محمد ابوزيد محمد
خاص بنفحات القلم
ما كتبته عن سارتر ( سبعة أجزاء ) ، وعن كافكا ، وعن ماركس فى المسألة اليهودية ، أضعه بتصرف السيدة الفاضلة / منيرة أحمد صاحبة موقع نفحات قلم ..ففى عنقى وعنق كل سورى ، وكل شريف فى عالمنا ، دين كبير ، لتلك السيدة المخلصة لبلدها ، والتى عملت خلال السنوات الماضية فى صمت ودون ضجيج ، وكان دورها يماثل دور أى جندى سورى فى جبهات القتال ..
هى فرصة لأحييها ، ولأشد على ايديها ، وأمنحها اقل القليل مما تستحق …))
ونحن بدورنا نحييك ونحمل الأمانة .. وننقل الرسالة
جان بول سارتر
الجزء الرابع
نشر سارتر سنة ١٩٤٣ كتابه الفلسفى ( الوجود والعدم ) والذى ذكر انه ظل يعمل فيه طوال ١٠ أعوام …
والوجود والعدم هو عمل سارتر الفلسفى الاساسى فى تحليل طبيعة الانسان وامكانياته . والوجود عند سارتر ، هو العالم المادى ، المحسوس، الذى يتحرك فيه الانسان والاشياء ، ولكن هناك عالم آخر لا يقل إتساعا ، عن هذا العالم . ويتميز مثله بالحركة ، والقوة ، وحتى الوجود . وهذا عند سارتر ، هو عالم العدم ويقصد به ضمير الانسان الذى يضع العدم فى الكيان . ويقول سارتر : ان الوجود يسبق الماهية . لان الانسان ليست لديه طبيعة مسبقة يمكن ان تحدد ماهيته . وماذا عليه ان يفعل .
و ( عدمية الماهية ، فى عالم بلا رب او قصد ) يسمح لكل شخص بامكانيات لا حدود لها فى تكوين حياته . من غير شروط مسبقة . ومن غير ان يحده فى هذا غير حقائق العالم الخارجى ، وطبيعة الانسان .
ويحاول سارتر فى الوجود والعدم ان يضع اسس ( علم الوجود الظاهرى ) ، فيعرض لوجود الاشياء ، ووجود العالم ، ووجود الاخرين . وعلاقة الفرد بهذه الموجودات . ويبحث الزمان الشعورى ، وعلاقة النفس بالجسد ، وعلاقة الجسد بالعالم ، وعلاقة الفرد بالفعل ، وغايات العقل الانسانى .
ويقال ان سارتر قد تأثر فى شرح فكرة الوجود بالفيلسوف الالمانى ايمانويل كانط ، وان الذى اقترح استخدام كلمة الوجودية هو جابرييل مارسيل ، ثم استخدم سارتر الكلمة بعد ذلك بثلاثة اعوام فى كتابه ( الوجودية انسانية )
ويطلق على الوجودية على مجموعة غير متجانسة من المذاهب والافكار الفلسفية والتى وجدت بداياتها فى كتابات كيركجارد ، ونيتشه ، وديستوفسكى ..
وهنام ثلاثة وجوه على الاقل للوجودية المعاصرة :
الأولى : الصورة الالحادية عند سارتر والتى استوحاها عن هيديجر . والتى تطلق حرية الانسان فى الاختيار ، وتكافئة بالعدمية ، والحيرة ، والقلق .
والثانية : الوجودية المؤمنة عند كيركجارد وتقوم على الايمان الذى يحد من الاختيار ، ويقلل من القلق .
والثالثة : الوجودية المسيحية كما عند مارسيل ، ويرى ان الوجوديين لا يستطيعون ان يروا مقصد الرب . ولكن هذا المقصد موجود . ويستطيع الانسان ان يصل اليه من خلال التمسك بايمانه . ويسلم مارسيل بصعوبة ، ومسؤولية الاختيار . ويقول ان الانسان لايستطيع ان يوقن اذا ماتوصل الى قراره ، من حقيقة مصدره او صوابه .اهو من وحى الخالق ، ام من إغواء الشيطان ؟ أهو صواب ، ام خطأ ؟
ومع اختلاف هذه الوجوه الثلاثة للوجودية ، فإنها تجمع كلها على الاهتمام بدراسة الوجود ، ووحدة وأهمية التجربة الانسانية . وعلى ان الفرد هو مركز العالم ، وان نقطة البداية هى الضمير الانسانى . وان وسيلة العمل هى العقل .
ويرتاب الوجوظيون على اختلاف مذاهبهم ، فى اى مذهب آخر ، يمس الوجود ، كما بالكلام عن طبيعة انسانية مجردة ، او ايه مبادئ او قوانين جامدة ، تحد من حرية او حركة الانسان . فالانسان عند سارتر حر ..والانسان هو مجموع اختياراته . وهو مصدر جميع قيمه . وهو مطالب ان يختار لنفسه مايفعله . وهذه الحرية عند سارتر هى الشرط الاول لوجود الانسان . لهذا يقبل الوجوديون اى قرار طالما ان صاحبه قد اتخذه بأمانة واقتناع ، فالأمانة مع النفس هى الواجب الاول عند الوجوديين .
ويرى سارتر ان وجود الخالق ، او اية قوة كونية اخرى ، امر خارج عن الموضوع . لانه حتى يفرض وجودها ، فهى لا تبين للمخلوق معنى حياته . ولهذا فإن على الانسان ، ان يجد لنفسه ، فى غياب القيم المسبقة والمطلقة ، أخلاقه الخاصة الانسانية .