لقد عاد العرب إلى سورية، لأن سورية، صمدت، وانتصرت، وعلى العرب أن يدركوا خطأهم التاريخي
عودة العرب إلى سورية، يقاس بمقدار غـروب الشمس الأمريكية، وسقوط هيمنتها، ووصايتها، عن المنطقة
لن تقـــــــدم سورية أي تنازلٍ عن سيادتها، لأن المنتصر يفرض شروطه على الآخرين، وليس العكس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجوز استخدام [تعبير عودة سورية إلى العرب].
لأن هذا التعبير ظالم وغير منصف، بل به افتئات على الواقع، وعلى الأسباب والنتائج، لأنه يعني أن سورية هي التي خرجت عن مسارها العربي، مما اضطر العرب لمعاقبتها، وبعد أن خسرت حربها، عادت مستسلمة، تائبة، تطلب الغفران، والصفح، وهذا يخالف كلية، ما حدث.
والتوصيف الحقيقي، أن غالبية الحكومات العربية، خرجت عن عروبتها، وحاولت اغتيال سورية، قلب العروبة، وسيفها، وترسها، تنفيذاً لأوامر، الوصي الأمريكي، وقطبه، ومعهما إسرائيل، وكانوا الأداة الأفعل في حرب الدمار، والموت، لأشقائهم العرب السوريين.
وما علموا أن الوصي الأمريكي، كان قد جرهم إلى حرب، كانت تستهدف في المقام الأول سورية، لأن دمار سورية، وتمزيقها، سيكون تمهيداً لتمزيق باقي الدول العربية، وعلى رأسها، السعودية، ومصر، وإخراج الأردن، ولبنان من الجغرافيا، وإلغاء الهوية العربية عن المنطقة.
والتعبير الأصح: أن نستخدم تعبير [عاد العرب إلى سورية].
وهذا يعني تماماً، تحولات، وانتقالات ثلاث:
ـــ صحوة عربية.
ـــ بداية تاريخية لخروج العرب من تحت الوصاية الأمريكية.
ـــ إدراك أن الصمود السوري: هو من أنقذهم من مصير، اقله تمزيق دولهم، وإلغاء الهوية العربية عن المنطقة، وإعادة استعبادهم قروناً اخرى.
ومهما حاول العملاء، والمتغربون، والمرجفون، من التقليل من أهمية هذه الصحوة العربية، ومن النقلة النوعية، التي تمت على مستوى المنطقة كلها، لن يستطيعوا إخفاء الشمس بالغربال، وأن هذه النقلة لا يمكن أن تتم بدون الخروج من تحت الوصاية الأمريكية، وهذا الخروج التاريخي، يمكن اعتباره بداية استقلال الدول العربية، من الاستعباد الغربي الذي دام قروناً.
وأعود فأقول ثالثة: أن الصمود السوري هو الذي غير جميع المعادلات، ولا ابالغ إن قلت، ليس على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم. فأول اصطدام قطبي، حدث على الميدان السوري بصيغة عملية، بين روسيا، وإلى جانبها الصين كموقف سياسي، وبين القطب الأمريكي.
العملاء السوريون، والعرب، يراهنون على أن الدول العربية، سيفرضون على سورية شروطهم، في اجتماع الجامعة العربية الذي سينعقد في / 19 /5 /2023، وذلك باعتماد القرار الأممي /2254 / القرار الذي صدر عندما كانت سورية، محاصرة من الجهات الأربع بالعملاء القتلة.
وما علموا أنه وعبر المسار التاريخي الطويل، وفي جميع الحروب، كان المنتصر هو الذي يفرض شروطه، وليس العكس، لذلك يفترض المنطق أن ما يجب الحوار بشأنه.
ما هي الكيفية التي سيعبر فيها الحكام العرب، عن هذه اليقظة من خلال القول والعمل؟
وأن يبادروا لعون سورية، على إخراج المحتل الأمريكي، والتركي، من الأراضي السورية، ومقاومة الإرهاب، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية، وذلك بالوقوف ضد قسد العميلة، ومفرزاتها، ثم المبادرة مع الأصدقاء لإعادة إعمار سورية، وإعادة بناء ما دمروه.