#خاص بنفحات القلم #
مقدمة#
#عباد الشمس أو الميال أو فستق المفاليس كما يقولون في العراق أو اللب السوري كما يطلق عليه في الخليج أو دوار الشمس أو دوار القمر أسماء كثيرة لنبات واحد مستخدم منذ آلاف السنين في كل أسطورة تتحدث عن مسير الشمس من مشرقها إلى مغربها في كبد السماء .. ومعروف أيضا برخص بذوره وطعمها اللذيذ وفي صناعة الزيت المتماسك الخفيف وفي صناعة الخبز مثل القمح والذرة إضافة لكون مخلفات النبات من ساق وأوراق وزهرة وبذور علف مغذ ومناسب للخيول والماشية..
- #عباد الشمس وأزمة المحتوى الرقمي:
ومن المفيد القول أنه لا تكاد تخلو قرية في سوريا من حيز من الأراضي التي يطلق عليها باسم الدوارة والتي تشتهر –أي الدوارة- بإنتاجية عالية لنبات دوار الشمس وفق موروث الأجداد سواء البري منه أو المستزرع وفق أصنافه المعروفة حاليا والتي تزيد عن 40 صنف أو كما أطلق عليه منذ أكثر من 5 آلاف عام في سوريا بعباد الشمس ..هو نفسه الذي يطلق عليه البعض وهم ينظرون إلى إحدى نسخ الرسام الهولندي فنسنت فان كوخ في متحف لندن ها هو عباد الشمس السوري..
#على الرغم من أن البعض سيخرج قائلا أن الكثير من المصادر والمواقع تقول أنه أصول نبات عباد الشمس هو أمريكا اللاتينية متناسين عن سابق انسياق وراء الرواية الغربية التي لا تخفي نشاطها في إخفاء أي محتوى حضاري وثقافي وزراعي للمنطقة الممتدة من البحر المتوسط غربا حتى الصين شرقاً فكيف يمكن القبول برواية أن أصول عباد الشمس امريكا اللاتينية وها هي الأسطورة اليونانية تتحدث عن عشق الحورية كوني صاحبة الشعر الذهبي كما أشعة الشمس لأبولو ابن كبير الألهة زيوس وكيف تحولت إلى نبات عباد الشمس الذي يلاحق الشمس من مشرقها إلى مغربها ، وهل يمكن أن نلغي الجغرافيا والتاريخ ولا نقول أن بلادنا هي قبلة الشرق لليونانية وللأسطورة اليونانية المؤثرة والمتأثرة بعمق الحضارة في بلادنا منذ بدء الخليقة ، وهل يمكن أن لا نجد ذلك في أسطورة طائر الفينيق الذهبي الذي يمثل الشمس تموت في نهاية كل يوم وتعود لتولد في اليوم التالي ..
وهل يمكن الغاء أن المناطق الجنوبية المشتهرة حاليا بزراعة نبات عباد الشمس في تركيا الحالية هي امتداد حضاري لحضارات بلاد الرافدين وبلاد الشام وما قدمته من القيم الحضارية اجتماعيا وزراعيا ومهنيا وفكريا وفلسفياً لشعوب أخرى حتى تلك الموجودة في أمريكا اللاتينية فكيف يتجاهل البعض نقش پارايبا و هو نص مكتوب بالحروف الفينيقية-الكنعانية، اكتشف في البرازيل ويفترض به أن يكون دليلاً على وصول الفينقيين الكنعانيين إلى القارة الأمريكية، حيث أرخ الباحث گوردون النقش للعام 500 قبل الميلاد، معتبراً لغته لهجة خليط من الفينيقية والآرامية، بينما أرخه زميله براندن للعام 800 قبل الميلاد.
- فوائد عباد الشمس :
وحيث تشير الدراسات الزراعية أنه يمكن استخدام عباد الشمس لاستخراج السم مثل الرصاص والزرنيخ واليورانيوم من التربة الملوثة، عوضاً عن تفضيل زراعته بالتوازي مع القمح
كما تحتوى بذور دوار الشمس على جلوكسيدات، ونسبة 35 ـ 55 % زيت، وكميات قليلة من الفلورين، وفيتامينات /أ/ و /ب/ وإننا لنجد في الطب القديم (الطب العربي) استخدام بذور دوار الشمس كعلاج للملاريا، وأثبتت الدراسات الطبية الحديثة فوائد بذوره لتخفيف كوليسترول الدم ومنع تصلب الشرايين. كما تحتوى بذور دوار الشمس (اللب) على مادة الفلورين التي تفيد في منع تسوس الأسنان. كما تحتوى على فيتامين (أ) ولذلك تفيد في علاج مرض العشى الليلي.
كما أشار الاختصاصيون في التغذية أن بذور عباد الشمس من أفضل مصادر فيتامين (E) . كما أن بذور دوار الشمس تقلل الإصابة بأمراض سرطان الرئة وهو مفيد للمدخنين
فتحتوي البذور الحب على احد أهم الأحماض الدهنية (حمض زيت الكتان المهمة) وعلى ألياف غذائية وبروتين وحمض أميني وحمض الفوليك ومعادن مثل (الزنك، والنحاس، والحديد، والمغنيسيوم، والفسفور.
