلى متخذي القرار التنبه إلى خطورة ذلك، والى إعادة تقييم الوضع الراهن والبدء باتخاذ إجراءات مضادة ، فمازال هناك نافذة صغيرة للتحرك والمناورة .
العالم على مفترق طرق، والسياسية العالمية ليست كما يراها البعض، بشكل سطحي، وذلك بناءً على تصريحات إعلامية وسياسية هنا وهناك ، إنها لعبة كبرى فيها الكثير من الرموز والأقنعة والتضليل …ولكن يمكننا المواجهة عندما نعرف ونفهم …