أهديها إلى الصحافية القديرة أختي الغالية الأستاذة مُنيرة أحمد لمّا التقينا
مِنْ ربوةِ المجدِ راحَ النُّورُ ينسكبُ
لمّا تهاوَتْ حصونُ الشرِّ يا حلبُ!
واستوقفَتني بُروجُ العزِّ شامخةً
رغمَ الرَّزايا , وموجُ الموتِ يصطخِبُ
ما انفلَّ عزمٌ لجُندِ الحقِّ تُنجِدُها
وكانَ زحفٌ وسيفُ اللهِ والغضبُ
وزُلزِلَ الشرُّ في أركانِ دولتِهِ
لمَّا التقيْنا , وراحَ الليلُ ينسحبُ
ذوقُوا لظاها , وقدْ حانَتْ هزيمتُكمْ
والنصرُ آتٍ , ونورُ الصُّبحِ يقتربُ
والمَكرُماتُ , وقدْ هبَّتْ نسائمُها
يا روضةَ الطُّهرِ هامَتْ في الذُّرا الشُّهبُ
أغمضْتُ عينيْ على الذِّكرى يُرنِّحُني
لحنٌ حبيبٌ , فذابَ القلبُ والهُدُبُ
وذابَ قلبيْ , وأحلاميْ على وترٍ
مِنْ ذكرياتي , وأغرَتْ دمعيَ النُّوَبُ
مرَّتْ طيوفٌ مِنَ الشَّهباءِ تُذكِرُني
عهداً حبيباً طواهُ البُعدُ والحِقَبُ
وهامَ قلبيْ على آفاقِهِا عَبِقاً
بالذِّكرَياتِ , وهامَتْ بالرُّؤى السُّحُبُ
وعاودتْني كما الأحلامُ صورتُها
في كُلِّ ساحٍ ثريٍّ بالهوى يجِبُ
في الرَّبوتيْنِ وعادَ الشَّملُ مُجتمِعاً
ما تشتهي العينُ , أوْ يشدو بهِ القصبُ
يا وثبةَ المجدِ صغْنا الموتَ أُغنيةً
حتّى انتصرْنا , وكنَّا للعُلا نسَبُ
نصرٌ يلوحُ , ومِلءُ الرُّوحِ بهجتُهُ
في الخافقَيْنِ, فذوقُوا الذلَّ , وانتحبُوا !
صالُوا أسوداً على البطحاءِ فانهزمَتْ
جحافلُ الشرِّ في المَيدانِ إذْ وثبُوا
كانُوا رجالاً على الجُلّى وتعرفُهمْ
صوتٌ يُدوِّي : فِداكِ الروحُ يا حلبُ!
من ديواني ( عندَ الضفاف) ياسين عزيز حمود