في المقابل نجد أن أضراره ضئيلة بشكل كبير وتكاد تكون معدومة؛ حيث يمكن أن تتمثّل الأضرار في أنّ الإفراط في تناوله يؤدّي إلى زيادة الوزن، وذلك لأنّه من الأطعمة الغنية بالزيوت، كما أن تناوله محمّصاً ومملّحاً بكميات كبيرة يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم،
- عباد الشمس والاقتصاد الزراعي :
يحتل إنتاج عباد الشمس المرتبة الثالثة عالمياً بعد فول الصويا والفول السوداني، كما أن انتاجية الهكتار الواحد ما بين 2-2.5 طن من حبوب عباد الشمس ويمكن استخدام المياه المحلاة أو مياه المجاري المعالجة في سقايته ويحتاج إلى معدل 3-4 ريات في الأسبوع ويمكن استعمال المياه غير التقليدية كمياه الصرف الزراعي والصرف الصحي المعالجة والآبار المالحة وخاصة في ضوء العجز الحاصل للموارد المائية مثله مثل اللفت الزيتي والشوندر العلفي والشعير والذرة البيضاء وفق ما بينته دراسة لوزارة الزراعة والموارد المائية كما تحتاج فيه بذور عباد الشمس ما بين 80-90 يوم لتصبح ناضجة كما يتميز بمجال زمني واسع لزراعته ما بين شهر آذار وشهر تموز مما يسمح بالاستفادة من الأرض بزراعة محاصيل مختلف وينصح بزراعته بالتوازي مع زراعة القمح شريطة الاهتمام بمعالجة الآفات الزراعية التي لا يكاد يوجد محصول زراعي ليس له آفاته الزراعية المختلفة…
وإضافة إلى انتاج الزيت الذي تزيد نسبته في البذور على 50%، فيمكن انتاج السمن النباتي وكذلك يستفاد من توالف المحصول في صنع علف للخيول و للماشية حيث تصل نسبة البروتين فيها إلى 17%. ناهيك عن قيام الكثير من الدول الزارعة في انتاج قوالب التدفئة من توالف محصول نبات عباد الشمس سواء بعد استخراج الزيت أو السمن ناهيك عن امكانية انتاج البذور للاستهلاك في التسالي والمأكولات.
-عباد الشمس وزراعته في سوريا:
وعلى الرغم من ادراك كل من وزارة الزراعة والهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب ومؤسسة إكثار البذار وفق ما هو وارد أعلاه أن محصول عباد الشمس محصول استراتيجي يحقق الكثير من الفوائد الجمة فلم يلحظ لا ضمن الخطة الزراعية للوزارة ولا ضمن خطة الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أي تطورا في زراعته فكان انتاج البلاد في موسم عام 2013 بحدود /124/طن وفي عام 2019 بحدود /150/طن بينما كان إنتاجه في سوريا عام 2008 /693/ ألف طن. ناهيك عن أنه وفي سوريا وبتوقف استيراد البذار واستلام الإنتاج من الفلاحين منذ عشر سنوات وأكثر تأسس عدة معامل للزيوت تستورد المادة الخام من تركيا ثم بدأت باستيرادها من أوكرانيا وروسيا علماً وقبل عقود ثلاث خلت تزاحمت شركات الزيوت السورية لشراء محصول عباد الشمس من المزارعين بدلا من بذور القطن نتيجة للمردودية العالية والمجدية سواء لشركات الزيوت أو للفلاحين..
بقي أن نضيف أن الدول الأكثر انتاجا لهذا النبات هي روسيا واوكرانيا والارجنتين وفرنسا ومن اللافت هو أنه ورغم زراعته بكميات كبيرة في الأناضول ووفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أنه وخلال أعوام خلت ما بين 2010-2013 كانت تستورد تركيا أطنانا من زيت عباد الشمس من روسيا واوكرانيا وبلغاريا والارجنتين وتصدر في ذات الاعوام ثلاث أرباع الكمية إلى كل من سوريا والعراق واليمن ..
- ختاماً:
وبعد كل هذا أليس من الضروري جدا أن ننظر إلى أن زراعة نبات عباد الشمس في سوريا ليس مسؤولية وزارة الزراعة فقط وإنما وزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد وكافة الوزارات المعنية بالموروث والتاريخ وكل ما يؤسس على عراقة وأصالة بلادنا من وزارات الثقافة والتربية والسياحة ناهيك عن كافة الهيئات المعنية بمكافحة تلوث التربة ومكافحة التصحر إضافة إلى وزارة الصحة نتيجة لفوائده الجمة.
المصادر
- موقع وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي
- موقع الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب
- موقع منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة
- موقع سانا
- صحيفة تشرين
- كتاب الامن الغذائي والتنمية المستدامة صادر عن مركز الكتاب الاكاديمي الجزائر
- موقع أمازون
- كتاب: Sunflower: Chemistry, Production, Processing, and Utilization edited by Enrique Martínez-Force, Nurhan T. Dunford, Joaquín J. Salas
- موقع: https://www.vangoghmuseum.nl/en
- موقع أخبار الصناعة السورية.