توفي مساء السبت 1 آب 2020 ، الفنان التشكيلي الفلسطيني عبد الحي مسلم، في العاصمة الأردنية عمان، عن عمر ناهز 87 عامًا.
ونعى وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، الفنان الراحل، مشيرًا إلى أنه يعتبر “ملحمة كفاحية من تاريخ كفاح شعبنا الفلسطيني، إذ كرس فعله وحياته من أجل الحرية والخلاص والاستقلال”.
وأضاف أبو سيف في بيان صحفي، أن “الفنان الكبير المناضل عبد الحي مسلّم كرس مهمته الفنية استمراراً لمشواره النضالي، إذ جعل من كافة أعماله سجلاً فنياً للقضية الفلسطينية والتراث الشعبي الفلسطيني، التي بدت في كافة أعماله التي ركز من خلالها على حياة البسطاء والأرض والمعاناة وكانت رسالة مسجلة لتاريخ كفاح طويل”.
وأكد على أن “مسلّم خلد الذاكرة الشعبية الفلسطينية في أعماله الفنية، منذ بداية السبعينات حين أنشغل بالفن التشكيلي ليشكل مدرسة فنية خاصة به كموهبة ومعرفة ذاتية خاصة به”.
والفنان الراحل ولد في قرية الدوامية عام 1933، وهجر منها عام 1948، ليبدأ رحلة الفلسطيني الذي اقتلعوه من أرضه ووطنه ورحلة المعاناة في الأقطار العربية.
عمل مسلّم بمهن عديدة قبل أن يبلور موهبته وانفعالاته في لوحات ذات طابع خاص من الطين، ثم عبر عجينة خاصة من الغراء والخشب ليشكل منحوتات غائرة، وكتب عنه العديد من الصحفيين والنقاد في الصحف والمجلات العربية والأجنبية وتناولوا طريقته الخاصة باستخدام خلطة من نشارة الخشب والغراء، صنع منها الفنان أجمل لوحاته.
اشتغل بالجيش الأردني بضع سنوات قبل أن يستقيل ويلتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية التي أرسلته وأهله إلى ليبيا.
زادت وحشة الصحراء الليبية من وجعه واغترابه، ليكتشف مجالاً مختلفاً للمقاومة من خلال أعمال فنية جميلة وجادة وواصل التجربة.
تميز بأعمال النحت البارز والغائر (ريليف)، حيث اكتشف خامته الخاصة من الغراء والنشارة الخشبية، ومزجها بنسب معينة وعالجها بأدوات نحتية بسيطة وشكل بها الأجساد والأشياء.
وأنجز خلال أشهر مجموعة لا بأس بها من الأعمال، التي كانت تجمع في تقنيتها ما بين اللوحة والمنحوتة، وشارك بها في معرض طرابلس الدولي للفن التشكيلي عام 1971، ومنذ هذا التاريخ بدأ مشواره الفني الطويل، رغم أنه لم يتلق تعليما أكاديميا في الفن، حسب ما نقلته مصادر إعلامية فلسطينية.
وتابع رحلته عبر عدة معارض في بيروت ثم النرويج وفنلندا والدنمارك فسويسرا.
إعداد : محمد عزوز
( وكالات وصحف )


















