لا تحلموا أيها الانتظاريون ، لا خسران !! لأنه يعني ، خسران لروسيا ، والصين ، وايران
من ينشر الخوف ، ويستثمر في حاجات المواطن ، يسهم مع العملاء في الحرب النفسية
فلتعلموا أن الانتصار السوري ، أوقف مسار حضارة الغرب الحيوانية ، لصالح الانسانية
( ا )
المحامي محمد محسن
كم أتمنى أن ( لا ينزلق ) الكثير من الوطنيين البسطاء ، والكثير من العاملين في حقول المعرفة ، في مستنقع الحرب النفسية التي تقودها ألف وسيلة اعلامية ، وآلاف من العملاء ، والانتظاريين .
بل كم أتمنى أن يرتفعوا إلى المستوى الوطني ، ويتفكروا بحجم الإنجاز التاريخي ، الذي حققه صمود الشعب العربي السوري ، وتضحيات جيشنا البطل ، الذي غير المسار الحضاري للبشرية ، [ ليس في هذا أية مبالغة ] ، فلا تضيعوا ضياء هذا الانتصار .
مع ادراكي أن البعض مهما صرخنا لن يسمع ، لست حزيناً عليهم ، بل أنا حزين لتجارتهم في جوع المواطن ، الذي يؤدي إلى امتصاص صمود شعبنا المتعب ، حد الضغط على أنفاسه .
لــــــــــو نجــــــــحت الهــــــــجمة الأمريكـــــــــية علـــــــى ســــــــورية !!! .
لاستمرت الحضارة الرأسمالية في سيرها نحو التوحش ، وكان العالم سينقسم إلى قلة ثرية ، وأكثرية ساحقة فقيرة ، دورهم في هذه الحضارة المزيفة [ العمل كعبيد ] ، واستخدامهم كفئران تجارب في مخابرهم العلمية .
لن نُذَكِّرْ لأننا ذكرنا ألفاً ، أن سورية ستكون [ لا سورية ] خمس كانتونات متصارعة مذهبياً ، وقومياً ، شرق أوسط ممزق ، متصارع ، تسيره اسرائيل وفق برنامج ترسمه أمريكا ، وعراق ممزق وجائع ، لا حزب الله ، وعودة ايران إلى الشاهنشاهية .
لا قطب مشرقي صيني ـــ روسي بديل ، بل انكفاء من حلمهما العالمي ، إلى مجالهم الاقليمي ، واستكمال لحصارهما .
لــــــــــــــم تنـــــــــــــــجح الهـــــــــــجمة فمـــــــــــــاذا حـــــــــــــدث ؟؟
سقط الحلم الغربي وبخاصة ( حلم الامبراطورية الأمريكية ) للسيطرة على العالم ، ومن يسقط حلمه ، تجرح هيبته ، وترتج بنيته ، وينكفئ ، وعقابيله ما يحدث الآن في أمريكا ،
اذن الميدان السوري ، قال للمسار الحضاري الأمريكي الذاهب لاستكمال حضارة ( حيوانية الانسان ، كما قال أدونيس ) قف!!! :
وعلى الدم المشترك الطاهر المراق على الأراضي السورية ، ولد [ القطب المشرقي ] ، الذي لو جاءت كل طواغيت العالم لن تهزمه ، بعد الانتصارات التي حققها على الميدان السوري .
الذي اعلن انطلاق المسار الحضاري المشرقي البديل ، الذي تغلفه روحانية الشرق ، التي ساهمت بزراعتها الأديان ، السماوية ، وغير السماوية ، والفلسفات الشرقية ، التي رعت قيم الشرق ، وحمتها ، وحاولت اقامة البديل ( العدالة الاجتماعية ـــ الاشتراكية ) ، التي اغتالتها أيضاً حضارة الغرب ( الحيوانية ) ، ولكنها لم تتمكن من اغتيال روحها ، وما ترسب منها من قيم في ثقافة ووعي شعوبها .
ودليلنا على ذلك : الناقلات الإيرانية الخمس ، التي صبت في الحديقة الخلفية لأمريكا ، وقالت لها [ إن عدت عدنا ] ، وارتفاع صوت الصين في وجه أمريكا لأول مرة .
مــــــــــــاذا سيـــــــــــــحدث للمـــــــــــــعسكر الغــــــــــــــربي العــــــــــــــدواني ؟؟
وكنت قد قلت في مقال سابق ، أن أمريكا تعيش أزمة بنيوية ، والدليل انتخاب هذا الرئيس الأرعن كممثل لها ، كما جاءت ( كورونة ) لتؤكد فساد النظام النيولبرالي ، الذي أظهر تخلي الدولة عن وظيفتها الاجتماعية ـــ الصحية ، وتحولها إلى دولة الشركات ، التي تقود إلى ( حيوانية الانسان ) ، الذي يصبح جل همه أكله وغرائزه .
وما قلناه بشأن أمريكا ينطبق على أوروبا ، ولكن بزيادة التوصيف الذي أطلقه عليها ( رامسفيلد ) عندما وصفها بالقارة العجوز ، لأنها مستعمرة من أمريكا ، ولأن أمريكا خلصتها كل أسواق مستعمراتها ، لذلك فمستقبل أوروبا ، محكوم بسرعة خلاصها من الاستعمار الأمريكي ، ومدى تخففها من النظام النيولبرالي ، وسرعة توجهها شرقاً حيث مصلحتها ، وإلا فهي ستكون في حالة تفكك وضياع دور .
خـــــــــــــــــــــــــــــلاصة القــــــــــــــــــــــــــــــــول :
أنا أجزم أن الواقع المضطرب الذي تعيشه أمريكا ، ليس مرده مقتل ( جورج فلويد ) فقط ، بل أججته وساهمت في تسعيره ، حالة الاستعصاء ، التي وصلت إليها أمريكا ، في سورية والعراق ، وبكل تأكيد هذه الاضطرابات النوعية ، ستلزم أمريكا في اعادة النظر بالكثير من سياساتها ، الخارجية ـــ والاجتماعية
بناءً على الانجاز التاريخي الذي حققته انتصارات الشعب العربي في سورية ، وحجم التغيير الكبير الذي سيحدثه في العالم :
نقول ونعيد :
ليس أمامنا إلا الصمود ، والتعامل مع الواقع ، مع ادراكنا للواقع الاقتصادي لمواطننا المتعب ، والذي تحملَّ ما لم تتحمله الجبال الراسيات ، وندرك واقعه المعاشي الصعب ، ولكن هل يجوز أن يدفعنا واقعنا الصعب هذا ، إلى التفريط بالانتصار التاريخي الذي تحقق ؟؟؟.
[ لذلك يجب أن ندين ونلعن كل فعل ، أو قول ، يحاول أن يقضم ، من صبر ، وصمود مواطننا الرائع ، ويستثمر في الواقع الاقتصادي الصعب لمواطننا ] .
.