منيرة أحمد \ سورية
مديرة موقع نفحات القلم
هي ليست قضية مفردات نرصفها ولا شعرا نسطره هي الوجدان الحاضر فينا ابدا والنبض الذي نعيشه في كل مناحي حياتنا
لكننا ومن منطلق ( الكلمة رصاصة ) لا بد أن نسجل لها سطورا ونكتب عنها بالحبر وبالدم أيضا .
هي التي أنشدنا ونحن صغارا :
فلسطين داري ودرب انتصاري
جبلنا منذ طفولتنا على حبها فصارت تسري في الشرايين دما يسري في نةاميس حياتنا , في مناهجنا الدراسية في أغاني الأطفال التي حفظوها كما يحفظ كل منهم اسمه .
من هي المعشوقة التي صارت وجدنا وجمعتنا بأبجدية السلام ؟
لقد دلت السجلات الرافدية والسورية الشمالية على أسماء المناطق الواقعة جنوب بلاد الشام , وذلك في الألف الثالثة قبل الميلاد وكانت تعرف بلاد الشام في تلك الفترة ب (أمورو )أو الأرض الغربية أما فلسطين فقد عرفت منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد كما دلت عليها المصادر المسمارية ورسائل تل العمارنة وغالبا فإن أصل كلمة فلسطين هي ( فلستيبا ) التي وردت في السجلات الآشورية .
هيرودوس الآرامي ذكرها باسم ( بالستين )
وهذه التسمية تعني الأرض الساحلية في الجزء الجنوبي من سورية الممتدة حتى سيناء جنوبا وغور الأردن شرقا .
في العهد الروماني أصبح اسمها ينطق ويطلق على كل الأرض المقدسة وأصبحت مصطلحا اسميا منذ عهد ( هدربان ) .
يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان : ( أن فلسطين هي آخر كور الشام من ناحية مصر قصبتها بيت المقدس ومن أشهر مدنها عسقلان – الرملة – غزة – نابلس – بيت جبرين .. ) .
إنها قصة حب الوطن وكل نبض عربي هو نبضي
وكل شبر عربي هو أرضي وكل جرح عربي هو جرحي
وكل هم عربي هو همي
وكل نصر عربي شموخي ونصري
هي فلسطين التصاق الجسد بالوطن
قصة امتزاج الدم بالروح
غراسا نبتت من طهر الدماء
ونجوما اعتلت وأضاءت السماء
نعود للحديث عن الكلمة التي حملت فلسطين قضية ونهجا فلا حصر لما كتب عنها شعرا ونثرا وإن كان الإحصاء أمر شبه مستحيل لكن لابد من وقفة مع مجموعة من الأعمال الأدبية التي كتبت عن الجرح الفلسطيني النازف منذ الوعد المشؤوم الذي أعطى الحق لمن ليس له حق واغتصب الحق من أصحابه الشرعيين ,
1. عائد إلى حيفا – غسان كنفاني
2. الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس – إميل حبيبي
3. ربيع حار – سحر خليفة
4. أعراس آمنة – إبراهيم نصر الله
5. البحث عن وليد مسعود – جبرا إبراهيم جبرا
6. بينما ينام العالم – سوزان أبو الهوى
7. باب الشمس – إلياس خوري
8. سوناتا لأشباح القدس ـ واسيني الأعرج
9. الطنطورية – رضوى عاشور
10. على عهدة حنظلة – إسماعيل فهد إسماعيل
أوردت هنا عددا من الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية منذ بداية الأحداث في 1948 وحتى عصرنا الحالي، و هناك عددًا أكبر من الروايات التي تناولت وتتناول القضية، سواء من خلال كتابها الفلسطينيين للتعبير عنها والكتاب العرب . فهي قضية العرب الأولى، والتي لا نزال نعيش في أصدائها حتى الآن.
على موقعه الإلكتروني، دوّن الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين نصّاً مقتضباً بعنوان “صمت غزة”.
وكتب أغامبين، الذي عُرف باهتمامه بموضوعات متنوعة تراوحت بين فلسفة اللغة وفلسفة الأخلاق والقانون والأدب: “أعلن علماء من كلّية علوم النبات في جامعة تل أبيب، في الأيام الأخيرة، أنهم سجلوا بميكروفونات خاصة حسّاسة بالموجات فوق الصوتية صرخات الألم التي تصدرها النباتات عند قطعها أو عندما تفتقر إلى الماء. في غزة لا توجد ميكروفونات!”
نعم هي قضية انتماء وتجذر وحق لابد عائد أصحابه الحقيقيين , إنها العدالة ومسار التاريخ , وحتمية انتصار الحق بجهود المقاومين .
نعم فلسطين البوصلة .. نعم
فلسطين داري ودرب انتصاري