بات أمرا ضروريا على كل معلم أن يتقن المهارات التكنولجية الحديثة ، ليس فقط من أجل أن يسخرها فى خدمة العملية التعليمية ،لكى تصبح أكثر امتاعا فحسب وإنما الضرورة جعلتها لن تكتمل إلا من خلال التكنولجيا بعد جائحة كورونا ، فلجأ العديد من المعلمين لاستعانة بهذه التكنولجيا وخصوصا معلمى اللغات ، وانقسم المعلمون إلى قسمين قسم كان يتقن مهارات التواصل التكنولجية قبل الجائجة ويطبقه مع طلابه فلم يمثل له الأمر صعوبة أو أمر كارثى ،والقسم الآخرمعلمون أجبروا لاستكمال العملية التعليمية عبر التطبيقات التكنولجية وكانت الطامة الكبرى بالنسبة لهم ،حيث وجدوا أنهم لا يستطيعون التعامل مع هذه الوسائط التكنولجية ،فاصبح الأمر عائقا لاستكمال عملهم بل أدى الأمر إلى التخلى عن وظائفهم لذلك نجد أمه من الضرورى أن نتكلم عن كيفية إعداد معلم اللغة العربية بشكل عام وليس معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها على وجه الخصوص لذلك سوف نتطرق على عملية تطوير شرح اللغة العربية لتناسب العملية التكنولجية .
ضرورة تطوير اللغة من خلال استخدام الوسائل والتكنولوجيا الحديثة في التدريس:-
إن إتباع الأساليب الجافة في تعليم اللغة يؤدي إلى نفور دارسي اللغة وفي عصرنا، عصر العلم, والتقانة والمعلوماتية أضحت اللغة هي الوجود ذاته. وقد أصبح هذا الوجود مرتبطاً بنقل الوجود اللغوي على الشبكة العمكبوتية (الأنترنيت). فالشعار اليوم هو: ( كن متقنا للتكنولجيا حتى يراك الآخرون, وتراهم, ومن ثمًّ ترى ذاتك أنت وهي بعيدة عنك, أو لصيقة القرب منك, في عصر بات فيه سؤال الهوية : من أنا؟ ومن نحن؟ مطروحاً بشدة وعلى أوسع نطاق). لذلك لابد من الاعتراف بحاجتنا الماسّة والملحّة لنهضة لغوية شاملة, قادرة على تلبية مطالب, ومقتضيات العصر, شريطة أن لا يلقى ذلك على عاتق اللغويين فقط, بل لابد من وجود التقنيين, والفنيين, في مجال الحواسيب, والعلماء بشتى التخصّصات, والاقتصاديين, والسياسيين الأكاديميين, والمشتغلين في مجالات الكتابة الإبداعية إلى جانبهم, للوصول إلى صيغ, ومصطلحات, ومفردات عربيّة, سليمة, دقيقة, علمية وعملية أيضاً, والعمل على تقريب الحاسوب, وليس الترجمة العربية فقط, ورعاية عباقرتنا الشباب, الذين لديهم إمكانات مذهلة في فهم التقنية, التي بين أيدينا, ولهم تجاريبهم الهامة في عوالمها. باستخدام التقانة في مخابر, وأدوات, وتجهيزات, وحواسيب تستثير الدافعية لدى المتعلمين, فيقبلون على المادة بكل نفس راضية, ويجدون متعة في تعلّم اللغة. كما أنّ إغناء المكتبات بالمصادر, والكتب, والمجلات المتنوعة, التي ترضي الأذواق والاهتمامات والميول وتلبي الحاجات, يؤدي إلى جذب المتعلمين وشدّ اهتمامهم.
