يبقى يوم السبت الفارط ٫ 26 اوت/ اغطسطس / آب 2020 راسخا في ذاكرة الحركة الثقافية التونسية و المشهد التشكيلي تحديداً..في هذا اليوم الصيفي برحل عن الدنيا و بهرجها و كل تناقضاتها و مفارقاتها العجيبة ٫ أحد الرجال الموهوبين و الذي اثبتوا ان اللوحة التشكيلية المفعمة بالجمال و الحبكة الفنية لها مكانها في هذا العالم الذي سيطر عليه المال و مشتقاته من كل حدب و صوب…بعد صراع مرير و مضني مع المرض العضال يغادرنا الصديق و الفنان التشكيلي التونسي و العربي نصر الدين العسالي تاركا مكانا بارزا شاغرا في هذا المجال الفني…….
لقد تعرفت على الرجل في اخر ربيع هذا العام و زرته مرتين في داره و مرسمه في مدينة الزهراء و اكتشفت حينها فنانا تشكيليا مميزا و مثابرا و مشبعا بالفكر و الثقافة و الإبداع و القيم…….
يقيني و اعتقادي ان ذاكرة هذا الشعب الكادح و عاشقي اللوحة ستقوم بمقاومة النسيان و جعل هذا الإسم راسخا في الأذهان….ما نامله من وزارة الثقافة التونسية و مصلحة الفنون التشكيلية هو القيام بتكريم الرجل عبر القيام باربعينية تليق بمسيرته المميزة و القامة مهرجان وطني يحمل اسمه و طبع كتاب توثيقي تقوم باعداده نخبة من الأقلام التي عرفته عن قرب و آمنت بموهبته الفذة………
مثلما قال الكاتب و الصحفي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني.. إن الفكرة لا تموت ٫ بل تموت الأجساد……
و في هذا المقام رحل عنا نصر الدين العسالي جسدا و لكن ستبقى لوحاته البديعة و تجربته التشكيلية المميزة راسخة في ذاكرة عشاق اللوحة………