هرمت لكنني مازلت طفلاً. فالبشر بطبيعتهم يكبرون عندما يتخلون عن الدهشة، عن الطفولة. عندما يعتقدون أن انعكاس صورهم على مرآة الجدار هي كل الحقيقة، ولا يدركون أنها مجرد صورة لحجاب منسدل، حيث يزداد ذلك الحجاب سماكة كي يخدع الحواس.
الرغبات والعواطف والمشاعر، الحب والكراهية، المال والتكاثر، حب السلطة والجشع، هل كل ذلك حقيقي؟ أم أنه الهروب إلى سجن البعد الثلاثي الأبعاد. واختصار للرغبة في الخلود في هذا البعد السجن (المحدود إلى درجة التلاشي). هل هو حب أو رغبة في الامتلاك؟ قد تتلاشى الحدود . ولكن؛ عند الرغبة في المشاركة لخلق شيء أفضل، تُفتح بوابة الأبعاد ونَهجر سجن الثنائية الثلاثية الأبعاد . وتتغير الكلمات وتستبدل؛ المحبة كتعبير عن ما تشير له كلمة الحب. ولكن كيف يصبح الحب محبةً؟عندما نعرف ونفهم أكثر ولا تُخدع حواسنا بصور على مرآة الجدار.
ولكن ماذا نفعل بعواصف من العواطف والمشاعر والألم والرغبة……والمرآة؟ يمكن أن نستخدم تلك العواصف كطاقة مدمرة للبقاء في هذا السجن، ويمكن لنا أن نُوَجِّههَا لتكون أداة مشاركة وخلق وعبور….
يقال، أن الأمر صعب جداً في هذة المدرسة التي تسمى الأرض، وأن البطون الجائعة تُهَيْمِن على ما تبقى من أشلاء الإنسان الهائم على الطرقات لَاهِثا وهو يبحث عن قوت بقاء . وقد يكون من الصعب إعطاء القلب أو العقل فرصة في ظل كل هذا التشويش والضجيج والسمات التي يفرضها هذا البعد! صحيح، من قال أن هذة الرحلة أو التجربة سهلة؟ إنه اختبار ولن تعرف الإجابة مسبقاً، عليك أن تفتش عنها. ولكن ما أن تعرف السر حتى تدرك أنه لا يمكن أن يكون ذلك الانعكاس على مرآة الجدار كل الحقيقة . وإنما جانب فقط . سأكسر مرآة الجدار لأنني سأظل طفلاً يبحث عن البوابات وينتقل مندهشاً من بوابة إلى أخرى، ولا يهتم كثيرًا بسجن ثلاثي الأبعاد.