خاص بفحات القلم
ما كتبته عن سارتر ( سبعة أجزاء ) ، وعن كافكا ، وعن ماركس فى المسألة اليهودية ، أضعه بتصرف السيدة الفاضلة / منيرة أحمد صاحبة موقع نفحات قلم ..ففى عنقى وعنق كل سورى ، وكل شريف فى عالمنا ، دين كبير ، لتلك السيدة المخلصة لبلدها ، والتى عملت خلال السنوات الماضية فى صمت ودون ضجيج ، وكان دورها يماثل دور أى جندى سورى فى جبهات القتال ..
هى فرصة لأحييها ، ولأشد على ايديها ، وأمنحها اقل القليل مما تستحق …))
ونحن بدورنا نحييك ونحمل الأمانة .. وننقل الرسالة
جان سارتر
الجزء السابع والأخير
وقد ساهم سارتر فى أغسطس ١٩٥٩ فى بيان زعماء الفكر ال ١٢١ فى فرنسا ، فى تأييدهم القوى للجزائر . ورد المحافظون الفرنسيون على هذا البيان بالسير فى الشوارع والهتاف : اضربوا سارتر بالرصاص .
وفى مارس ١٩٦٠ كتب سارتر مقدمة كتاب ( عدن عربية ) . وكتب فى العام التالى مقدمة كتاب ( المعذبون فى الارض ) لفرانز فانون ، وقد قال فيها :
( ان الثقافة الحقيقية هى ثقافة الثورة ، وعلى المستعمرين ان يبرأوا من مرضهم الإستعمارى ، وان يساعدهم على ذلك من يستعمرونهم بمطاردتهم بالسلاح ) ..وقد رد المحافظون الفرنسيون على جهاد سارتر ضدهم ، بنسف شقته فى باريس مرتين خلال عامى ١٩٦١، ١٩٦٢ . وفى عام ١٩٦٥ تبنى سارتر الطفلة الجزائرية أرليت .
وكانت مسرحية سجناء الطونا قد مثلت اول مرة عام ١٩٥٩ وهى مسرحية غامضة نوعا تمثل تعذيب الفرنسيين للجزائريين . وقد حاول سارتر أن يفضح هذا التعذيب أمام الفرنسيين .
وقد نشر سارتر فى عام ١٩٦٠الجزء الاول من كتابه الفلسفى ( نقد العقل الديالكتيكى – الجدلى ) الذى اتجه فيه الى نقد الواقع الاجتماعى والتاريخى ، بعد ان كان قد اهتم فى فى كتابه الاول ( الوجود والعدم ) بالموقف الميتافيزيقى وبالذاتية الخاصة .
وقد زار سارتر وسيمون دى بوفوار كوبا مرتين عام ١٩٦٠ ، اعرب فيها سارتر للزعيم الكوبى كاسترو عن محبته الشخصية ، وتأييده الكامل الذى لا حدود له ، لثورته . وقد كتب سارتر عند عودته إلى فرنسا ١٦ مقالا عن كوبا جمعت لاحقا تحت عنوان ( العاصفة فوق السكر ) ..وقد التقى سارتر بتشى جيفارا وعبر عن اعجابه الشديد بشخصه ، وعند وفاته فى بوليفيا ، كتب عنه سارتر : ( لم يكن جيفارا مفكرا فحسب ، وإنما كان الإنسان الأكثر كمالا فى واقعنا المعاصر )
وفى العام ١٩٧١ تعقدت العلاقة بين سارتر وكاسترو على اثر إعتقال السلطات الكوبية للشاعر الكوبى روبرتو باديلا حيث اصدر سارتر بيانا اتهم فيه كاسترو بالستالينية ، وقد رد عليه كاسترو قائلا : لقد اصبح سارتر بالنسبة لى احد السادة البرجوازيين الليبراليين ، خدمة الامبريالية .
ولاحقا اطلق سراح الشاعر الكوبى ، وغادر كوبا الى امريكا وهناك استقبله رونالد ريجان استقبال الابطال .
وقد فاز سارتر عام ١٩٦٤ بجائزة نوبل لكنه رفض تسلمها ، ووصف سارتر جائزة نوبل بأنها سياسية ..
وقد رفض سارتر زيارة امريكا عام ١٩٦٥ لإلقاء بعض المحاضرات ، وبعدها بعامين رفض زيارة الاتحاد السوفيتى
وقد اشترك سارتر عام ١٩٦٦ فى محكمة برتراندا راسل لمحاكمة مجرمى الحرب فى فيتنام .
وقد زار سارتر مصر ، ثم اسرائيل فى بداية عام ١٩٦٧ ، واعلن انه قد احس احساسا عميقا بمأساة اللاجئين الفلسطينيين ، وأنه يعتبر حقهم فى العودة الى البلد الذى كانوا يعيشون فيه ، حق لا تجوز مناقشته اطلاقا .
وفى عام ١٩٦٨ اشترك سارتر فى مظاهرات طلبة باريس . وقال ان العنف الذى يتهم به الطلبة هو رد فعل طبيعى على العنف الواسع النطاق الذى تمارسه بعض المجتمعات الحديثة .
وفى اغسطس عام ١٩٦٩ هاجم سارتر الاتحاد السوفيتى لتدخله فى تشيكوسلوفاكيا قائلا انه لا يعادى الاتحاد السوفيتى ، لكن سبب ادانته له هو احترامه لتاريخ هذا البلد
وقد كتب فرانسوا مورياك :
( أن الجوع للإستشهاد الذى يسيطر على عقل سارتر ، لا ينبغى ان يثيرنا الى القبض على هذا الرجل الطيب )
فرد عليه سارتر :
( إن إدعاء البرجوازيين ، اننى اريد ان اكون شهيدا ، واننى اعمل للقبض على ، ليس صحيحا ، فليس هذا على التحقيق ما اريده )
وفى عام ١٩٧١ بدأ سارتر دراسته الضخمة عن الاديب الفرنسى جوستاف فلوبير ، لكنه لم يتمها ، ورأس فى مايو عام ١٩٧٣ رئاسة تحرير جريدة ليبراسيون ، لكنه سرعان ماتخلى عنها لأسباب صحية حيث اصيب بنوبة قلبية ، ونزيف فى قرنية العين كاد ان يفقده بصره تماما ، فتزايد اعتماده على سيمون دى بوفوار التى كانت تقرأ له ، وتصحبه الى كل مكان …
وفى عام ١٩٧٥ احتج سارتر على قرار الامم المتحدة الذى نعت الصهيونية بالعنصرية ..
وقد توفى سارتر يوم ١٥ إبريل ١٩٨٠ عن عمر ٧٥ عاما وقد سار فى جنازته رئيس الجمهورية الفرنسية ، واعلنت فرنسا عليه الحداد الرسمى . وقد نعته وكرمته المؤسسات العلمية والفكرية فى فرنسا والعالم …