,, حاملُ الوجد ،،
* أديب نعمة
____
لقدْ أرانيَ كيفَ العشقُ ، والولهُ
ذاكَ الجمالُ الذي منْ قبلُ لمْ أرَهُ
حسنٌ تكادُ عيونُ الناسِ تسرقُهُ
كأنّما اللهُ …..دونَ الناسِ صوّرَهُ
منْ حسنِ طلعتِهِ ، أو زهوِ غرّتِهِ
لو أظلمَ الليلُ، ليلُ الحبِّ ، نوّرَهُ
نظرتُ في مقلتيهِ فاعترى جسدي
رسٌّ منَ الحبِّ ، لمْ أكشفْ سرائرَهُ
وطفتُ في محجريهِ أقتفي أثراً
لبارقٍ شعَّ ……لمْ أرصدْ مصادرَهُ
فاستوقفتْني بصحنِ الخدِّ زنبقةٌ
ألقتْ شذاها على قلبي ، لتُسكِرَهُ
ورحتُ أسرحُ في خدّينِ روضُهما
سبحانَ ربّيَ …….ما أبهى أزاهرَهُ
وإذْ رآني أغضُّ الطرفَ عنْ خجلٍ
ثنى القوامَ ، ولمْ يحجبْ نواظرَهُ
فكدتُ أنسى وجودي دونما أسفٍ
وحاملُ الوجدِ ، ما أغنى مشاعرَهُ
لكنّما الطامةُ الكبرى التي…. وقعتْ
لمّأ لمستُ……… بأعلى المتنِ مئزرَهُ
فلْتعذروني على ضعفي وقصرِ يدي
لأنَّهُ كانَ ….. ……قدْ ارخى ضفائرَهُ
أُحبُّهُ رغمَ إحساسي بقسوتِهِ
فداهُ قلبٌ ، مُحِبٌّ ،باتَ آسرَهُ
أُحِبُّهُ …..رغمَ إدراكي لفعلتِهِ
ما قالَ قولاً لنا …..إلّأ وزوّرَهُ
مَنْ للوعودِ التي أدلى بها علناً
إذْ كلّما قرُبَ الميعاد ُ ….أخّرَهُ
كتمتُ شوقي وإعجابي بحضرتِهِ
ولستُ أعلمُ……. أيُّ الناسِ أخبرَهُ
بالأمسِ كانَ ظلوماً في مُعاملتي
واليومَ ..لمْ أدرِ كيفَ الحبُّ غيّرَهُ
يُبدي اعتذاراً على ما جاءَ منْ صلفٍ
وكلُّ ظلمٍ أتاني منهُ …………..برّرَهُ
رغمَ تماديهِ في التسويفِ عنْ كثبٍ
صبري عليهٍ ، لدى الإحراجِ ، حيّرَهُ
قدْ كانَ يحسبُ أنّي عنْ مُماطلةٍ
أسلو المودّةَ ، أو أنسى مآثرَهُ
يا للحبيبِ الذي….. أسكنتُهُ بدمي
قلبي على الجمرِ والرمضاءِ سيّرَهُ ( ١ )
شدَّ القيودَ على قلبي ….وأحكمَها
في حينَ كانَ رجائي… أنْ يُحرِّرَهُ
منْ اجلِ بعضِ ضروراتٍ…. تُلِمُّ بهِ
أخفى عنِ الناسِ عهداً ، ثمَّ أنكرَهُ
قدْ كانَ عهداً أمامَ اللهِ أقطعُهُ
[ الحبُّ بعدَكَ يوماً.. لنْ أُكرِّرُهُ ]
وسوفَ أُبقيهِ في القلبِ الوفيِّ إذا
تطلّبَ الأمرُ أنْ أحيا………..وأسترَهَ
يا بانياسُ ………حباكِ اللهُ منزلةً
لمّا اصطفاكِ ليبني الحسنُ أدؤرَهُ ( ٢ )
يا بانياسُ …..ابيني كلَّ فاتنةٍ
فشاعرُ الحسنِ لمْ يملأْ دفاترَهُ
كُرمى لظبيٍ غريرٍ فيكِ مسكنُهُ
نصبتُ عينيَّ حرّاساً…. لتخفرَهُ
*أديب نعمة
( ١ ) الرمضاء: الحرّ الشديد
( ٢ ) أدؤره : جمع مفرده دار