في ضوء ما يحدث في لبنان و المنطقة بشكل عام، نجد أن السياق لم يتغير ، بل على العكس تماما. هناك تسارع للاحداث كما كان متوقعاً، فالمطلوب تجويع وإضعاف المنطقة خلال هذه المرحلة والتي قد تمتد لعدة أشهر وقد لا تنتهي قبل عام ٢٠٢٣ ، تكمن المعضلة الأساسية في آن أبناء وتيارات واحزاب المنطقة تساهم جميعها في جعل هذا التأثيرات خطرة على شعوب المنطقة ذاتها، والسبب الأساسي هو الحسابات الشخصية والارتهان لمشاريع خارجية على حساب المصلحة الوطنية. _ الملفت في لبنان ان من ساهم في خراب لبنان منذ بداية الحرب الأهلية ما يزال، يرفع صوته مطالبا بالدولة والمحاسبة …..وهو (وهم) في الوقت نفسة من ساهم في خراب هذا البلد الجميل …ولبنان مثال يصلح لمعظم الأماكن في أرض العرب … والمعضلة ان الشعب اللبناني باغلبيته يطالب افتراضيا بالتغير ويدعم هؤلاء …اي أن المشكلة تكمن في الشعب اللبناني والشعوب العربية..الكل يعاني من أزمة وجود وانقسام وفقدان الهوية.
من جهة أخرى، التغير اكيد ويشمل الاقتصاد والمناخ السياسة والنظام النقدي العالمي ولكن مع بقاء نفس اللاعبين الدولتين مالكي المال . وهذا يعني أن دول المنطقة سوف تعاني أكثر ، وقد تواجه أزمة وجود نظرا لأن هذه التغيرات متوافقة ومرافقة للرؤى الميتافيزيقة لتلك القوى ، دون أن نرى اي استراتيجية إقليمية او وطنية لمواجهة هذا التحديات .
من الواضح أن حركة “الحلفاء” بطيئة وغير حاسمة في استغلال الفترة الزمنية الحالية المناسبة لتغير الواقع لصالحنا ، بينما يستثمر الآخر في الوقت .
بكل الاحوال، لا يمكن كسب المستقبل الا من خلال إعادة تقيم الواقع وتغيير الأساليب، وإعادة الحياة إلى الوعي الجمعي الوطني من خلال إجراءات متوافقة مع خطاب منسجم مع تلك الإجراءات. فالقوة الحقيقة تنبثق من المجتمع ومن ثم من خلال التحالفات او توافق المصالح مع الدول “الحليفة” .
على النخب السياسية ان تعي أن زمن الأيديولوجيات قد انتهى، انه عالم المصالح ، كما عليها ان تعي أن الأحداث متسارعة ولا يمكن للانتظار والتراخي الا ان يجلب مزيدا من المتاعب و / أو الكوارث. .
انه زمن القوة والذكاء..زمن كسب الوقت ، زمن الاعتماد على القوى الذاتية، حيث لا يوجد حلفاء بالمفهوم الأيديولوجي وإنما مصالح ..بكل الاحوال لا أحد يهتم او يعترف بالضعيف . …المرحلة جد حرجة وتستدعي قراءة صحيحة …