فاجأت منظمة الصليب الأحمر الدولية العالم، بالإعلان عن أن المجاعة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وصلت إلى معدلات عالية نتيجة لسياسات التقشف التي اتبعتها حكومات هذه الدول لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تجتاح الغرب، ما دفع المنظمة لاتخاذ قرارات بالتدخل لمساعدة الفقراء والمحتاجين في هذه الدول، ومن ضمنها بريطانيا، حيث للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الأولى ستقوم منظمة الصليب الأحمر ابتداء من نوفمبر المقبل، بجمع المواد الغذائية وتوزيعها على المحتاجين البريطانيين.
ويرى البعض في بيان الصليب الأحمر، أنه تأكيد على ما ذهب إليه محللون كثيرون من أن طبول الحرب تقرع في الغرب لحرف أنظار المواطنين عن الوضع الداخلي. وجاء إعلان الصليب الأحمر غداة إعلان وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، عن أن بريطانيا لن تشارك من الآن فصاعداً في أي مكان في العالم، ما لم يكن هناك تهديد مباشر لأمنها.
ووفقاً للصليب الأحمر الدولي، فإن طوابير الأوروبيين الذين يحضرون إلى مراكز أو بنوك توزيع الغذاء المجاني على الفقراء والمعدمين وغيرها من مطابخ الحساء المتجولة، التي تقدم وجبات حساء سريعة على المشردين في المدن الأوروبية الكبيرة ومن ضمنها لندن، ازدادت عدداً وحجماً على نحو مقلق. لذلك دعا بكيلي غليتا، المدير العام للصليب الأحمر الدولي، في مؤتمر صحافي له، الحكومات الأوروبية للعمل بسرعة من أجل توفير حلول لمواجهة الأزمة، لأن برامج التقشف تدفع ملايين الناس إلى الفقر والجوع.
وأشارت المنظمة إلى أن فرنسا وإيطاليا واليونان واسبانيا ولوكسمبورغ ومولدوفا تعاني هي الأخرى من اتساع ظاهرة الفقر والجوع، ففي فرنسا هناك 350 ألف إنسان يعيشون تحت خط الفقر، فيما اضطر الصليب الأحمر الدولي إلى نجدة الجياع في لوكسمبورغ التي تعتبر من أغنى دول العالم، بل أن دخل الفرد فيها هو الأعلى في دول الاتحاد الاوروبي ويصل تقريباً إلى 80 ألف يورو للفرد الواحد.
بينما في إيطاليا دفعت الأزمة الاقتصادية 150 ألف صاحب مصنع وورشة عمل إلى إغلاق أبوابهم وتسريح العاملين لديهم، ليرتفع عدد المشردين بلا مأوى إلى معدلات غير مسبوقة. ففي مدينة ميلانو الصناعية وحدها يوجد 50 ألف إنسان يقفون يومياً في طوابير للحصول على الغذاء من المؤسسات الخيرية..!!