لذلك جاءت هذه المقالة لتوضح الأمر لدى جمهور معلمى اللغة العربية بشكل عام ليتعرفوا على التعلم الرقمى عن قرب ، فاشكر من ساعد فى نشر المقالة هذه لأنه أتاح لى هذه الفرصة للتعريف بالتعليم الكترونى عن قرب ،و عرض المفهوم الدقيق لهذا التعليم بين يدى المربين والطلاب وأولياء الأمور حيث إنه تعليم القرن القادم ، لذلك وجب على كل أضلع العملية التعليمية التعرف عليه والألمام بمصطلحاته ، بل يجب على كل مؤسسة تعليمية أن تجعل بين وحداتها الإدارية وحدة خاصة بالتعليم الكترونى لتحديد المواقع المهمة التى قد تساعد الدارسين والمعلمين فى العملية التعليمية وتدريبهم عليها من خلال برامج محددة وتكون مرتبطة بوحدة معايير الجودة التعليمية التى تشرف عليها ، وتنظم عمليات التدريب سواء إنشاء المواقع أو إنشاء الفيديوهات التعليمية أو رفع الاختبارات الكترونية فهذه الأدوات ستكون معينة للمعلم فى العملية التعليمية داخل الصف ومساعدة للطلاب وأولياء الأمور خارج الصف حيث تمكنهم من الرجوع لما تم شرحه والتدريب عليه ولعل البرامج الإدارية الخاصة بتنظيم المهام بالمدارس والجامعات تعتمد اعتماد كلى على الأدوات الكترونية والوسائل الكترونية المعينة للمعلم والطالب على حد سواء ، لذلك وجب على المؤسسات التعليمية أن تدرب المعلمين على كيفية عمل المدونات الكترونية وتدريب طلابهم على الدخول عليها والتعليق على المنشورات ، كيفية عمل اللوحات والشارات التعليمية الرقمية وهى أحدث ما توصلت إليه استراتيجيات التدريس الحديثة ،من عمل قصص رقمية وعرض الفيديوهات الخاصة بها على الطلاب لتساعدهم على فهم المادة العلمية ، كذلك المختبرات العلمية لمعلمى العلوم والفيزياء فالمختبر الافتراضى مختبر كامل يستطيع الطلاب التعامل مع المواد الفيزيائية الافتراضية من خلال تطبيقات الانترنت والحصول على نتائج التجارب بشكل شيق وفعال ، كذلك مهارة المعلم فى تنفيذ الاختبارات الكترونية والمقررات الكترونية ورفعها على منصات الكترونية تسهل على الطلاب الحصول عليها وقياس قدراته فى المادة العلمية ، كل هذا يجب أن يدرب عليه المعلمون بشكل منهجى وعلى أيد محترفين ومتخصصين ، حتى يصل بالعملية التعليمية إلى أقصى جودة ، فلاشك أنك كولى أمر عندما تطلع على ماحصل عليه ولدك بالمدرسة فتجد أهتمام المدرسة حيث ترسل لك رابط فيديو لشرح درس كيمياء أو رياضيات أو لغة انجليزية محدد الاهداف بصوت معلم الفصل ، أو رابط اختبار الكترونى يقوم به ابنك فى البيت لتتعرف على مستواه بالمادة التعليمية فى الحال ذلك يجعلك تطمئن على سياسة المدرسة ومهارات معلمى ولدك أو أبنتك ، ولكن كيف نصل بمعلمى المؤسسة التعليمية لهذا المستوى هذا يتطلب خطوات واضحة ومحددة أولها وجود وحدة للتعليم الكترونى بالمدرسة والإشراف الكترونى تتمثل هذه الوحدة فى مشرف عام على العملية التعليمية الكترونيا ، يقوم هذا المشرف بمهام من ضمنها تحديد خطة زمنية لنشاطات التعليم الرقمى لكل مادة بالتعاون مع مشرف المواد حيث يحدد مشرف كل مادة لمعلميه خطة موضح بها نشاطات التعليم الرقمى الذى يخدم المادة التعليمية ، كذلك تحديد مهام رقمية والكترونية لكل درس كمشروع تدريبي ، أما فردى أو جماعى ، ويقوم المشرف العام للتعليم الكترونى بجمع الخطط الزمنية للنشاطات الرقمية لكل مادة ، وعرضها على موقع المدرسة أو الموقع الكتروني الخاص بالوحدة بعد مناقشة المعلمين والطلاب فى عمل هذه المشروعات الرقمية لكل درس ، عمل خطط تدريبية للمعلمين لاستخدام تطبيقات المواقع الكترونية التى تفيد العملية التعليمية بالتعاون مع مسئول المصادر التعليمية حتى يكون هناك دليل لهذه المواقع لكل مادة تعليمية ومن خلال ما عرضت يتبادر إلى الأذهان سؤالا هل هناك مواصفات خاصة بالمعلم عبر الانترنت مختلفة عن المعلم الذى يتعامل مع طلابه وجها لوجه ؟؟
وللإجابة عن هذا السؤال نستعرض كفايات مهمة جدا يجب أن يتزود بها المربون عن بعد
أولا :- اقترح مكتب تقويم التكنولوجيا التابع للكونجرس الأمريكى عام 1989 مساقا جديدا للتعليم يتضمن برامج تأهيل فى أثناء الخدمة تساعد هيئة التدريس على تعديل سلوكيات التعليم التقليدية ، واكتساب المهارات المطلوبة ليصبحوا مربين للتعلم عن بعد والمواضيع التي يتألف منها المنهج التدريبي للمعلمين :
- استراتيجيات جديدة لزيادة التفاعل بين المعلمين والطلاب من خلال شبكة الانترنت .
