هَذِي الدِّيَارُ وَ إِنْ دَانَتْ لِمُنْقَسِمِ
تَبْقَى الْعَنِيدَةَ رَغْمَ الدَّاءِ وَ السَّقَمِ
ِ
عِقْدُ الْلُّيُوثِ جَلَاءُ الْلَّيْلِ مُنْصَلِتََا
وَالْخَائِنُونَ رَضَوْا يَا ذِلَّةَ الذِّمَمِ
إِنِّي الْأَبِيُّ بِعَهْدِي أَرْتَجِي وَطَنًا
بِالْقُرْبِ مِنْ دُرَرٍ قُطْرَانُهَا بِدَمِي
أَفْدِيهِ مِسْكًا كَفَيْضِ الرُّوحِ أَسْكُبُهُ
إِنِّي الْكَرَى شَامِخٌ لَا أَرْتَضِي الشِّبَمِ
كُفُّ النَّجِيبِ الْكَرِيمِ الثَّاقِبِ انفتقَتْ
وَأُنْثُرْبُذُورَ الْهَوَى لِلْبَدْرِ مُرْتَسِمِ
تَبْنِي لِتَجْنِي لَنَا مِنْ جُودِهَا رُتَبًا
خَيْرُ الْمَوَاكِبِ خَيْرُ الْفَائِزِ الْوَسِمِ
فًجُدْ وَ بِالْجُودِ مَا يَشْدُو الزَّمَانُ بِهِ
وَ اُسْلُلْ سُيُوفَ الْوَغَى لِلْحَقِّ مُنْتَقِمِ
مَادُمْتَ مِنْ أُمَّةٍ بالشَّامِ مُفْتَخِرًا
فِي بَاحَةِ الْقُدْسِ بَاحَ عِزُّ مُعْتَصِمِ
لِي فِي الْفُرَاتِ أَيَا شِعْرًا أُرَتِّلُهُ
نَزْفُ الْحُرُوفِ عَلَيْكِ دِجْلَةُ الْقَلَمِ
يَاقُوتَةً مِنْ مُرُوجِ الْحُبِّ تَأْسُرُنَا
وَ تَرْفُضُ الذُّلَّ تَسْمُو مِنْ عَلَى الضِّيَمِ
أَلْقَى الْبَهَاءُ دِمَشْقًا أُخْتُ بَصْرَتِنَا
زِدْهَا الرَّشِيدَ وَ حِمْصَ الْبِشْرِ بِالْحُلُمِ
غَصَّتْ دَفَاتِرُ عَارِي مِنْ دُمُوعٍ لَهَا
كَيْفَ الرَّوَاحُ أُنَادِي الْخِزْيَ بِالصَّمَمِ
نِسْرُ الْعُرُوبَةِ وَ الْأَمْجَادُ قُدْوَتُنَا
مِنْ أَرْضِ تُونِسَ نُورُ الْلَّيْلِ مُرْتَسِمِ
بَحْرُ الْبَسِيطِ
عماد الدين التونسي