الشاعر الدكتور جهاد صباهي
يأخذُني خيالي إليكِ
أفكرُ لو أني
آتٍ إليكِ هذا المساءْ
متخفياً بقلبٍ ينبضُ بحبِكِ
وذراعينِ تسعيانِ بصمتٍ إليكِ
تضمُكِ .. تُدفئكِ
تُبعد رياح الشتاء الباردة عنكِ
ترسمُ على جسدِكِ النحيلِ
كلماتِ أغنيةٍ
تبددُ وَحشةَ هذا المساءْ
وتطبعُ على شفتيكِ وردةً
بنكهةِ إسكادا
نفقدُ الشعورَ بكلِ ماحولِنا
نتعرى من الإحساسِ بالخوفِ
وكأن العالمَ خُلقَ لكلينا
ولا أحدَ سوانا
الثلجُ يتساقطُ بشدة
يتحدى أحلامَنا الصغيرةَ
يخفي معالمَ الطريقِ إليكِ
يجعلُ قلبي راقصاً حزيناً
على إيقاعِ عازفٍ بائسٍ
حاجتي إلى لقائِكِ
تجعلني لا أعترفُ بالحواجزِ المقنعةِ
أتجاهلُ مكرَ الطبيعةِ
وأنا أعبرُ كلَّ الدروبِ المغلقةِ
المؤديةِ إليكِ
حاملاً نحوكِ قلباً صدئاً
علّ شيئاً فيكِ يجلو صدأه
هذا المساءْ
أحلمُ بلقائِكِ
وأكونُ قمراً يضيءُ نهديكِ
الحالمينِ بهمسيْ
وقد طالَ انتظارهما
في زنزانةٍ مظلمة
أُصابُ بالجنونِ
وأنا أحررهُما من شتاءِ الإنتظارِ
وأبعثُ فيهما دفءَ الحياةِ
متخطياً كلَّ الممنوعاتِ
لم يعد يهمُني العقابُ
لم يعد يعنيني الثوابُ
كلُّ مايهمُني
أنتِ وأنا
واللقاءْ
نذوبُ كلانا
ونتلاشى بعد عناقْ
ويتلاشى معنا
هذا المساءْ
د . جهاد صباهي