- التخطيط والإدارة للتفاصيل التنظيمية في إيصال التعلم عن بعد .
- الاستراتيجيات لتشجيع التماسك المجموعة ،وحافزية الطلبة .
- الأساليب التى يجب تأسيسها والمحافظة عليها للاتصال الفعال مع طلبة التعلم عن بعد .
- كمية الوقت المطلوبة للتحضير لدورات ومناهج التعلم عن بعد.
ثانيا :استيعاب الأساتذة للفرق بين التعليم التقليدى والتعليم الغير معتاد ويقصد به التعليم عن بعد ، حيث يجب ان يكون للمعلم عن بعد فهما عاما لتصميم العملية التعليمية بطريقة تفاعلية ، أيضا فهما ثابتا لاستراتيجيات تصميم التعليم بشكل عام ومتقن .
إن القدرة على إعداد تقديم منظم ،وبث الحماسة فى موضوع الدراسة ،وعرض الدرس بوتيرة ملائمة هى أمور مطلوبة من كافة الأساتذة ، أما المعلم عن بعد لابد أن يضيف على كل هذا قدرته على تصميم سيناريو تعليمى مسبق للحصص الدراسية وفق نقص كبير فى التغذية الراجعة الآنية .
ثالثا : يحتاج المعلمون عن بعد لمهارات تفوق مهارات التدريس التقليدي من ضمنها معرفة أسلوب إعداد الأسئلة في مستويات فكرية متنوعة ،ولأغراض تعليمية مختلفة .فالمعلم عن بعد يواجه عبئا أضافيا عن المعلم التقليدى فى هذه النقطة الهامة جدا وهو كيفيه التعامل مغ التقويم أثناء الحصة التفاعلية عن بعد او أثناء عمل الفيديو الخاص بالمادة التعليمية ، لذا وجب على المعلمين عن بعد أن يحضروا الأسئلة المباشرة والغير مباشرة أثناء عملية التدريس .
رابعا : المرونة والإبداع .
إن المعلمين عن بعد يحتاجون دائما للاعتماد على مصادر متنوعة وشيقة تساعد على عملية المرونة ، إضافة لضرورة أن يتسم المعلم عن بعد بالإبداع وابتكار كل ما هو جديد لجذب الطلاب من خلال نمط تعليمى جديد . فلابد أن يضع دائما المعلم عن بعد فكرة جديدة للشرح من خلالها أو الاعتماد على موقع أو صورة أو لوحة أو فيديو أو وسيلة فعالة .
خامسا : المعرفة العامة بأنواع التفاعل فى التعلم عن بعد .
حدد (MOORe&Kearslely ( عام 1996ثلاثة أنواع من التفاعل في بيئات التعلم عن بعد وهى كالأتى :-
- التفاعل بين المتعلم والمحتوى .
- التفاعل بين المعلم والمتعلم .
- التفاعل بين المتعلم – المتعلم .
لذلك يجب أن يكون هناك تفاعل بين المتعلم والمادة التعليمية التى يدرسها ، فيجب أن يقوم المعلمون عن بعد بإيصال المادة التعليمية للطلاب بأكثر وسيلة تساعدهم ،كفيديو تعليمى ، أو عرض تقديمى أو كتاب الكتروني من خلال رفع هذا على منصات التعليم الكتروني .
ومن خلال ماتم استعراضه ، نجد أنه لمن الضرورى على كل معلم أو عضو هيئة تدريس داخل أى مؤسسة التعليمية أن يكون على دراية تامة بكل ما يحيط بالعملية التعليمية المعاصرة وخصوصا فى عالم التقنية التعليمية الرقمية التى باتت من الأمور التى تعزز مهارات المعلم الأساسية فلا بديل أن يكون معلم الفصل التقليدى مُلما بمهارات التدريس الحديثة والتى تشمل بالطبع مهارات التدريس عن بعد ،ولن يحدث ذلك سوى بالتدريب الممنهج والمنظم .
د.خالد أحمد
مدرب دولى معتمد
أستاذ تعليم اللغة العربية