اديب نعمة
في ليلة ميلاد رسول المحبّة والسلام يتحلّق الاغنياء حول موائدَ عامرةٍ بما لذّ وطاب من اطايب الطعام والشراب على شرف السيد المسيح بينما ينصرف الفقراء إلى التضرع والابتهال رافعين اياديهم الى السماء عسى يرزقهم الله حبّة دواء لمريض او رغيف خبز لجائع وقلوبهم تنادي المسيح وجرائم الصهاينة لا ينجو منها احد
يا ليلةَ الميلادِ …..لِمْ تبدينَ حائرةً رعيبهْ
ويلفُّكِ الزمنُ المقيتُ ببردةِ الحزنِ الكئيبهْ
فتخاطبينَ الناسَ ، والأيامَ في لغةٍ رتيبهْ
ماذا دهاكِ ؟ وأنتِ عندَ الناسِ رائعةٌ مهيبهْ
هلّا تذكّرتِ المسيحَ يجرُّ في حزنٍ صليبَهْ
مُتثاقلَ الخطواتِ بينَ شوارعِ القدس الحبيبهْ
ولقدْ راى أنجيلَهُ ….يُغتالُ في طُرقٍ أريبَهْ
ورأى الوصايا العشرَ دامعةً تئنُّ منَ المصيبهْ
_ يا ليلةَ الميلادِ…. لِمْ تبدينَ حائرةً رعيبهْ
أوما ترينَ القادمينَ إليكِ في حلَلٍ قشيبَهْ
يتقمّصونَ بليلةِ الميلادِ أشباحاً ……مُريبَهْ
زرعوا الموائدَ خمرةً ………وفاكهةً رطيبَهْ
وزهتْ موائدُهمْ باطعمةٍ مُنوّعةٍ …..رغيبَهْ
فتسابقوا بمهارةٍ …من أجلِ إنجازِ الوجيبَهْ ( ١ )
علّوا الخمورَ فأخجلوا الصهباءَ والتهموا الخبيبَهْ ( ٢
وتشدّقوا باسمِ المسيحِ ، وخالفوا صوتَ النقيبَهْ( ٣
وهمُ الذينَ تقاسموهُ في النهار ..على زبيبَهْ ( ٤ )
والجائعونَ مُكلّفونَ معاً …..بتأديةِ الضريبَه
_ يا ليلةَ الميلادَ الميلادِ لِمْ تبدينَ حائرةً رعيبَهْ
ما الضرُّ لو صُفعَ الصبيُّ ، وأسمعَ الدنيا نحيبَهْ
ما العيبُ ؟ لو مرّتْ على الأطفالِ أيّامٌ عصيبَهْ
وتكسّرتْ أطرافُهمْ بيدٍ ملوّثةٍ ….رهيبَهْ
فالفاعلونَ لهمْ معَ التاريخِ أفعالٌ مُعيبَهْ
صلبوا المسيحَ وعلّقوهُ بخسّةٍ منْ غيرِ ريبَهْ
لا تحزني يا ليلةَ الميلادِ.. في عصرِ العجيبَهْ
لا يأخذُ الإنسانُ في هذي الدنا….. إلّا نصيبَهْ
فلأجلِ بعضِ دراهمٍ هانتْ على الناسِ المصيبَهْ
ولأجلِ سوءِ تفاهمٍ…. لا يعرفُ الغالي حبيبَهْ
ولأجلِ بعضِ مكانةٍ ….يتجاهلُ العالي قريبَهْ
أديب نعمة
( ١ ) الوجيبة : الوظيفة ، وهنا التهام الطعام
( ٢ ) الخبيبة : شريحة اللحم
( ٣ ) النقيبه : العقل
( ٤ ) باعوا المسيح لاجل المال ولو كان قليلا