مدير مشفى المواساة يقدم أرقاماً نهائية لضحايا كورونا ويطمئن السوريين.. ويزيد الطين بلّه!
خاص – مجلة مسارات
كشف الدكتور عصام أمين مدير مشفى المواساة بدمشق، خلال تصريحات صحفية إن “الغالبية العظمى من السوريين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد أواخر عام 2019 واكتسبوا المناعة اللازمة ضده”، منوهاً إلى أن “انتشار الفيروس ليس كارثياً ولا يشكل خطراً كبيراً على القطاع الصحي، لا سيما بوجود 800 جهاز تنفس اصطناعي، إلى جانب ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية”.
ولفت الدكتور أمين إلى “عدم إمكانية إجراء مسح طبي (بي سي آر) لكافة المرضى، لكن الانتشار الفيروسي لا يزال ضمن الحدود شبه الطبيعية كون المنحنى الانتشاري بين المتسطح والصاعد”.
وحول أعراض الإصابة بالفيروس في سورية قال الدكتور أمين “إن الإصابات تمثلت بالالتهابات الهضمية والمفصلية، وأنه من النادر أن تأتي أعراض رئوية قاتلة، وعددهم لا يتجاوز 3 أو 4 حالات في كافة المشافي”.
وأضاف أن “معدل الوفيات اليومي بالفيروس تجاوز 25 حالة، وهم من ذوي الأمراض المزمنة”.
من الواضح أن الدكتور عصام أمين يتحدث عن أمنياته لا عن أرقام وحقائق أو دراسات، وهو غير مطلع على الأبحاث العالمية وتقارير مراكز الأبحاث، أو ما تنشره منظمة الصحة العالمية.. وقد وقع في الخطأ عندما تحدث عن إصابة جميع السوريين بفيروس كورونا أواخر عام 2019، ففي البداية هذه المعلومة لا نجد لها أساساً في أي مرجع علمي أو طبي سوري أو عالمي، مع العلم أن الأبحاث الصينية أشارت إلى أن الأجسام المضادة التي تتكون عند المتعافين من فيروس كورونا تتلاشى بسرعة، وهو ما أكده علماء بريطانيين، من خلال دراسة توصلوا فيها إلى أن الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا يفقدون مناعتهم للمرض خلال أشهر، ما يشير إلى أن الفيروس قد يعود لإصابة نفس الأشخاص بعد عام.. ما يعني أن إصابة جميع السوريين لو فعلاً كانت حقيقة، فهي لا تعني شيئاً، ولن تشكل مناعة جماعية.
أما فيما يخص تأكيد الدكتور أمين على أن “انتشار الفيروس ليس كارثياً ولا يشكل خطراً على القطاع الصحي”، فنود تذكير الدكتور بالإصابات التي حدثت للكوادر الطبية السورية، وإصابة أقسام كاملة، وحدوث شلل في بعض المشافي، وعدم قدرة بعضها الآخر على استقبال المزيد من المرضى، عدا عن أسماء الأطباء المتوفين بالفيروس الذين نرى صورهم تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ونختم بالتناقض الذي وقع فيه الدكتور أمين عندما حاول التخفيف من حجم الكارثة في سورية، بتأكيده على أن فيروس كورونا الذي وصل إلى سورية، هو فيروس مهذب وخلوق، ومن النادر أن يصيب أحد بأعراض رئوية قاتلة، والمصابين لا يتجاوزون 3 أو 4 مصابين في (كافة المشافي).. لكن الدكتور وفي تناقض واضح أكد أن أكثر من 25 حالة وفاة تحدث يومياً في المشافي، وهذا التأكيد يخالف كل ما تذكره وزارة الصحة السورية.
السوريون لا يحتاجون إلى من يطمئن قلوبهم، فهم يكتفون بالطمأنينة التي تبثها وزارة الصحة، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي جداً، على عكس ما يقوم به البشر في جميع دول العالم.. ويحاول أصحاب القرار ما أمكنهم إخفاء الكارثة، وإعلان أننا الدولة الوحيدة الناجية من أنياب (كورونا)، والتأكيد على أن لا حاجة لنا بفرض ارتداء الكمامات أو التعقيم أو التباعد الاجتماعي، فالبلاد معقمة جداً.. واهتمامهم الحالي ينصب على ترفيه مواطنيهم، من خلال تنظيم مهرجانات التسوق، ودوريات كرة القدم، وإقامة الحفلات.