القى د منذر علي احمد محاضرة بعنوان “الاعلام الجديد- سلاح الغزو الثقافي والتضليل في ظل تطور تقنيات الاتصال التي هي أساس العملية الإعلامية الاتصالية، التي تعمل على تمكين وتعزيز التفاعل بين المستخدمين، وكذلك التفاعل بين المستخدمين والمحتوى سواء بشكل إيجابي أو سلبي، أضحى هذا الاندماج والتفاعل الكبير من قبل المستخدمين مع وسائل و وسائط الشبكة العنكبوتية كمنصات التواصل الاجتماعي – المواقع الإلكترونية- الفيديوهات- البودكاست- التلفزيون والصحف وغيرها، يجعلهم أكثر عرضة للمعلومات المغلوطة أو المعلومات غير الدقيقة عبر نقلها بشكل غير مهني وموضوعي، وأخطر ما يتعرض له المستخدمون التضليل الإعلامي، الذي تناوله الباحث الدكتور منذر علي أحمد في محاضرته بالمركز الثقافي في جبلة بعنوان “الإعلام الجديد – سلاح الغزو الثقافي والتضليل الإعلامي”.
بداية تطرق د. أحمد إلى أن الإعلام الجديد سلاح ذو حدين من خلال امتلاك الأدوات والوسائل والتقنيات، التي جعلت من المرآة الإعلامية واجهة لکل بلد ويصل إلى كل البلدان الأخرى، ومن جهة أخرى أنه كان سلاحاً للتضليل الإعلامي الذي تم العمل عليه بشكل علمي ومنهجي في الحروب والأزمات خلال القرن الماضي، والذي تكللت وحشيته فيما يسمى الربيع العربي، الذي مُورست فيه كافة أنواع وأشكال التضليل الإعلامي، من تعتيم وتغييب وحذف وتجاهل و تضخيم وتهويل للأحداث، وتارة أخرى بتميّع القضايا والموضوعات أو التلاعب بترتيب الأحداث، مثل ما حدث مع الشعب الفلسطيني بإظهاره بمظهر المعتدي و إغفال إظهار المعتدي الحقيقي، والتميز بين المحتل والمُعتدى عليه.
وتحدث عن التضليل الإعلامي وأثره وإنه ليس حديثاً وإن التضليل شهد أساليب مختلفة، وفي الواقع الحالي الذي تعيشه سورية حالياً أكثر من ٨٠٪ ممن تم تجنيدهم ضد سورية، اعتمدوا على التضليل الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، من خلال اللعب على العقل الباطني لتفعيل مفاهيم التضليل الإعلامي.
مشيرا إلى أن خطورة التضليل الإعلامي تكمن في العمل على الانتقائية والتحيز وتحريف المعلومات وتزوير معانيها، وقد تصل إلى قلب الحقائق وقلب الصورة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .
حيث قدم المحاضر د. أحمد شرحاً لبعض المصطلحات التي ظهرت في الإعلام الجديد، وتطورت أدواتها مع ظهور الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لا الحصر (مزارع النقرات – دوامة الصمت – حظر الظل – الذباب الإلكتروني) وغيرها من المصطلحات التي استخدمت لتكميم أفواه الآخرين.
كما طرح بعض الأمثلة التي تم العمل عليها من قبل إذاعات ومنصات إعلامية خارجية، تدّعي المصداقية والموضوعية والحيادية في طرح القضايا، والتي ثبت عبر تفنيد تلك الأمثلة بأنها ادعاءات كاذبة، وأنها كانت تعمل وفق أجندة وسياسات واضحة تقودها غرف العمليات، التي كانت تستهدف سورية شعباً وأرضاً وقيادة وكحضارة، على سبيل المثال لا الحصر بعض الشهود العيان وأسماء ممن ادّعوا أنهم اضطهدوا في سورية، تم الكشف لاحقاً أنهم غير موجودين حقيقة بل هم أشخاص وهميون،
ولفت إلى أن الإعلام الجديد باستطاعته من خلال امتلاكه تلك التقنيات والبرمجيات، إيصال المعلومة إلى عدد كبير من العالم، وأيضا بتحديد الفئات المستهدفة خاصة شريحتي الشباب والأطفال لإحدات التأثير المتراكم عليهم، عبر صناعة محتوى قادر على تغییر و توجيه وتعديل وتحريف آرائهم، وجعلها مناسبة لسياسات تلك الوسائل وجعلهم يتبنونها حتى لو كانت ضد مصالحهم.
وأضاف د. منذر أنه لمجاراة تلك الوسائل والتقنيات والبرمجة يجب على المؤسسات الحكومية والجهات المعنية إعلامياً والمراكز الثقافية والتعليمية، أن تعمل على تحصين الشرائح العمرية المستهدفة بسلاح التوعية والتحليل والتركيب والتفكير الناقد والتمكين، ويجب أيضاً على الوسائل الإعلامية نشر كل ما من شأنه أن يكشف التضليل، والممارسات الممنهجة التي تقوم بها الأطراف المعادية.
تخلل المحاضرة العديد من المداخلات والاستفسارات حول مجمل ما ورد فيها
نشير الى ان الدكتور منذر علي أحمد محاضر واستشاري في الجامعة الافتراضية السورية- المدير الحالي لمديرية الإعلام الإلكتروني في وزارة الإعلام – وعضو لجنة الإعلام الرقمي في اتحاد الصحفيين، له العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات السياسية والإعلامية – له العديد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية عبر مختلف القنوات المحلية والعالمية
يُذكر أن الإعلامية منيرة أحمد مديرة موقع نفحات القلم قدمت المحاضر وادارت الحوار مع الجمهور .