“أيها الليل”
أيها الليل أنعش روحي من
عبق انفاسك… من ضياء القناديل
علقت على جنبات سماء
توشحت بالنجوم…
هلا أنرت عتمة مهجتي في الأسحار
علك توقظ حنينا سكن بين الضلوع
حيث تهمس،لي الأشواق
وتخط على الوتين بوحها
إذ يطوف بي في ملكوت الدنى
ويعرج خيوطا من نور في وريدي
فيا أيها الغائب عن أحلامي
قف على عتبات الأمنيات العذاب
وبشر أصحابها بأنها تستبق
أيام العمر كي تخلق الأعياد
لتنثر الفرح في الثرى الأجدب
فينبت الحب أكاليل
تعطر الدروب للعابرين
بشذى الأنفاس في المهج
والقلوب خاشعة في محرابها
رد لي قلبا تاه في المنعرجات
لزمن العدم والهراء….
واجعلني ارقص على لحون الحياة
اردد أهازيج الطيور في الفجر
حين تبشرنا بحلول الربيع
هاتفة بنشيد التمني….
في الواحة المفقودة في الأبد
على أنغام قيثارة الأرواح الظامئة
بعيدا عن أنين البائسين
تساقوا أقداح الهوى
على نخب آلهة الحب
على شواطئ الارتحال
ينشدون بشائر الأقدار
من عروس الأمواج العاتية
ليحطموا عروش الطغاة
فقد تضيء القناديل عتمتك
وقد توشحت بعذابات من عبروا
على المدائن في غسق الدجى
ربضت على نواصي الغواية
(الدكتورة الشاعرة مفيدة الجلاصي)