حسام خلف
لا أريد أن أندد بما قامت به الإمارات ولا أن أشتم لعلمي أن ذلك لن يغير في الموقف لكني أريد أن أفهم ..أن أفسر وأستنتج ..أريد أن أقرأ الدوافع الدفينة والمؤثرات .
ترى لماذا فقدت الكثير من الدول العربية هويتها السياسية ؟؟..ولست هنا أريد أن أروج لموقف مخالف لأني أريد لهذا المقال أن يكون ذو طابع تحليلي صرف.
فمن المثير أن تقدم دولة على التنازل الكامل عن موقف قد يشكل التمسك به هوية وهدفا واتجاها وربما مكانة سياسية قد لاتتحق في غيره!!
وبغض النظر عن الحقوق والمبدأ الأخلاقي الذي يمكن أن يقال حوله الكثير أريد هنا أن أتكلم في الفعل والممارسة السياسية ..فمن المعلوم أن السياسة لعبة تستخدم فيها أوراق القوة .. ومن المعلوم أن الموقف قوة ..فمالدافع وراء البيع الكامل للموقف والسقوط في حضن الخصم؟؟
أحاول وأنا أتفكر في الأمر أن أستعير مصطلحا من السيكلوجيا بحكم صلة القرابة بين العلوم الإنسانية ..فقد خطر في بالي أن الموقف الإماراتي في جوهره ” خصاء سياسي ” كعقد الخصاء النفسية .
فالتنازل عن الموقف بشكل كامل والسقوط التام في حضن الخصم السياسي له مناشئ نفسية وله صلة ارتباط بالصورة الذاتية أي كيف ينظر الفاعل السياسي الفرد أو المنظمة أو الدولة إلى ذاته وإلى الآخر ؟
إذا أردنا تعريف الخصاء السياسي قلنا أنه العقم عن توليد المواقف أو قبول الفاعل السياسي أن يكون مفعولا به على وجه الدوام ..أي تنازل الفاعل عن الفاعلية وتقبل هوية المفعولية اعترافا مبطنا بفحولة الآخر والعجز الذاتي وتقبلا لحالة الخصاء المستدام !!