كُلَّما تَتَداخَلُ الفُصولُ
تَنمو الطَّحالِبُ
فوقَ المَرايا
تُدَغدِغُ حَناياها
أخيلَةً مَنسيةً
مازالت هُناكَ في الأعماقِ
تُسامِرُ رَجعُ الصَّدى
ثُلوجٌ تُداعِبُ جَبهةَ حُزيران
وشَّمسٌ تَلفَحُ
حَنايا تِشرين
حٌروفٌ تتلَعثَمُ
فوقَ الكُتبِ المُغبرَّةِ
ينتابني منك الخَجل
مَعذِرَةً
فلا دَمعاً تَبقَّى لأذرِفُهُ
دُموعي الأخيرة
أنفقتُها في رِحلتي الكَئيبة
وحتَّى تِلك الَّتي اِقترَضْتُها
من عُيونِ القَمرِ
نَفدَت منذُ صَارَ
أقربُ خِلَّاني
صَوتُ القَدرِ
رُوحي تَتضوَّرُ شَوقاً
في انتظارِ ذِكرى
جِئتُ أحلُبُ ضِرعَ الشَّمسِ
كي أرتَشِفَ بَعضَ الضَّوءِ
لأضيء به دَهاليزَ الَّلهفةِ
فضَاعت مِنِّي بينَ الزَّبَدِ
حَفنةُ النُّورِ
واستقرَّت في الهاويةِ
تَصرخُ أنفاسي جُوعاً
فتُصيبُ التُّخمةُ أحلامي
وتَغمُرُ فيوضُ الشَّلالِ
وسائِدَ الَّليلِ الهَشَّةِ
تأتَين مع أولِ قَطرةِ نَدى
مِثلَ طَيفٍ تَائهٍ
مِثلَ عُصفورٍ جَريحٍ
يتوكَّأُ على عَصا
تأتَينَ مثلَ حِكايةٍ من سَرابٍ
عُيونُها مَسمولَةٌ
وجَديلتُها مَقصوصَةٌ
تئِنُ عِشقاً
وتَهمِسُ هَلوسَةً
تَشكو لي شَهريار
الَّذي غَالبَه النُّعاسُ
قبل إعلانِ نَواقيسَ النِّهايةِ
جورج عازار
ستوكهولم السويد