رحل النحات المصري الكبير، آدم حنين، مؤسس سيمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وأحد أهم النحاتين في مصر والعالم العربي، صباح الجمعة 22 مايو 2020 عن عمر يناهز التسعين عامًا، تاركًا خلفه مجموعة من الأعمال ستخلد ذكراه في التاريخ.
ولد آدم حنين عام 1929، في حي باب الشعرية بالقاهرة، ولكن تعود أصوله إلى أسيوط، وقد حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم النحت، ودرس في مرسم أنطونى هيلر في ميونخ بألمانيا، وذلك بعد أن أنهى دراسته الحرة بمدرسة الفنون الجميلة على يد الفنان أحمد صبرى.
بدأ ولعه بالتماثيل وعالم النحت في عمر الطفولة عقب زيارة له للمتحف المصري، وعقب إنهاء دراسته وتخرجه، بدأ في تنفيذ أعماله وتماثيله، فله الكثير من الأعمال التي استخدم فيها مواد متنوعة مثل الجرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.
عمل كرسام في مجلة صباح الخير، ومستشارًا فنيًا بدار التحرير للطبع والنشر، سافر إلى باريس حيث أقام فيها كفنان محترف، بعد أن تزوج من عالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب التي أصبحت مديرة وناقدة لأعماله في بداية مسيرته الفنية.
بعد عودته إلى مصر عام 1996، بعد رحلة باريس، أقام مسكنه ومتحفه في منزل من الطوب الطيني، كان قد بناه المهندس المعماري رمسيس ويصا، وأسس في نفس العام «سيمبوزيوم» أسوان الدولي لفن النحت، وهو ورشة سنوية ومعرض يقوم على دعوة نحاتين من جميع أنحاء العالم لتجريب ونحت وعرض منحوتات من الجرانيت المحلي، وقد افتتح متحف آدم حنين عام 2014 عندما تحول منزله بالحرانية لمتحف، ليكون بذلك أول مشروع يضم فيه كل مقتنياته وأعماله خلال نصف قرن، والبالغة 4 آلاف عمل فني.
لم يقف نشاطه على النحت، فكان له في مجال الرسم الكثير من الأعمال فعرفه العالم أيضاً رساماً ماهراً باستخدامه الألوان الزيتية على القماش بجانب إعادة إحياء العديد من المقتنيات القديمة ومنها الرسم على أوراق البردي بعدد من الأصباغ.
عمل حنين مع وزارة الثقافة المصرية في ترميم تمثال «أبوالهول» في الجيزة، وأنجز رسومات لكتاب «رباعيات صلاح جاهين» للكاتب صلاح جاهين، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق بجانب مسيرة حافلة من الإنجازات والأعمال.
وأصدرت مكتبة الإسكندرية كتالوج عن الفنان يضم مقالات نقدية لنقاد مصريين وعالميين عن أعماله عام 2018، ونال حنين خلال مسيرة عمله العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى للإنتاج الفنى، جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1998، الجائزة الكبرى لبينالى القاهرة الدولى 1992.
أما عن مقتنياته فهناك أربعة تماثيل برونزية وخامس من الجبس بوزارة الثقافة، تمثال حامل القدور من البرونز في حديقة النحت الدولية بأمريكا، ثلاث قطع بمتحف الفن المصرى الحديث أهمها تمثال «البومة»، وتمثال الحمار الذي ثبته الفنان الراحل رمسيس واصف في قرية الحرانية بالجيزة، وتمثال طائر من الرخام الأبيض بأكاديمية الفنون بروما.
إعداد : محمد عزوز
عن ( مواقع وصحف )