أغرق
ملايين المرات
ولا أنجو أبدا!
أسقط من الأعالي
كلً حينٍ،
وتواظب أجنحتي المكسورة
على التحليق.
أهاجر
كشجرة تمرّ أمام الحافلة،
وأدّعي أنّ مكوثي هنا
سيجلب “مردوداً عالٍ”
من الحب.
كيف أعثر
في مدينتي الخالية
على مقهى مزدحمٍ بالكلمات؟
أمارس فيه الشًرود،
تبادل الشائعات المروّعة،
مغازلة قصائد عارية السيقان،
أوتدبير مواعيد غرامية مع التاريخ
الذي لايتقاعد،
رغم كل الأجساد التي
مرّت على سريره.
أشكل وجهي
من صخرةٍ نافرةٍ على الشاطئ.
أُقافز عليها النوارس،
أخمد عليها شهوة البحر،
ثم أدّعي أن صيّاداً مخموراً،
أغرق زورقه قبالتها،
وراح يغني
لكل الأسماك التي قتلها.
الغرق كالآلهة والسلاطين،
بعيد المنال في بلادٍ،
ترتّبك في القاع الأخير،
لأولويّات الأرباح والنخاسة.
تأخذ فيها هوية فأر،
ومؤخًرة جارية.
ثم تعدو لاتأبه لعدد السياط
التي تسطًرها “الوطنيّة”
على جسدك النحيل.
شادي عمار
الثلاثاء ٢٧/١٠/٢٠٢٠
بانياس_ سوريا