ضمن الامسية القصصية في المركز الثقافي باللاذقية 13 -1-2020
قدم الشاعر الفينيق حسين صقور من مجموعته وطن الفينيق
عدة نصوص شعرية غنية بالصور والمضامين الرمزية عبر مفردات تتدفق بسلاسة كما الشلال لتكشف عن حالات إنسانية يتوجها الحب وينتجها الحدث ( رحيل ..دموع ..فقر .. تشرد ) ضمن سياق درامي ومحاكاة للذات ( منولوج داخلي )
فالشاعر يتسلل مكاتب الذاكرة في قطفة من سراب مهاجر فلا يجد سوى حروف مضطهدة تمتطي صهوة شاعر … وهو يتسلسل عبر تلك التداعيات ليعكس تداعياته ومحاكاته لذاته قبالة شاب حالم في مقتبل العمر شاب بساق مبتورة أفصح لأول مرة عن مكنوناته وعن تفاصيل تعكر صفو حياته
في الحاويات الجائعة
الحاويات جائعة كناية على الفقر وفتاة الربيع تختبئ خلف ثيابها الممزقة
في إلى شط القمر
هناك مقاربة مابين طقوس التشكيل والعلاقة الحميمة مع الحبيبة وهو عبر تلك المقاربة يؤكد أن الفن فعل إنساني ينتجه الحب والجمال
وهذه المقاربة تتبدى عبر إيهام القارئ في مطلع القصيدة أن الشاعر الفينيق يصور العلاقة مع أنثى ثم يتكشف لاحقاً أن تلك الأنثى ماهي سوى طقوس علاقة مابين الفنان ولوحته ومخاض ولادة جديدة فاللوحة كالطفل وعلى الفنان تقديمه للعالم وهنا يبدأ التصعيد في القصيدة
في ذكريات ربيع قادم
هناك سفر في الذكرى و الماضي وهو يعكس حركة الزمن من خلال تحريكه للجمادات والصور في ذاكرته ..
تعبرني هضابٌ سهولٌ ووديان
تعبرني الطريق وأشجار النخيل
المسافرة إلى مفاصل الزمن
تتراءى للشاعر حقيقة التاريخ القائم على أكتاف البؤس والشقاء وينتقل بسلاسة إلى صوت حبيبته القرمزي عبر صورة تربط مابين الصوت واللون مشبعة بالحب والألم وصورة تعكس كمّ الحب بداخله
إلى أن تنطفئ الشمس …
إلى أن ينام القمر …
إلى أن تعلن الأرض طهارتها
من براثن البشر
أحبّك
ثم يعبر من محراب عينيها لينتقل إلى تجربة وصال جديدة
وفي شمعة ودمعة تتجلى تلك الصورة الآسرة التي تعكس حجم ذاك الألم المبدع
أتمدد على سطح دمعة
وأذرف على ضوء شمعة
أحتسي وجعي
وأسرجه ضوءاَ من كلمات
مقتطفة من سراب مهاجر
منذ أعوامٍ على صخرة الواقع كانت تتحطم الأحلام
كان الضباب كثيفاً وكنت أبحث عن رغيف
أمطروا البحر دماءً وقتلوا الجنين في رحم السماء
علقت نياشين القهر قصيدة
ثم استبدلتها وتعقبت روايةً جديدة
……………………………………….
المقطع الأخير من إلى شط القمر
يا صديقي
كم أنت بحاجةٍ إلى جرعة مناعةٍ
تحصّنك من طقوس الزمن المتقلب
من تخمة الأوجاع
من الجشع
ومن الأطماع
تغفو على صيفٍ ورصيف
تغفو على شتاءٍ ورصيف
بالدم والدمع تجبل أيامك وأحلامك
يعلو صهيل صوتك
يفجر دموعه في المدى
ترقص على إيقاع الندى
وعلى زخّاتٍ خجولة
يشتدّ جنون المطر
والعواصف تراقص أوراق الشجر
تتجرّد من كلّ الكلمات
من كلّ أوساخ الحياة
تهدي ملابسك للريح
وتشعل بجسدك مواقد الشتاء
عارياً
مع الشجر
تحت المطر
ترقص إلى شاطئ البحر
وتكمل رقصتك على شطّ القمر
……………………………………………………….
المقطع الأخير من ذكريات ربيع قادم
أهجر غربتي
أمتدّ محمولاً على كفني …
محمولاً على وطني
أبحر في مسامات الرّغبة …
أعبر جسد الكون ..
أداعب كوكبين ونجم
مارداً متمرّداً أستطيل …
أمتدّ .. أنتفض
أروي الحياة
وأنتحر بصمتٍ
على أطراف نهديك …
ذكريات ربيعٍ قادم