منيرة أحمد \ نفحات القلم
له أبواب عدة ودرجات وأسماء كثيرة له في قواميس اللغات مكانة الصدارة كم من قصائد التفاخر بحسب أو نسب بدأت به وكم منها ما قصده التحدي وإظهار القوة كان فاتحة القصيدة وله في الصوفية كناية الصدارة عند من ينهج هذا النهج شعرا أو نثرا
إنه الأكثر حظوة والأكثر تواجدا وبحثا عنه , ولغيابه فعل القتل .. أما هو فلم تستطع لغة أن تسقط عنه ملكوته أو تنهب منه عرشه
هو من قال عنه بدوي الجبل :
الخافقان وفوق العقل سرهما
كلاهما للغيوب الحب والله
كلاهما انسكبت فيه سرائرنا
وما شهدناه لكنا عبدناه
الحالة تستحق هذه المقدمة بل أكثر لانها تتصف بالقدم والتفرد ربما وكي نكون واقعيين ليست الوحيدة بل لها تميزها وهويتها الخاصة عمرها منذ سبعينيات القرن الماضي لم تنقطع ولم تؤثر عليها الجغرافية الطبيعية ولا جغرافيا الحياة الاجتماعية وتبعاتها
كان اللقاء في الجامعة واستمر وتوطد في جامعة الحياة
سنحت لي الفرصة أن اجتمع معهم واسجل انطباعا لا ينسى عن جمالية وعمق هذه العلاقة … خمسة جمعهم كل ما يمكن أن يقرب ويرسخ قيم الحب بأسمى وأرقى معانيها .
عن هذه اللمة المميزة حدثنا الاستاذ حكمت صارم عراب هذا الاجتماع في منزله.
زرعنا بذرة كبرت .. سقيناها ودا وصدقا فأثمر على أغصان شجرة العلاقة ثمارا خيرة .. فكانت جذوة العطاء لأن الحب عطاء .. ويتابع : الحب انتماء للفطرة البشرية لأنه يبرمجها ويحيط بها بعقل يحميها ويغذيها , لتشكل حائطا صلبا ضد أية محاولة لاختراقه ,
وعن اللقاء وعمق العلاقة أيضا تحدث الدكتور طلال حسن لنفحات القلم قائلا :
ما كان لقاؤنا يوما عاديّا يقاس بالساعات والدقائق والثواني، لقد امتدَّ على مدى ألف نهار ونهار،، اكتفت فيه شهرزاد بترك بصماتها الأنثوية هنا وهناك، وبالاستماع إلى حكايات شهريار الذي فتح جعبته المليئة بما لملمه من حيوات عاشها وعايشها …
كم كنَّا بحاجة إلى طاقة تعيد الروح لبذرة المحبة التي زرعناها قبل أكثر من أربعين عاما،.
فرَّقنا المكان، وشتَّت شملنا الزمان، ولكن بذرة المحبة الصافية ما جفّ ماؤها. واغتنمت أول فرصة لتنتصب، وتورق، وتغمرنا بفيئها.
تلا كلٌّ منَّا سِفرَهُ المختلف ، ولكنَّ خيط المحبة شكَّل السورة الأولى في الأسفار جميعها.
مميَّزاً كان نهارنا، وحيَّة كانت ساعاتنا،
وافترقنا على أن يجمعنا بساط المحبة من حين لآخر.
لقد وجدت ما كنت أفتقده، فشكراً حتى للمكان الذي ضمَّنا، وروانا بدفئه وجماله وبشذاه وحروفه، كم كان يشبه أهله .
مدينون لأسرة لأستاذ حكمت بالكثير الكثير.
شكرا لشهريار وشكرا لشهرزاد..
لم يكن كلام الذين التقوا وشكل جذور تلك العلاقة أقل مما سبق
بل كانت اللهفة و المواقف التي اختصرت كل كلام , نعم إنه الحب الخالص … الحب لأجل الحب … الحب لأجل الارتقاء والبقاء والبقاء هنا ليس ماديا بقدر ما هو موروث يتجدد مع الأبناء والمحيطين .
إن أردت الإيجاز أقول وأنا أتابع خطوط الضوء المنبعثة من علاقتهم تذكرت قول شاعر الهند شاعر الإنسانية طاغور حين قال : (أخلف الأشياء الصغيرة لمن أحب … أما الكبيرة فلكل الناس )
والصغيرة هنا هي أكبر من أن نحجمها بمصطلح أو كلمات .
امسح وجه ورقة … هدهد بتلات زهرة … حكما سترسل إليك حبها وامتنانها …. فكيف إن كان حبك الصادق لصاحب عقل مزركش بقيم نبيلة .. الله ما اروعها من حديقة
شكرا جزيلا عراب اللقاء استاذ حكمت صارم
د طلال حسن
د. إبراهيم البب
أ. محمود الأحمد
أ. سميح صالح
شكرا لأنكم بكل هذا الحب ينعش اليباس ويبرعم .. يجعل السراب حقيقة يرتوي منها الظمآن