اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- أصدقائي… منذ 4 سنوات وفي مثل هذا اليوم (22/08/2016), نشرت مقالا عن محافظة الحسكة تحت رقم 305 وبعنوان ” لأخذ العلم… تاريخ محافظة الحسكة” واليوم أعيد نشره معدلا مع اضافات.
*- تقع محافظة الحسكة في شمال شرق سورية ,يمر بها نهر الخابور الذي يأتي من مدينة رأس العين شمالاً ماراً بها هبوطا إلى الجنوب حيث يتحد مع نهر الفرات قرب مدينة دير الزور.
*- تقسم إلى أربع 4 مناطق و14 ناحية وتعتبر موردا مهما للبترول في سورية حيث تنتشر حقول النفط في رميلان والهول والجبسة.
*- من أهم مدنها وبلداتها : الحسكة مركز المحافظة، القامشلي، اليعربية, الشدادي, المالكية, تل حميس, عامودا, رأس العين, القحطانية وتل براك… بالإضافة إلى العشرات من القرى المنتشرة خصوصا قرب الموارد المائية لاسيما قرى الخابور.
*- وهنا نسرد الأهم…
– تسكن في محافظة الحسكة قبيلة طيء وهي قبيلة قديمة تسكن في كافة مناطق الجزيرة الفراتية. وكان الفرس قبل الإسلام قد أطلقوا تسمية (تاي أو طاي) على العرب كافة نسبة لعشيرة الطيء المنتشرة في الجزيرة الفراتية.
– تقطن أيضا في محافظة الحسكة إضافة لقبيلة طيء قبائل الجبور والعبيد وشمر وزوبع والشرابين والمغمورين والجحيش والجوالة وبني سبعة وحرب والراشد والبوعاصي والغنامة والمعامرة وعنزة وربيعة.
– تضم محافظة الحسكة أيضا أقلية كردية وأقلية سريانية اصغر في مدينتي القامشلي ورأس العين.
*- … وبالعودة الى التاريخ أيضا…
– يعود تاريخ الحسكة إلى التاريخ القديم لبلاد ما بين النهرين (Mesopotamia) .
– حسب المعهد الدولي لدراسات Mesopotamia وجامعة كاليفورنيا والعديد من البعثات الأثرية العلمية الدولية. فإن منطقة الحسكة كانت جزءا من مملكة بين النهرين الآرامية وممالك آرامية أخرى وكانت جزءا من الدولة الآشورية.
– المنطقة سكنتها قبائل الآراميين والعموريين البدو الذين سيطروا على المنطقة وبقيت الحسكة ضمن الإمبراطورية الآشورية لفترة طويلة, إلى أن تمكن البابليون من هزيمتهم في عام 612 ق.م وذلك في العام الذي سقطت فيه نينوى عاصمة آشور.
– ترتبط الحسكة في عراقتها بتاريخ بلاد ما بين النهرين حيث قسم المؤرخون هذه البلاد إلى سومر وأكاد في الجنوب الشرقي، وعيلام في الشمال الشرقي وعمورو ـ بلاد العموريين ـ في الجنوب الغربي، وسوبارتو في الشمال الغربي.
– مملكة سوبارتو كانت تمتد من مدينة عيلام في بلاد الرافدين إلى جبال طوروس، وقد عثر في لوحات جغرافية محفوظة في المكتبة الملكية لآشور بانيبال على لفظة “سوبارتو” التي كانت مهد المدنية وحضارات قديمة متلاحقة.
– خضعت منطقة الحسكة للكنعانيين الذين استولوا تدريجياً على القسم الغربي من سوبارتو، وبعدهم حكمها الحثيون الذين قطنوا في شمال الجزيرة السورية وجعلوا عاصمتهم مدينة “واشوكانى”، عند ينابيع الخابور.
– إلا أن الآشوريين قوضوا الدولة الحثية، ودمروا عاصمتها واشوكانى، من غير أن يتمكنوا من الاستقرار وذلك بسبب الحروب المتواصلة بينهم وبين الحثيين وشعوب أخرى، مما مهد لظهور الدولة الآرامية في منطقة الجزيرة، حيث استطاع أحد الشيوخ الآراميين بناء دولة جديدة على أنقاض دولة ميتانى المنهارة فاختار مدينة “غوزانا” في تل حلف عاصمة لدولته.
– عاد الآشوريون في غزوة ثانية للمنطقة وتمكن “تغلات فلاصر الأول” من تدمير غوزانا، إلا أن الآراميين ما لبثوا أن حسروا نفوذ الآشوريين من جديد، وأعادوا بناء دولة آرامية باسم غوزانا، وهو الاسم الذي أطلق على بلاد الخابور في العهد الاشورى، ثم عاد الآشوريون مرة أخرى لإخضاع المنطقة، إلى أن جاء الميديون عام 612 ق.م وكسروا شوكة الآشوريين نهائيا.
– في عام 332 ق.م، تمكن اليونانيون بقيادة لاسكندر المقدوني من دخول البلاد، ثم حل محلهم الرومان عام 64 ق.م، حيث كان لمدينتي نصيبين ورأس العين شأن كبير في عهد الإمبراطور “تيودريوليوس.
*- أشهر المواقع الأثرية
– تشير المصادر التاريخية إلى أن الاستقرار البشري في محافظة الحسكة يعود إلى الألف الثامن ق.م. وقد لعبت جغرافية المنطقة الخصبة دوراً هاماً في اجتذاب الشعوب ـ السوبارتية والأكادية والامورية والحورية والحثية والآشورية والآرامية والإغريقية والرومانية والساسانية والعربية، مما جعل حضارة المنطقة التي ترتقي في القدم إلى ما قبل الألف السادس ق.م، تتسم بالغنى والتنوع، وهو ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة. وتكاد تكون أغلب المواقع الأثرية تتوضع في التلال المنتشرة على ضفتي الخابور والتي تعد من أقدم حضارات العالم. وقد وثقت أغلب الأوابد ومراكز الاستيطان في النصوص المسمارية والآشورية القديمة…. وأهم هذه التلال : تل حلف, تل الفخيرية, تل براك, تل عجاجة (عرابان), تل شاغر بازار (تل حطين), تل ليلان, تل بري (كحت), تل موزان (أوركيش), تل الخوير, تل أبيض, تلال كشكو; الأربعة, تل أحمدي.
*- وأخيرا… عرفت أيضا محافظة الحسكة النواعير المرافقة للسدود… فقد ذكر الباحثان ايف كالفة Yves Calvet وبرنار غييه Bernard Geyer في كتابهما السدود الأثرية في سورية المنشور عام 1992
(وقد نشرت ملخصا عنه بتاريخ 26/06/2019, تحت رقم 491) أن أول أعمال موثقة عن نواعير نهر الخابور تعود إلى العصر البرونزي الأوسط. وقد عرف عنها من النصوص المكتشفة في مدينة ماري القديمة. ويعتقد أن عددها كان كبيرا جدا (أكثر من 30 ناعورة), وامتد وجودها, بدلالة التجمعات السكانية التي استوطنت على ضفاف النهر, على طول 45 كم وصولا الى نهر الفرات, وأشهرها وأكثرها وضوحا سد الرويشيد.