عكّاظ “الشعراء العرب في ملتقاهم؛ شمعة 4 و4000 عضو

بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات

كان ذلك ،، صدفة ،، بحسب الأديب المصري ،ناصر رمضان ، ولعلّه أراد أن يقول “مصادفة “، لكني أحسبها “توالد أفكار ” حين دعته الشاعرة المغربية حليمة التلي ذات صيف ، ليكون ضيفا على منتدى افتراضي للمركز العالمي للبحوث التاريخية والدراسات الفلسفية في باريس ، متمنية عليه العمل على مشاركة عربية واسعة في ذلك المنتدى برئاسة الشاعر المغربي يحيى الشيخ ، ولمّا أنجز المراد ، خطر له بلورة الفكرة في ملتقى دائم ، فبادرة لطرحها على المشاركين ،ومع الصدى والترحيب الواسعين ، راح يشتغل على الأرض ، بخطوات إجرائية وتأسيسية ، فأطلق قبل 4 سنوات ،، ملتقى للشعراء العرب ،، . في البدء كانت ومضة فكرة ، تحولت إلى واقع ،نتج عنها بعد عام موقع ومجلة أزهار الحرف ، وصفحتها على الفيس بوك ، ثمّ ندوات افتراضية ، ومطبوعات ، ومؤخرا قناة يوتيوب .

*تطوّر طموح :

ويوضّح الشاعر ناصر رمضان الذي اعيد انتخابه ،للسنة الرابعة على التوالي ، رئيسا للملتقى :”من خلال الملتقى والمجلة قدّمنا وحاورنا مئات الشعراء والشاعرات ،ونشرنا آلاف القصائد ،لم نقف عند الشعر بل كان هناك للقصة والفن التشكيلي والتنمية البشرية ،والطرب الأصيل مجال رحب عبر المجلة وندوات البث المباشر الذي استضفنا من خلالها عشرات الشعراء والشاعرات من جميع أنحاء الوطن العربي، ومنها ما طبع في كتاب مستقل ،كما وثّقنا نصوص الشعراء والشاعرات من جميع أنحاء العالم عبر مطبوعات صدرت عن ملتقى الشعراء العرب منها :(موسوعة من أزاهير الأدب في ثلاثة أجزاء موسوعة الومضات (ومضات نابضة) في مجلد ترجمت الموسوعة إلى اللغة الفرنسية موسوعة القصة (قصص عابرة القارات ) ،في ثلاثة أجزاء ، موسوعة في رحاب القدس، لتواكب ما يحدث في فلسطين ) ، ومع احتافائه بالذكرى الرابعة لانطلاقته ، أعلن الملتقى عن تدشين موسوعة قصصية ” ق ق ج” كما أصدرالملتقى ما يقرب من ١٠٠ عمل أدبي لأعضا ئهة،طباعة ونشرا، قدمنا الكثير من الوجوه وفتحنا المجال للكثيرين ،عبر المجلة والموقع والإصدارات ، لقد تحقق الحلم بروح الفريق وبروح الحب ، والأهمّ ، يراه الأديب ناصر :” أنّ العمل مازال مستمرا بنسق مثمر من الحرية والتواضع والمرونة . وأنّي راهنت على الوجوه الجديدة التي لم تكن معروفة ،وعلى فعالية المرأة الأدبية ،وكسبت الرهان ،وها هي الوجوه صارت ملء السمع والبصر وها هي المرأة قد أثبتت جدارتها وقيادتها “.وفق ماتعبّر عنه لغة الأرقام ،حيث ينضوي حاليا في عضوية الملتقى 1615 شاعرا وشاعرة ،وفي المجلة 4000 أديبا ومثقفا ، يقودهما مجلس إدارة من 100عضو ،و لجنة عليا من 30 عضوا برئاسة الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ، وفي الطموح ؛” زيادة أعضاء مجلس الإدارة ،زيادة عدد شعب الملتقى ليغطي مناطق جديدة ، فتح المجال لوجوه جديدة ، واستحداث أقسام جديدة كالمسرح والصحة النفسية ”

لم يكن ذلك بلا جهد مبرمج وهادف ، وإنما جاء بتلاق رؤى وتضافر عمل ،وفق آلية تضمن إدارة عادلة ومنصفة للملتقى، وتحافظ على بيئة أدبية وصحية تساهم في تطوير مواهب جميع الأعضاء وفي شهر آب ٢٠٢٤ أنجز الملتقى عملية تجديد حراكه وتطويرها في أجواء مليئة بالشفافية والحرية، حيث جرت انتخابات مجلس إدارة ملتقى الشعراء العرب تحت رعاية رئيس الملتقى الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ، فجدّد له الثقة رئيسا وللشاعرة اللبنانية غادة الحسيني أمينة للسر ، وسط عديد المرشحين ، وشارك في الانتخابات ،عدد كبير من الشعراء والأدباء العرب، وجاءت النتائج ، مجسدة روح الديمقراطية والتلاقي على سموّ الهدف، فشملت الأسماء المنتخبة مروحة واسعة من الشعراء والأدباء على تنوّع مشاربهم واتجاهاتهم الأدبية والفنية، وتوزّعهم الجغرافي في البلاد العربية وبلدان الإغتراب، و سط تنافس شريف عكس رغبة المشاركين في تطوير الملتقى والارتقاء بالحراك الثقافي العربي.

ولم يتجاهل المعنيون ، ضرورة التواصل والتعاون مع ملتقيات وطنية أو عربية ، لتلاق على رؤى أدبية مشتركة وتطوير الأداء والفائدة وتوسع نطاقها، ولعل لقاء رىيس الملتقى الاديب المصري ناصر رمضان 27 آب في القاهرة مع المشرف العام على ملتقى ،، عشتار ،، السوري ، الشاعر العراقي د. جليل البيضاني يمثّل الخطوة الأحدث في هذا المجال، وما يؤمل منها من نتائج مجدية بنكهة ثلاثية على وقع خرير ،،بردى والفرات والنيل ،،

وبالتأكيد لم يكن ذلك النتاج الأدبي ، والنهج الإداري ليتحقق ، لولا وجود بيئة عمل ثقافي مفتوحة على الرؤى ، والتمسك بالقيم الروحية والمجتمعية السامية انسانيا ، بعيدا عن التهاتر الديني والسياسي ، وعمّا كلّ ما يخدش الحياء ، عملا بالنظام الداخلي للملتقى ، والذي يحكم أصول العمل الإبداعي والنقد ،، كأن يكون النقد موجهاً للنصوص الأدبية نفسها دون التطرق إلى الشخصيات ، ولاتعطى العضوية إلا لمن يستحق لقب ،،شاعر أو شاعرة ،، كما يضمن حقوق الأعضاء ، وحسن علاقاتهم ، ودرء المخالفات بعقوبات هادفة ضمانا لسلامة التوجه وبلوغ الهدف المشترك .

*الإعلامي سعدالله بركات