يَا مَنْبٍَتَ الْخِصْبِ مِنْ خَدَّيْكِ ذِي الْمَاسِ
كَيْفَ الْحَّيَاةُ إِذَا جَافَيْتِ إِحْسَاسِي
يَدُومُ وَصْلُكِ رَغْمَ الْهَجْرِ مُلْهِمَتِي
بِرَسْمِ ثِغْرِكِ خَيْطُ الْفَجْرِ نِبْرَاسِي
يَا مَنْبَعَ الْعِشْقِ فِي عَيْنَيْكِ قِبْلَتُنَا
هَلَّا رُضِيتَ فَكْمْ أَشْقَى بِوِسْوَاسِي
فَمِنْ شِفَاهِكِ هَذَا الْبَوْحُ بِي رَاسِي
نُورًا يُضِيءُ ظَلَامًا زَادَ أَوْجَاسِي
مِنْ وَهْجِ خَدَّيْكِ يَبْقَى الْحُبُّ دَيْدَنُنَا
يُضِيءُ كَالْبَدْرِ فِي لَمْعٍ وَ لَا الْمَاسِ
إِنِّي أَهِيمُ وَفِي أَعْمَاقِ ذَاكِرَتِي
شَوْقٌ يُثِيبُ رِيَاضَ الْوَجْدِ لِلنَّاسِ
طِيبُ الْعُطُورِ يُضَاهِي الْمِسْكَ رُؤْيَتُهَا
زَادَتْ جَمَالاً كَفَيْضٍ فِي نَدَا الْيَاسِ
فَوْقَ الْمَنَابِرِ عَرْشُ الْقَلْبِ سَيِّدَتِي
وَالْلَّهُ أَعْلَمُ صِدْقِي دُونَ إِلْبَاسِ
سِرَّ شِفَائِي وَسِتْرِي حِصْنُ أَوْرِدَتِي
وَ طَارِحِينِي الْأَسَى رِفْقًا بِإِحْسَاسِي
سَأَلْتُهَا فَاِسْتَرَقَّ الصَّخْرُ جَاوَبَنِي
وَ رَغْبَتِي أَنْ تَكُونِي حِبْرَ قِرْطَاسِي
رَجَوْتُهَا الصَّفْحَ عَنْ هَمٍّ أَنُوءُ بِهِ
فَخَاصَمَتْنِي وَ عُمْقُ الْجُرْحِ مِقْيَاسِ
مَاتَتْ فَمِتُّ وَمَا أَحْيَتْ مَشَاعِرَنَا
تَبْقَى الْحَكَايَا عَنَاوِينًا لِجُلاَّسِي
بَحْرُ الْبَسِيطِ
عِمَادُ الدِّينِ التُّونْسِي