أفتتح أمس معرض الجزائر الدولي سيلا 2023 م ، في نسخته 26 ، ويدوم الى غاية 4 من تشرين الثاني بقصر الصنوبر البحري ، وينتظر أن يعرف اقبالا واسعا قياسا بالمواعيد السابقة ، في حين تهتم هذه النسخة بالثقافة الإفريقية ، وهي ضيف شرف هذه الطبعة ، كما يشارك عارضون ومثقفون من 18 دولة ، ويشهد المعرض مشاركة 267 عارضا جزائريا و361 عارضا من بلدان عربية ، ويضمن الصالون الدولي للكتاب برنامجا حافلا يضم 40 نشاطا ثقافيا وأدبيا ، وكانت الطبعة السابقة للصالون العام الماضي 2022، سجلت مشاركة قياسية ب 1250عارضا ، من 36 دولة ، وعرض 300 ألف عنوان وزيارة مليون و300 ألف زائر .
يعد الصالون الدولي للكتاب بالجزائر من أكبر التظاهرات الثقافية بالشمال الافريقي عامة ، باستقطابه لأعداد هائلة من الزوار في كل طبعة ، من مختلف مناطق الوطن بالدرجة الأولى ، يأتونه من أقصى المدن الجنوبية بالجزائر من مسافات بعيدة جدا ، في رحلات منظمة لهذا العرض ، كما أنه مناسبة مفيدة لعديد بلدان الجوار الذين أيضا لا يفوتون فرصة إقامة المعرض على أرض الجزائر ، ويرجع ذلك بالأساس الى أهميته من حيث التنظيم المحكم ، وتوفر العناوين ، وتنوع المشاركة ، فإلى جانب دور النشر الجزائرية التي تعد بالمئات ، هناك دور نشر عربية وعالمية تصنع الحدث في كل طبعة ، وتتيح الفرصة للوافدين الى هذه المناسبة السنوية للتعارف وتبادل الأفكار والخبرات في مجال الكتاب ، الذي أصبح صناعة لها ضوابطها وقوانينها وتقاليدها من وجهة نظر اقتصادية محضة .
اكتسب معرض الكتاب سيلا الجزائر سمعة تجاوزت الحدود الوطنية ، وأضحى قطب تجاري وملتقى تعقد فيه أكبر صفقات الكتاب بين البلدان المشاركة ، وبذلك هو فضاء تجاري هام ، أيضا ملتقى علمي ، يستقطب الباحثين الأكاديميين من بلدان عدة ، كما تحضره مؤسسات علمية من معاهد ومراكز الأبحاث في شتى المجالات العلمية ، كما أنه في الآونة الأخير أضحى يشكل فرصة للكثير من الأقلام الجزائرية الشابة للبروز بشكل ملفت للانتباه في الكتابات الأدبية ، خاصة منها المنجزة باللغة العربية .
ما يؤكد نجاح الصالون الدولي للكتاب سيلا الجزائر ، هو مشاركة البلدان العربية وغير العربية ، واصرارها على الحضور وهي تعيش ظروف صعبة ، هؤلاء لا يفوتون فرصة وجودهم بالتظاهرة ولو كان السفر مكلفا لهم ، وهم في الغالب يضطرون الى التنقل من بلد الى بلد للوصول الى التظاهر ، ما يعني بذلك أن المناسبة لها اهميتها وتحقق نجاحا باهرا ، التأخر عنها مضيعة لفرص كثيرة .
أبو طارق الجزائري . نفحات القلم